المحتوى الرئيسى

إيمان محمد البستانى تكتب: ذهب متفائلاً ورجع أكثر تشاؤماً

05/24 20:17

كنت دائما أسمع هذه العبارة فى الآونة الأخيرة، وهى أن الثورة حاربت الفساد وقضت عليه، ومن الصعب أن نجد أحداً يقوم بارتكاب أى نوع من أنواع الفساد لأنه يخاف أن يفعل ذلك، ورئيسه الآن يُحاسب، ولكننى كنت مختلفة مع هذا الرأى، ومازلت مختلفة لأن الثورة قضت على أشخاص بعينهم، ولكن الفساد سيكون موجوداً، وليس بنهاية هذا النظام الذى دام ثلاثين عاماً، فأصبحت له هياكل إدارية متشعبة فى كل مكان، فمن الصعب القضاء عليها بسهولة، ولكننى لم أكن أيضاً من الذين كانوا يعتبرون بسقوط النظام وبطانته سينتهى الشر، ويصبح الخير هو الأساس، وسنصبح نغنى الحياة بقى لونها بمبى، ولا أحد يقول إننى شخصية متشائمة ولكننى واقعية، وأنظر إلى الحياة بصورة ليس حالمة، لأننى أعلم أن الخير والشر موجودان، وهناك أيضا الشياطين والملائكة، ولكن الذى دفعنى أن أعبر عن وجهة نظرى هو عندما جاء أخى، وقال لى إن هناك إعلانا لبعض الشركات التابعة لقطاع العام يطلبون شئونا قانونية، فاستعد أخى للتقديم فى هذه الوظيفة، وجاء ميعاد المقابلة وذهب هو متفائل، وهو يردد أكيد الوظيفة مش هيكون فيها واسطة، لأننا أصبحنا فى عهد جديد وأنا بداخلى بتمنى أن يكون ذلك الحقيقة، وذهب متفائلا ولكن رجع أكثر تشاؤماً، عندما وجد أن الإعلان ما هو إلا شكل صورى، وأن هناك شخصاً ما كان معه واسطة من بعض المسئولين فى الشركة، وأن هذا الإعلان كان معمولاً من أجله، ولكن قاموا بتلك التمثلية السخيفة من إعلانات ومقابلة المتقدمين للوظيفة، ولكن فى النهاية كان الشخص المعين سابقا هو الذى سُئل فى القانون وبعض الأسئلة البسيطة فى الكمبيوتر، ولكن جميع المتقدمين الآخرين لم يسألوا إلا فى الكمبيوتر والانجليزى، ولكن أراد الله أن يكشف هذه اللعبة عندما قام أحد الأشخاص بتوسيط شخص من أجل تعيينه فى هذا المنصب، فرد الشخص المسئول فى الشركة أن هناك شخصاً آخر تم تعيينه من قبل مسئول كبير فى الشركة، على الرغم من أن هذه الحكاية تعد شخصية بالنسبة لى، ولكنى اتخذت هذا كمثال أنه ما زالت هناك واسطة، ومازال هناك الأشخاص الذين لم يحكموا ضمائرهم، وجدت أننى كنت على حق عندما قلت إن الحياة مازلت كما هى، ولم يتغير شىءً إلا بالظاهر، ولكن الباطن مازال موجوداً، ولكن الذى أحزننى هو دم هؤلاء الشهداء الذى ضحوا من أجل القضاء على الفساد بكل أنواعه، ولكنه مازال موجوداً. ولكن فى النهاية لا أحد يعمل الآن مثلما كان يفعل سيدنا عمر رضى الله عنه عند تعيينه لأى شخص، والذى كان فى عهده نظام التعيين تحت الاختبار، وجاء ذلك عندما قال سيدنا عمربن الخطاب لأحد عماله "إنى قد عينتك لأبلوك فإن أحسنت زدتك وإن أسأت عزلتك".

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل