المحتوى الرئيسى

المؤتمر الدولى لأورام الثدى والنساء: سيدة من كل «8» معرضة للإصابة بالمرض

05/24 14:18

نجح الدكتور دينيس سلامون، رئيس قسم أمراض الدم والأورام، ونائب الرئيس التنفيذى للأبحاث بكلية الطب جامعة كاليفورنيا، مع 12 من زملائه فى ابتكار «عقار موجه Targeted Therapy» لسرطان الثدى يقضى على الأورام الخبيثة، وذلك بالعلاج الدقيق الموجه مباشرة إلى الخلية المصابة، دون إلحاق الضرر بالخلايا المجاورة والسليمة، وذلك عكس العلاج الكيميائى الذى يؤدى الى تدمير الخلايا المصابة بالورم السرطانى والخلايا المجاورة لها، الصعوبات والمعوقات الرهيبة التى تعرض لها دينيس سلامون حتى قدم للعالم هذا الاكتشاف المذهل الذى قلب عالم علاج السرطان رأساً على عقب كانت محور فيلم شهير هو «living proof». وأوضح البروفيسور دينيس، فى تصريحات خاصة لـ«صحتك اليوم» أثناء حضوره المؤتمر الدولى الثالث لأورام الثدى والنساء  BGICC نهاية الأسبوع الماضى، أن الرياضة من أهم العوامل التى تقى الإصابة من أورام الثدى بمختلف أنواعها، كما أنها تعتبر ضرورية للمصابات بسرطان الثدى لتجنب احتمال تكرار الإصابة، مضيفاً أن النشاط البدنى يعتبر ضرورة LIL] لجميع السيدات فى مختلف أعمارهن. وشدد دينيس على أهمية تقديم الدعم النفسى للمصابات بسرطان الثدى لتخطى المرض والتغلب عليه، مشيراً إلى أهمية اصطحاب مصابات سرطان الثدى للنساء ذوات الخبرة أو التجربة السابقة مع المرض. ورأى أن معدلات الإصابة بالمرض تختلف من دولة لأخرى حسب عوامل معينة، مثل تعداد السكان، قائلاً: «فى قرى الصين، تنخفض معدلات الإصابة بمرض سرطان الثدى، وذلك لأن السيدات الصينيات يعملن فى الزراعة منذ الصغر، مما يقلل نسبة إصابتهن بالمرض عند الكبر، كما أنهن يتزوجن ويحملن مبكراً مما يقلل خطر الإصابة». وأوضح أن كون المرأة متزوجة أو عازبة لا علاقة له بالإصابة بسرطان الثدى، مضيفاً أن الإصابة بالمرض تتوقف على سن الزواج، وتوقيت الحمل الأول، وعدد مرات الحمل، وأضاف: «تلك الأيام، تهتم النساء بالذهاب إلى العمل والتفكير فى الزواج فى وقت متأخر، مما يُزيد من فرص الإصابة». وأكد دينيس أن النسب الأعلى من الإصابة توجد فى البلاد الغربية المتقدمة، مثل أمريكا وبريطانيا، حيث تهتم النساء بالعمل والدراسة، على حساب الزواج المبكر، الذى يقلل من نسبة الإصابة. وعن استخدام الطب التكميلى لعلاج سرطان الثدى، يقول دينيس إن الدراسات لم تتوصل بعد إلى دور واضح للأعشاب والمكونات الطبيعية الأخرى فى مواجهة المرض، إلا أن فيتامين Dمازال يحمل أملاً فى الوقاية منه. وأوضح أن الفتيات فى عمر الشباب، قد يتعرضن للإصابة بسرطان الثدى، فى حالة وجود تاريخ وراثى للمرض من الأم أو الجدة، مضيفاً أن الدراسات ترجح الإصابة بالمرض بعد سن الأربعين. وأجمع أطباء وخبراء المؤتمر، فى أوراقهم البحثية، على أن سرطان الثدى هو أهم وأخطر أنواع السرطانات التى تصيب السيدات فى مصر والدول العربية، وأن الدراسات تشير إلى أن امرأة واحدة من بين ثمانى سيدات معرضة للإصابة بالمرض فى فترة ما من حياتها. ونظراً لعدم وجود وسائل مثبتة لتجنب الإصابة بالمرض، فإن تركيز الأطباء فى تخفيض الوفيات منه والتشخيص المبكر له لتجنب انتشاره فى أعضاء حيوية أخرى. وعن استئصال الورم من الثدى، يقول الأطباء إن استئصال الورم يكون إذا كان حجمه صغيراً، واستئصال الثدى بكامله إذا كان منتشراً، وبعد تلك العملية يمكن مواصلة العلاجين الإشعاعى والكيميائى بجانب الخضوع لمراقبة دورية. بينما يقول الأستاذ الدكتور هشام الغزالى، أستاذ علاج الأورام بطب عين  شمس، وسكرتير عام المؤتمر: «إن العلاجات الموجهة (Targeted Therapy) أثبتت ارتفاع معدلات الشفاء بشكل ملموس لدى العديد من الحالات التى استجابت له لتبلغ 98%، مضيفاً أن إعطاءها قبل إجراء جراحات استئصال الثدى أدت لتحقيق استجابة عالية وصلت إلى 65%، مما ساعد على تحسن معدلات الشفاء وتقليص حجم الورم قبل الجراحة، وبالتالى تقليل احتمالات الاستئصال الكلى للثدى». وأوضح د. هشام أن العلاج الموجه يعتبر من أهم اكتشافات العلم فى مواجهة السرطان، وتتضمن العقارات الموجهة أنواعاً مختلفة، ولكن كلها تتميز باستهداف الخلايا السرطانية فقط دون التأثير على الخلايا الأخرى السليمة. وهناك نوع من العقارات الموجهة يستهدف قطع الإمدادت الغذائية عن الخلايا السرطانية، عن طريق منع تكون الأوعية الدموية التى تغذى الأورام، بما يقضى عليها نهائيا. وأوضح الغزالى أن العلاج الإشعاعى متغير الشدة يعمل على كثافة العلاج فى كل نقطة ثابتة فى الورم للقضاء عليه نهائياً، مما يقلل من نسب «الارتجاع»، مشيراً إلى أن العلاج ثلاثى الأبعاد هو تحديد مكان الورم عن قرب، لكى يظهر الورم بشكل ثلاثى يمكننا من تدمير الخلايا السرطانية دون التأثير على الخلايا السليمة. وفى سياق متصل، أعلن فريق من العلماء بجامعة نوتنجهام البريطانية توصلهم إلى طريقة تحوَّل الخلايا السرطانية الخبيثة إلى خلايا حميدة، وذلك بمنعها من الانتشار فى الجسم، وتستند الطريقة الجديدة إلى إعادة تفعيل جينات الجسم الطبيعية، التى تعمل على إخماد السرطان، وأوقفها المرض عن العمل، إلا أن العلاج الجديد لا يخفض حجم الورم السرطانى ولكن يمنعه من الانتشار فى أنحاء الجسم. وتوصل العلماء إلى تقنية جديدة، تشمل استخدام بروتينات مستخرجة من حيوان «السلمندر» اتضح من اختبارات سابقة أنها قادرة على تفعيل الجينات البشرية أو تعطيلها، ونجحت البروتينات فى وقف سرطان الثدى ومنعه من الانتشار لدى حقنها فى فأر اختبار. ويسعى العلماء الآن إلى تحديد هذه البروتينات لإنتاجها كعقار، وحسب صحيفة الديلى تليجراف البريطانية، يقول الدكتور نيل بارى من مؤسسة «أبحاث السرطان البريطانية»: «إنه من الواضح الآن ان السرطان لا يحدث بسبب جينات مدمرة فحسب بل أيضا نتيجة تغيرات فى الخلايا تعمل على تفعيل الجينات أو تعطيلها، مضيفاً أن الطريقة الجديدة تلقى الضوء على هذه العملية، ومساهمتها فى مقاومة المرض». متوقعاً أن تؤدى الأبحاث اللاحقة إلى علاجات جديدة، تساعد فى السيطرة على هذه التغيرات المعقدة التى تحدث فى الخلايا السرطانية.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل