المحتوى الرئيسى

النارجيلة... بين تبعاتها الصحية والحاجة إلى "تعديل المزاج" !

05/24 05:17

24/5/2011 النارجيلة... بين تبعاتها الصحية والحاجة إلى "تعديل المزاج" ! في الوقت الذي تم فيه اختراع النارجيلة للتدخين في القرن الخامس عشر على يد أحد أطباء الهند إبان حكم المغول لها، فإن الاعتقاد الخاطئ بأنها أقل ضرراً بكثير من تدخين السجائر لا يزال سائداًَ إلى الآن، ولعل هذا هو السبب الذي يقف وراء الارتفاع المتنامي خلال السنوات القليلة الماضية في نسبة الإقبال العالمي عليها. ويلاحظ الآن في أوساط طبية أميركية بدء انتشار النارجيلة في الولايات المتحدة خلال العقدين الماضيين فقط، وذكر تقرير رابطة الأمراض الصدرية الأميركية في عام 2007 أن عدد مقاهي النارجيلة في الولايات المتحدة كلها بلغ نحو 300 مقهى في عام 2006.بينما ذكرت دراسة الباحثين من جامعة فلوريدا المنشورة ضمن عدد آذار (مارس) عام 2011 من "المجلة الأميركية للطب الوقائي" شمولها زبائن 173 مقهى للنارجيلة في أحد أجزاء ولاية فلوريدا فقط. وإذا كان هذا العدد، أي أكثر من نصف ما كان موجوداً قبل أربع سنوات في كل الولايات الأميركية، موجوداً اليوم في جزء من إحدى الولايات، فلنا أن نتخيل العدد الفعلي اليوم في كل الولايات، ناهيك عن مناطق أخرى في أوروبا وأميركا الجنوبية التي تتحدث فيهما الأوساط الطبية بقلق عن انتشار النارجيلة بين فئات الشباب من الجنسين.وأصدرت منظمة الصحة العالمية عام 2005 تقريراً بعنوان "مذكرة التقرير الاستشاري عن التدخين باستخدام أنبوب الماء: التأثيرات الصحية، الحاجة إلى مزيد من الدراسات، والنصيحة بوضع تشريعات للمكافحة".وتطرق التقرير إلى حقيقة انتشار استخدام النارجيلة ونمو الإقبال عليها في مناطق لم تعهدها في السابق. فبعد أن كان يقتصر انتشارها طوال القرون الأربعة الماضية على أجزاء من الهند وإيران والشرق الأوسط وتركيا وشمال القارة الأفريقية، أوضح التقرير أنه ومنذ تسعينات القرن الماضي، بدأ يشيع استخدامها في أوروبا وأميركا وكندا والبرازيل وشرق آسيا.ولفت التقرير كذلك إلى سر وراء انتشارها بهذا الشكل الكبير، وهو المتعلق بذلك الاعتقاد السائد بين الناس بشأن تدني أضرارها مقارنةً بالسجائر. واعترف التقرير في السياق نفسه بأن النارجيلة لم تحظ بعد بالقدر الكافي من الدراسة كما هي الحال مع السجائر أو الغليون أو السيجار، وذلك لأنها لم تكن منتشرة بمستوياتها الحالية نفسها في المجتمع الغربي، الذي لا يهتم إلا بالأمور التي يتفاعل معها بشكل مباشر.وفي ما يتعلق بالأضرار المباشرة للنارجيلة على صحة الإنسان، تبين، وفقاً لتقرير منظمة الصحة العالمية، أن استخدامها للتدخين ليس وسيلة أكثر أماناً من الناحية الصحية عن تدخين السجائر، وأن مدخن النارجيلة حينما يدخنها في جلسة لفترة تصل إلى ساعة، فإنه يستنشق نحو 200 ضعف كمية الدخان الذي يستنشقه مدخن السيجارة الواحدة، وأنه حتى بعد مرور دخان النارجيلة عبر الماء، فإنه لا يزال يحمل كميات كبيرة من المواد الكيميائية السامة والمعادن الثقيلة والمواد المتسببة في السرطان.كما اتضح أن استخدام الفحم الطبيعي أو الصناعي في إحراق المعسل أو التبغ، هو أمر في حد ذاته يحمل مخاطر صحية تفوق تلك التي تنتج فقط من إشعال التبغ مباشرة في السجائر. كما لم يتم التوصل من الناحية العملية حتى الآن إلى أن إجراء أي إضافة أو تعديل إلى تركيب جهاز النارجيلة سيتسبب في تخفيف أضرارها الصحية.وهناك كذلك خطورة من وراء الاشتراك في استخدام النارجيلة من جانب أكثر من شخص، حيث يزيد أمر كهذا من احتمالات خطورة نقل عدوى الميكروبات، خاصة مرض درن السل والتهابات الكبد الفيروسية. وتبين أن إضافة المواد الحلوة السكرية لفتات أوراق التبغ ترفع من احتمالات الإقبال على التدخين، نظرا للطعم والرائحة الأكثر جاذبية، كما أنه يضيف قائمة جديدة من المواد الكيميائية السامة والمعادن الثقيلة والمواد المتسببة في السرطان فوق تلك المتوفرة أصلا في أوراق التبغ الطبيعي.وفي لقاء مع "إيلاف"، قال د. علي عقاب، دكتوراة في الأمراض الصدرية :" إن هناك فرقين أسياسيين بين النارجيلة والسيجارة العادية. الفارق الأول هو أن النارجيلة يوجد بها ما يعرف بـ "الوسيط" وهما الخرطوم والمياه، حيث يلعبان دوراً بشكل أو بآخر في التخفيف من الآثار الجانبية لعملية التدخين.والفارق الثاني هو أن السيجارة تحتوي على مزيج من المواد المضرة إلى جانب مادة النيكوتين بالغة الخطورة. لكن ذلك لا يعني أن أخطار النارجيلة أقل، بل العكس، فهي ضارة إلى حد كبير شأنها في ذلك شأن السجائر. ويأتي خطر النارجيلة من المعسل الذي ينتج منه نمو الفطريات التي تحمل العديد من المواد الكيميائية التي لم تكن موجودة أصلاً بأوراق التبغ ( الطازجة ) والتي يتم استخدامها في السجائر. كما يستخدم في النارجيلة الفحم، حيث يحمل عند احتراقه كميات كبيرة من غاز أول أكسيد الكربون، وقائمة تضم المئات من العناصر الكيميائية السامة والمواد المسببة للسرطان والمعادن الثقيلة".وعن نسبة الإصابة بمرض سرطان الرئة، حيث يعتبر التدخين السبب الرئيس الذي يقف وراء هذا المرض، قال عقاب إن نسبة الإصابة بالمرض حول العالم تقدر بـ 15 %."إيلاف" حاولت من جانبها أن تقتحم العالم الخاص بمدمني تدخين النارجيلة، من الشبان والشابات، على حد سواء، ومن مختلف الأعمار، رغم رفض كثيرين منهم التحدث عن أمر كهذا، من منطلق أن الأمر لا يعدو كونه حالة مزاجية.ومع هذا، أكد أحد هؤلاء الشباب في حديثه مع "إيلاف" – بعد أن رفض ذكر اسمه – أنه لجأ إلى تدخين النارجيلة بعد أن وجد زملاؤه يقبلون عليها، وأنه لم يستطع أن يقاوم إغراءاتهم كي يشاركهم "هذا المزاج العالي"، على حد قولهم له. ورغم إدراكه مخاطرها، إلا أنه لا يكترث كثيراً بمثل هذا الأمر من منطلق أنه سيستمر في تدخينها لفترة محددة فحسب. أما ر. أ، وهي فتاة في العشرينات من عمرها، فلم تخجل أن تعترف بأنها تدرك نظرة الناس إليها، على أساس أن تدخين النارجيلة عادة خاصة بالشباب أكثر منها بالشابات، لكنها لا تكترث برأي الناس، طالما أنها مقتنعة بما تفعله. وأكدت أنها كانت تعتقد – كغيرها – أن أضرار النارجيلة أقل من أضرار تدخين السجائر، قبل أن تسمع عن أخطارها المثبتة بتقارير طبية موثوق بها، وأشارت إلى أنها ستحاول خلال الفترة المقبلة أن تتخلص تدريجياً من ولعها بها. المصدر: ايلاف

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل