المحتوى الرئيسى

اختبار جمعة 27 مايو

05/24 09:03

بقلم: وائل قنديل 24 مايو 2011 08:48:08 ص بتوقيت القاهرة تعليقات: 0 var addthis_pub = "mohamedtanna"; اختبار جمعة 27 مايو  تعرضت هذه الثورة لاختبارات شديدة الصعوبة، وتلقت ضربات متناهية القسوة، ونجت من محاولات لإضاعتها فى دروب غاية فى الوعورة، ورغم ذلك لاتزال الثورة صامدة وعصية على الإذابة والتشويه والمحو.من كان يتصور مثلا أن الثورة ستخرج حية وعفية بعد أن ألقوا بها فى قاع محيط الفتنة الطائفية وتوهموا أن المصريين سيتوهون ويتلاشون فى حرب الهلال ضد الصليب التى أشعلها أبالسة كارهى الثورة بمنتهى الخسة والوضاعة؟من كان يتصور أن الغالبية من هذا الشعب ستظل قابضة على جمر ثورتها وهى تتعرض كل يوم لحرب ترويع وتجويع لا هوادة فيها، لكى يدفعوا المصريين دفعا للكفر بالثورة ولعنة اليوم الذى طالبوا فيه بالتغيير؟من كان يتخيل أن ثورة 25 يناير ستتحول إلى طائر العنقاء، كلما ضربوه بمنجل أو بلطة معلنين ساعة موته يتناثر إلى أكثر من عنقاء تبعث إلى الحياة من جديد.لقد جربوا وأدها بالفهلوة والكلفتة والاستعجال وحرق المراحل واختطاف الناس إلى المجهول بدعوى أنهم سيطعمون من جوع ويأمنون من خوف، فاقتادوهم إلى استفتاء كان مثالا للخفة فى التعامل مع الأشياء المصيرية، حين عزموا الجماهير على ثمانى مواد وحملوهم ستين مادة.. ثم راحوا يستخدمون فزاعة معاداة الديمقراطية ضد كل من يتساءل أين الاستقرار الذى وعدتم به عقب الاستفتاء؟كما أنهم بذلوا مجهودات جبارة فى إهالة التراب على مليونيات ميدان التحرير كل جمعة تارة بزعم أنها تعطل عجلة الإنتاج، وأخرى بادعاء أنها توجد نوعا من الفوضى، على الرغم من أن أحوالنا لم تتدهور على المستوى السياسى والاجتماعى إلا بعد أن انتزع الميدان من الثوار، وبعد أن هرول الباحثون عن أدوار وأماكن فى واجهة المشهد إلى كل ما يلقى أمامهم من دعوات للحوار والطنين الأجوف والتنظير المحلق فى الفراغ، بينما لا نملك إحصائية نهائية بعدد شهداء الثورة بعد، كما أن أسر الشهداء لاتزال تعانى فى الركض خلف التعويضات، فضلا عن أن جرحى الثورة ومصابيها لايزالون يتجرعون الإهانة والألم فى مستشفيات ضجت بهم وبنفقات علاجهم وتهددهم الآن بالدفع أو الشارع.إن الذين يتحدثون عن توقف عجلة الإنتاج هم وبكل أسف من يتعاملون مع الثورة باعتبارها عجلة ببدال يركبها كل واحد منهم لفة ويذهب بها إلى حيث يريد ويطمح، وما أن يصل إلى مراده حتى يلقيها فى العراء كى يأكلها الصدأ أو يأتى آخر لاستخدامها فى مشاويره.. ثم بعد ذلك لا يجدون غضاضة أو حرجا فى أن ينهالوا على من يطالبون باستيفاء أهداف ثورتهم واستكمال دورة حياتها تجريحا وتسفيها وتشكيكا فى دعواتهم النبيلة للاحتشاد من جديد.وعليه يصبح واجبا على كل من يزعم أنه مع هذه الثورة ألا يسفسط بكلام سيجرى استخدامه شاء أم أبى كغطاء لإجراءات قد تكون عنيفة أو باطشة مع المشاركين فى جمعة الثورة المقبلة.إن الجيش والشعب لايزالان شريكى اليد الواحدة، ومن حق كل طرف أن يستمع إليه الطرف الآخر فى العقد.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل