المحتوى الرئيسى

مجلس الغرف.. ومرحلة الانتخابات الجديدة

05/24 06:27

فهد بن عبد الله القاسم بعد أن كانت رئاسة المجلس تدور بالتناوب بين الغرف التجارية الصناعية الرئيسية الثلاث: الرياض، جدة، والشرقية، فقد انتخب أخيراً رئيساً للمجلس ونائبين من الغرف الأخرى بل إن انتخاب النائبين جاء من الغرف الريفية ـــ إن صح التعبير. ما الذي يعنيه هذا التغيير؟ في نظري.. إن هذا الحدث في مجلس الغرف سيمثل نقلة نوعية في توجه مجلس الغرف، فهو يؤكد العديد من المتغيرات من أهمها، أن سيطرة الأغلبية قد انتهت، وأن الرئاسة لن تكون للأكبر أو للأقوى أو للأغنى وإنما ستكون للأكثر إقناعاً وقدرة على قيادة المركب، كما أنه يؤكد بدء عهد الانتخابات وانتهاء عهد الرئاسة على طبق من ذهب، كما أن ما حدث في مجلس الغرف يغير من قواعد لعبة المجلس وسيجعل الرئيس ونائبيه يلعبون دوراً أكثر احترافية وبنفس أكثر حرصاً على بذل ما يؤيد هذا الانتخاب وما يؤكد أنهم الأفضل، وأنهم الأجدر بالانتخاب للدورات التالية. لا يوجد تغيير يخلو من السلبيات، ومن أبرز تغيير نظام رئاسة المجلس أن الرئيس الجديد لا يتمتع بنفوذ الغرف الكبرى الثلاث وبالتالي فصوته قد يكون أضعف أمام المسؤولين وأمام رجال الأعمال، كما أن الغرف الكبرى تحشد الدعم لرئيس المجلس حين يكون رئيساً لها وبالتالي فقد يجد الرئيس الجديد ونائبيه بل والمجلس ككل ضعفاً في هذا الإطار، كما أن الغرف الرئيسية عند رئاسة المجلس تقيم بعض فعاليات المجلس في مناطقها ولها ما يبررها من حيث إن المناطق الثلاث متقاربة في الحجم والأهمية إلى حد ما وإن كانت الرياض تتمتع بالقصب المحلي في هذا الصدد، إلا أن رئيس المجلس الجديد ونائبيه لن يجدوا المبررات كافية لإقامة الفعاليات في أبها أو الخرج أو المجمعة، كما أنهم قد يواجهون الحرج في أماكن إقامة الفعاليات، وإن كانت محلولة إلى حد ما بتواجد المجلس في مدينة الرياض. لفتة جميلة وكبيرة كانت من غرفتي الشرقية وجدة بعدم الترشح للرئاسة، وترك الفرصة للآخرين لخوض تجربة قيادة مجلس الغرف، حيث كان من الممكن أن تستمر الغرف الكبرى في الرئاسة نتيجة للنفوذ الذي تتمتع به، ولكنها أفعال الكبار وتكريس للفكرة الديمقراطية التي تبنوها وتأكيد للقول والرأي بالفعل المؤكد له. كما أنني أحترم وجهة نظر غرفة الرياض بعدم المشاركة، وللأسباب التي ذكرتها، وإن كنت في ذلك الوقت أعتقد أنها تسجل موقفاً فقط لن يغير من الواقع شيئاً وحدث ما توقعته، حيث إن الأمور سارت بشكلها الذي لا تشتهيه غرفة الرياض، ولكن الممارسة الديمقراطية بالانتخاب تعطي كل طرف حقه الشرعي في الانتخاب والاختيار والامتناع، وإن كنت أتمنى مشاركة الرياض لوزنها النسبي ولأهميتها الكبرى في خريطة المجلس، وأرجو ألا يؤثر هذا الموقف في فعالية غرفة الرياض في أعمال المجلس، وهذا ظني لإيمان الغرفة وقياديها بالعمل الجماعي المؤسسي. نصيحتي لقيادة المجلس الجديدة أن تعمل بجد ودأب لإثبات الوجود، ومهمتها صعبة لإثبات صحة قرار المجلس بالترشح بالانتخاب بدلاً من تداول الرئاسة، ولذلك يجب عليهم إنهاء شهر العسل والفرحة بالفوز والبدء بالأفعال، وأعتقد أن المهمة الأولى والدور الأهم الذي يجب أن يقوم به المجلس في دورته الحالية هو رفع صوت القطاع الخاص للدفاع عن مصالح رجال الأعمال بالدرجة الأولى أمام الجهات الحكومية المختلفة وإقناعهم بتحقيق مصالحه، المهمة الثانية هي تحقيق التواصل الفعال مع الجهات المناظرة والقطاع الخاص في الدول الأخرى، المهمة الثالثة هي تحقيق التكامل بين الغرف التجارية الصناعية في مناطق المملكة المختلفة، المهمة الرابعة تكمن في تفعيل أجهزة المجلس وإمكاناته لتحقيق الأهداف بأعلى كفاءة وبأفضل السبل. الجميل في الموضوع إننا سنشاهد وجوهاً جديدة، لا تعتمد على السطوة والسمعة بقدر اعتمادها على المهارة والحنكة والمعرفة لقيادة المجلس في مرحلة من أهم مراحله، حيث تعد المملكة في كامل عافيتها من الناحية الاقتصادية، والقطاع الخاص يمر بفترة اختبار قاسية والمجلس بين المطرقة والسندان في قضايا عديدة من أهمها البطالة والسعودة، الاستثمار الأجنبي والمحلي... إلخ. أما الطريف في الأمر أن رئيس المجلس الجديد سيجد نفسه في حيص بيص فيما يخص الطيران ما بين أبها والرياض ومدن المملكة الأخرى خاصة أن خطوطنا الوطنية تعاني مشكلة عدم وجود الحجوزات لأسابيع قبل مواعيد الرحلات، لذلك أتوقع أن يفرغ الرئيس نفسه لفعاليات المجلس ويقيم في مدينة الرياض أو سيقوم بتوكيل نائبيه في معظم المناسبات التي ينظمها المجلس أو يدعى إليها. *نقلا عن صحيفة الاقتصادية السعودية.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل