المحتوى الرئيسى

بثينة كامل تكتب: ثورة على النظام وليس على رأس النظام

05/24 16:09

ما الذي طلبه مني الفلاحون في القرى البعيدة وسكان العشوائيات التي زرتها؟ طلبوا مني أولادهم المقبوض عليهم والمدانين بمحاكمات عسكرية، هذا الطلب كان بعد الثورة لا قبلها، وأنا لا املك لهم شيئا ولا حتى لنفسي، فأنا أيضا قيد المحاكمة العسكرية ومهددة بالسجن لأني أقول وأتكلم، حدث لي هذا بعد الثورة ولم يحدث لي قبلها، إذا كان الحرص على الأمن يبرر الضرب بيد من حديد حتى ولو ترتب على هذا أخذ المظلوم بذنب الظالم فهذا هو عين حالة الطوارىء، وكأنك يابو زيد ما غزيت!ولكن لحسن الحظ أن لكل مشكلة حل، والحلول موجودة فقط لمن لهم علاقة بعصام شرف، أو يملكون رقم تليفونه، أو على صلة بأحد أعضاء المجلس العسكري، هنا فقط كل شىء فجأة يصبح أكثر سهولة وأمانا، طبقة منتفعين جدد؟ واسطة وفساد جديد؟ حدث هذا بعد الثورة ، المجلس العسكري فوق النقد، وهو يتحول تدريجيا إلى قدس الأقداس ، حدث هذا بعد الثورة، كثير من المصريين يتضور جوعا اليوم، وأضع برنامجا جديدا بعنوان الثورة على الفقر استعين فيه بكل الخبراء الذين اعرفهم، وأخطط لصنع شبكة واحدة تتكون من كل الجمعيات التي تحارب الفقر، مسلمة ومسيحية لنقتل الفتنة الطائفية والفقر بحجر واحد اسمه التكافل والتراحم  ، ولكن الحكومة إزاء الفقر المستشري اليوم تعدنا في المقابل  بأن الحد الأدنى للأجور سينطبق بعد عامين!عمداء الكليات من أبناء النظام السابق وعلى مبادئه، ويقول لنا المجلس انهم سيستمرون حتى شهر يوليو ،فقط لكي تستمر النار في الجامعات لفترة اطول، هل نحن في حاجة لاعتصام جديد وضغط دولي؟!محاضرة توعية سياسية في جامعة المنيا يشيع عميدها أنها ألغيت ، واضطرار طلبة الإعلام للاعتصام لثلاثة أشهر كاملة لكي يعزل عميدها،. الحال أن كل مطلب من مطالب الثورة يحتاج إلى ثورة!  ذلك أن المجلس العسكري لا يستجيب إلا مضطرا متضررا وعلى مضض ،وبعد ضغط واعتصام وعذاب ومعاناة، وكنا نحلم بكيان يتبنى مطالبنا ويسارع في تنفيذها ، ولكن المجلس رغم حرق الكنائس واعتصام المسيحيين يرى تأجيل إصدار قانون دور العبادة الموحد لما بعد انتخابات مجلس الشعب، ليستمر الزيت بجانب النار لفترة أخرى، وفقط عندا يشتعل الزيت في النار يستجيبون ويقولون بعد شهر..وتحت الضغط الدولي كمان!!بينما وفي ذات الوقت يسارعون في إصدار قانون مباشرة الحقوق السياسية، ولا تصويت للمغتربين، قرارات نخاطب بها من اعلى دون ان نفهم لها تفسيرا، حدث هذا بعد الثورة. الخسارة الأكبر هي استمرار حالة الشك والريبة وعدم الارتياح تجاه المجلس العسكري وتوجهاته وترتيب اولوياته الذي لا يشرك فيه أحدا ولا عزاء للديمقراطية، وهي إذن حالة شك بالقطع مبررة ، وسبب ذلك بكل بساطة هو عدم الشفافية وعدم فهم الناس لأولويات المجلس او مبرراته، اضف إلى ذلك تجربة شخصية مريرة اكتشفت فيها عن يقين أن أحد أعضاء المجلس يكره الثورة كره العمى، وعدد كبير من الناس بدأوا يكرهونها أيضا لأنها سبب كل المشاكل والمعاناة، رغم أن المعاناة موجودة، والمشاكل موجودة من قديم الأزل، وما أتت الثورة إلا للمطالبة بحلها، ليست الثورة هي سبب المشاكل، فمشاكلنا قديمة، ولكن الالتفاف على مطالب الثورة هو سبب كل المشاكل ولا شئ آخر ولا اعرف من هو صاحب المصلحة في خلط الأوراق؟. وما الذي يمكننا أن نفعله لكي لا تسرق الثورة؟ ليس أمامنا إلا الاستمرار فيها، رشحت نفسي للرئاسة وأنا عاقلة مدركة لعواقب ما أفعل، ولكننا نريد صدمة، نريد جديدا لمجرد الدعوة للتفكير في أمور لم تكن في الماضي لتخطر لنا على بال، ومن أجل هذه الفكرة سبق وان أنشأنا حركة شايفينكم ومصريين ضد الفساد.نريد أفكارا جديدة وبسيطة، أريد رعاية حقيقية للمسنين وللأشخاص ذوي الإعاقة، أريد القضاء على الفقر، أريد وسائل بسيطة للتعليم عن بعد باستخدام التكنولوجيا، نريد قاعدة علمية يتولاها زويل، وممرا للتنمية يتولاه صفوة مهندسي مصر، وزراعة لا صلة لها بيوسف والي على كل سنتيمتر من أرض مصر قابل للزراعة، انتصر وفدنا الشعبي في أثيوبيا واقتنعت الحكومة الأثيوبية بتعليق مشروع السد الذي كانت في سبيلها لبنائه لأننا نحتاج إلى الماء، ولكننا قبل كل شئ فأننا جميعا نحتاج الحرية، لا المحاكمات العسكرية! ولا أظن أن هناك حرية عندما يقطعون المداخلات التلفزيونية علي أم رأسي  ورؤوس غيري عندما يتكلمون، نعم حدث هذا بعد الثورة لا قبلها!إعلام الثورة ذو البث الانتقائي القابل للقطع!!نريد اسوة بدول العالم ان يكون سن الترشح للبرلمان اثنين وعشرين عاما لا ثلاثين، لأنه وببساطة لن يحس بمشاكل الشباب...إلا الشباب. باختصار، كل أسباب ثورة 25 يناير لا تزال قائمة ، كلها لا تزال قائمة ، وعندما تظل الأسباب التي قامت من أجلها الثورة مستمرة، فالثورة أيضا يجب أن تظل مستمرة!

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل