المحتوى الرئيسى

الرئيس أوباما يدخل موسوعة جينيس؟ بقلم: زياد ابوشاويش

05/24 20:48

الرئيس أوباما يدخل موسوعة جينيس؟ بقلم: زياد ابوشاويش بخطابه المهين له ولبلاده أمام اللوبي اليهودي في واشنطن اليوم الأحد 22 / 5 / 2011 دخل السيد باراك أوباما رئيس الولايات المتحدة الأمريكية موسوعة جينيس للأرقام القياسية كأسرع رئيس يتراجع عن جوهر موقفه تجاه قضية عالمية خطيرة كالقضية الفلسطينية. كان أوباما قد تحدث قبل هذا الخطاب بثلاثة أيام إلى الأمة العربية والدول الإسلامية محدداً رؤيته لحل المعضلة الممتدة منذ عام 1948 وفيه قال أن الحل يجب أن يرتكز على الانسحاب من الأرض التي احتلت عام 1967 وتبادل محدود للأراضي يتم الاتفاق عليه بين الطرفين. في تعقيبنا على ذلك الخطاب قلنا أن الرجل يكذب ويبيعنا الوهم، وقلنا أن رفض رئيس وزراء العدو الصهيوني للطرح الأمريكي في البيت الأبيض وأمام سيد البيت يعطي الدليل القاطع على عدم جدية هذا الطرح، ناهيك عن عدم قدرة صاحبه على فرضه. التجربة المرة مع الأمريكيين لا تدع مجالاً للشك في أولويات السياسة الأمريكية، وهي أولويات تساوي إن لم تسبق أولويات الأمن القومي الأمريكي والمصالح الأمريكية الاستراتيجية. إن تراجع أوباما السريع عن كل ما قدمه قبل أيام قليلة هو أمر مهين بكل المعاني لرئيس الدولة العظمى، والتي تمنح الكيان الإسرائيلي كل مقومات بقائه، كما أنه يمثل تقويضاً حقيقياً لكل مزاعم البعض حول "مصداقية" أمريكا في المنطقة والعالم. يقول السيد أوباما في خطابه الذي أسقطه عن الشجرة أنه حصل تفسير خاطئ لكلامه عن هذه الفكرة. وقال إن كلامه عن هذه النقطة "يعني أن الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني سيقومان بالتفاوض حول حدود مختلفة عن تلك التي كانت قائمة في الرابع من حزيران/يونيو 1967" بعد الأخذ في الاعتبار "الحقائق الديموغرافية الجديدة على الأرض وحاجات الطرفين". الرجل لا يخجل من التراجع المذل عن كلامه للعالمين العربي والإسلامي، وهو أساساً لا يقيم وزناً لهما، وكل حديثه عن الحرية والحقوق المتساوية للأمم واحترام خيارات الآخرين لا يعدو جزءً من حملة علاقات عامة يقوم بها الرؤساء الأمريكيون بين الفينة والأخرى من أجل إصلاح الصورة البشعة لبلادهم في العالم. لقد ضرب الطرح الذي قدمه أمام "اللوبي" الصهيوني في واشنطن أهم نقطة يمكنها أن تجذب بعض الواهمين من الفلسطينيين والعرب إلى طاولة المفاوضات مع الكيان الصهيوني مرة أخرى وهي المتعلقة بحدود 1967 كأساس للحل، وهو الطرح الذي أغضب القادة الصهاينة في الكيان الإسرائيلي وأشباههم في العاصمة الأمريكية. الشيء الغريب بعد هذا أن يعتمد بعض قادتنا العرب (بمساندة من بعض الكتاب والمثقفين) على الولايات المتحدة الأمريكية في تسوية مشاكلنا الخارجية والداخلية وهم يعرفون أنها لن تكون إلا في خدمة العدو الصهيوني وكيانه العنصري، وما حديث السيد أوباما عن حرص بلاده على بقاء التفوق الإسرائيلي على العرب مجتمعين بالمعنى الاستراتيجي إلا دليل على ما نقول، وأن التقاء مصالح هؤلاء القادة والمثقفين مع أمريكا هو حتماً التقاءً مع مصالح "إسرائيل" مهما كانت المبررات. إن الولايات المتحدة الأمريكية هي العدو الرئيس للأمة العربية ومصالحها، كانت ولا تزال وستبقى، وعلى الذين يسعون لحرية وكرامة أمتنا العربية واستعادة حقوقنا المغتصبة أن يعلنوا موقفاً واضحاً بالرفض تجاه السياسة الأمريكية، وأن يناصبوها العداء جهاراً نهاراً. إن كل من يقيم علاقة علنية أو سرية مع أمريكا من موقع المرتهن لما تريده وتخطط له، ومن موقع الحليف أو الصديق لها لا يمكن أن يكون صادقاً في مزاعمه حول الحرية والكرامة العربية، كما لا يمكن قبول دعاويه فيما يخص نصرة الشعوب العربية المنتفضة من أجل الحرية والكرامة الإنسانية. أوباما في خطابه أمام اللوبي الصهيوني يعتبر المصالحة الفلسطينية واستعادة الوحدة الوطنية عقبة كبير أمام السلام، وهذا في حد ذاته مؤشر هام وجلي حول كل السياسة الأمريكية تجاه الدول العربية واستغلال الظروف الحالية لتقسيمها وضرب وحدتها الوطنية. إن وحدة الأمة العربية ونهاية "سايكس– بيكو" تتناقض كلياً مع مصالح الولايات المتحدة الأمريكية، كما أن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 1967 يتناقض مع مصلحة الكيان الصهيوني، ولهذا رأينا الدخول المهين لرئيس أمريكا موسوعة جينيس للأرقام القياسية وسقوطه المدوي من فوق الشجرة التي صعدها قبل ثلاثة أيام، وحتماً لن يكون السقوط الأخير. [email protected]

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل