المحتوى الرئيسى

مستقبل تجربة التجمعات الشبابية .. بقلم د.مازن صافي

05/24 00:56

مستقبل تجربة التجمعات الشبابية .... بقلم د.مازن صافي إن العمل السياسي لأي مجتمع هو أمر مرتبط ومتصل فالماضي يحدد الواقع ويرسم رؤية المستقبل ، وبالتالي فإن الاطلاع على تجربة العمل السياسي الفلسطينية بعد فترة الثورات العربية يصبح ضرورية لفهم واقعنا ونمطية التفكير الحالي والاستفادة من التجربة الفصائلية والتجمعات والمبادرات السياسية والاجتماعية لشرائح المجتمع الفلسطيني .. إن ما نلاحظه اليوم من تجمعات ومبادرات وتيارات سياسية شبابية يجب أن يتم دراسته بدقة لتحديد أهمية ذلك للمجتمع وكذلك حساب الفائدة المرجوة من وراء ذلك وأيضا المحاذير والمخاطر التي يمكن ان تسببها حالة التكدس والتزاحم لهذه التجمعات وما وراء ذلك من مطالب خاصة لكل تجمع واعتبار هذه المطالب مشروعة التنفيذ عند الجهة الحاكمة .. هذه التجمعات هل هي حالة ايجابية أم حالة سلبية أم حالة عابرة سرعان ما تذوب في واقع العمل السياسي المنظم والمعرَّف بواسطة الأحزاب والحركات والتيارات الفلسطينية المعروفة اليوم والتي تشكل الجسم السياسي للمجتمع الفلسطيني .. وهل يمكن أن تحدث وحدة شاملة بين هذه التجمعات لتشكل كيان سياسي مختلف عما هو موجود اليوم وربما ضاغط أو يشكل نسبة ما مقابل نسبة كل فصيل آخر في المجتمع ، أم يحدث الانقسام بين هذه التجمعات ويتحول التعدد إلى فرز لقيادات تجمعات وهياكل ومسميات وصراعات واستنفاذ الطاقات التي تضعف من قوة العناصر والشريحة المشكلة لهذه التجمعات .. وبالتالي تتحول المصالح الشخصية والذاتية هي عنوان التمايز والتنافس .. كل هذه الأمور مجرد تساؤلات ورؤى ربما هي مخاوف فقط والواقع مختلف تماما .. إننا وعندما ندق الأبواب ونفتح النقاش لدراسة هذه الحالة فهذا لا يعني أبدا التشكيك وبالعكس نحن دوما مع قراءة الواقع والعمل من خلاله للمصلحة العامة ولصالح قضيتنا الأم .. فعندما أطرح هذا الموضوع أقصد به قراءة العمل السياسي في المرحلة الحالية وتأثيره على المرحلة القادمة وتحديدا مدى تأثير هذه التجمعات على نتائج الانتخابات ومدى نجاح الأحزاب الكبيرة في استقطاب هذه التجمعات أو أن هذه التجمعات ستكون خارج دائرة الاستقطاب والجذب وتعمل هي على استقطاب الشباب وجذبهم لأفكار التغيير والحراك والتجمع والمبادرات وما إلى ذلك .. وهنا يمكن أن نطرح سؤال .. ما تأثير هذه التجمعات في صندوق الانتخابات مقابل تأثير وقوة الأحزاب الكبيرة وهل حقا ستكون قادرة على التنافس وإقناع الشارع الفلسطيني .. نعم لكل تجمع طموحاته وربما لكل رئيس تجمع أمنياته وربما يكون على ثقة أنه سيكسب الجولة أو يحصل على تمثيل ما في الوزارات وبهذا يحقق أهدافه التي يمكن أن يتم اعتمادها كأهداف استيراتيجية للتجمع نفسه .. وهنا اقصد بمصطلح ( تجمع ) هو التكتلات الشبابية ولا اقصد بالكلمة تكتل أو مجموعة أو تجمع أو ما إلى ذلك بالاسم أو بالإشارة فهذا ليس من شيمنا ولا نبحث عنه .. وهل يمكن لهذه التجمعات إنفاذ سياسات وطنية كبرى ، بمعنى هل لديها من القدرة المالية والجماهيرية والفكرية على ذلك .. فكلما كان الجواب بالإيجاب فهذا يعني أنهم يتمكنون من العمل بوضوح وقوة وبالتالي يؤسسون لمستقبل سياسي لهم .. والعكس بالعكس يذكر .. لا شك ان فترة الانقسام أثرت سلبيا على تماسك الحركة الوطنية الفلسطينية وكذلك فترة الثورات العربية أثرت على الفكر التقليدي للأحزاب واعتمادها على القوى المجاورة ، وهذا تم استثماره وظهر الحراك الشعبي و15 آذار وما إلى ذلك من نشاطات شبابية ترفع نفس العبارات التي رفعتها الثورات العربية وكان الشعار الأبرز " الشعب يريد إنهاء الاحتلال .. الشعب يريد إنهاء الانقسام " .. ولكن هل خروج الأحزاب والجماهير لتساند هذا الحراك وتلبي النداء وتحمل نفس الفكر يعني انتماؤها لهذه التكتلات والحراك أو أصبحت مسجلة عضوية فيها .. في الحقيقة الجواب الواضح هو " لا " .. وبالتالي الفكرة كانت مقبولة والجميع استعد لحملها وتحمل تبعاتها أما أن يكون من خرج أصبح محسوب على الحراك فهذا الأمر مختلف تماما ، وهنا نتساءل أين سيذهب كل هذا بعد الانتخابات .. في الحقيقة هو ما نريده أن يكون الكل الوطني قوي ومتماسك ومتناغم في العمل لأجل القضية الفلسطينية والحقوق المشروعة لشعبنا الفلسطيني .. ان التغيير والحراك الذي يقوده الشباب يجب أن يحدد هل هو تغيير سياسي أم إشارات للقيادات السياسية الحالية لكي يتفهموا ويحملوا ويتبنوا مشاكل وطموحات ومستقبل الشباب .. ان الشباب الفلسطيني كان له على الدوام الدور المهم في الحركة الوطنية ، وتجارب العمل منذ النكبة والى الآن تؤكد أن هؤلاء الشباب استطاعوا من خلال نشاطاتهم إضفاء قدر من الحيوية على العمل السياسي .. اليوم هل يتمكن هؤلاء الشباب من تشكيل غطاء سياسي جديد يكون أكثر قوة من الأطر والتشكيلات والأحزاب الموجودة او على الأقل منافس قوي لها .. وهنا جدير بالذكر أن المجتمع الفلسطيني تأثر كثيرا ومنذ بدايات القرن الماضي بمجريات الأمور في دول المحيط العربي وتم تصدير الكثير من الأفكار له والتي أخذت طريقها إلى داخله وظهرت تبعا لذلك الامتداد الفكرية التي سميت لاحقا بأسماء سياسية ومؤسسات ومنظمات عسكرية .. وكذلك تأثر الشباب الفلسطيني آنذاك بالتجارب الدولية لحركات التحرر والثورة والفكر .. التجمعات الشبابية اليوم ليست كلها على مستوى واحد من الأداء أو الشعبية أو العطاء أو إمكانية التواصل والمواصلة أو الدعم المادي .. وهذا سيكون له تأثير على كل تجمع بمفرده وعلى ظاهرة هذه التجمعات عامة .. ومن هنا يتم التركيز وقراءة حالة كل تجمع من حيث القوة والعدد ليتم استقطابه لصالح الأحزاب الكبرى أو على الأقل أن يكون تجمع ما متوافق مع فكر حزب ما وداعما له بالتصويت دون أن يكون عضوا فيه ،أي محافظا على هيكله .. وربما لا ينجح في ذلك .. لهذا على هذه التجمعات الشبابية قراءة قوة بقاؤها وتمثيلها بهدوء وروية ووضع الأسس السليمة لذلك حفاظا على الجهود وعلى نجاح التجربة .. ويبقى السؤال : هل هذه التجمعات مطلوبة في المرحلة الحالية وهل ستؤثر في السياسة الوطنية العامة وهل سيكون لها حضور مستقل وفاعل ومؤثر وناجح في صندوق الانتخابات القادم ، وهل تنجح الأحزاب الكبيرة في استقطاب أعضاء هذه التجمعات وضمها إلى أصواتها ، وهل سوف تؤثر في نتائج الاستطلاعات ...؟؟!! [email protected]

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل