المحتوى الرئيسى

الجيش السودانى يعتبر أبيى «منطقة شمالية» ويرفض الدعوات الدولية للانسحاب

05/24 19:03

شهدت الأوضاع فى منطقة «أبيى» الغنية بالنفط المتنازع عليها بين شمال السودان وجنوبه مزيداًً من التصعيد الثلاثاء، حيث اعتبر الجيش السودانى الشمالى أن المنطقة هى «مدينة شمالية»، رافضاً بذلك دعوات الجنوب والمجتمع الدولى لسحب القوات من تلك المنطقة بعد أيام من سيطرته عليها، فيما أعلن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية فى الأمم المتحدة الثلاثاء أن أكثر من 15 ألف شخص فروا من أبيى إلى الجنوب هرباً من المعارك الأخيرة، بينما تعهد الرئيس السودانى عمر البشير بالتوصل إلى «حلول سلمية» للأزمة. من جهته، أعلن وزير الدفاع السودانى عبد الرحيم محمد حسين أن أبيى ستبقى «مدينة شمالية» حتى يقرر السكان مصيرها بأنفسهم، وأضاف أن الجيش الشمالى سيبقى فى المنطقة «من أجل الحفاظ على الأمن والاستقرار إلى أن يتم اتخاذ قرار سياسى». وكان من المقرر أن تصوت منطقة أبيى على تقرير مصيرها فى يناير الماضى تزامناً مع الاستفتاء على استقلال الجنوب الذى صوت فيه السكان بأغلبية ساحقة لصالح الاستقلال، إلا أنه لم يجر التصويت على مصير تلك المنطقة بسبب خلافات حول من يحق لهم التصويت، وسيطرت القوات الحكومية الشمالية مدعومة بالدبابات على تلك المنطقة السبت الماضى، فى انتهاك واضح لاتفاقات السلام الموقعة بين الجانبين، وقالت الخرطوم إن قواتها ستبقى فى أبيى «حتى إبرام اتفاق أمنى جديد»، فيما شهدت المنطقة خلال اليومين الماضيين أعمال سلب ونهب واسعة النطاق، واندلعت فيها حرائق عدة. جاء ذلك فيما قالت إليزابيث بيرز المتحدثة باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية فى الأمم المتحدة خلال مؤتمر صحفى الثلاثاء «نعتقد أنه فى مدينة أغوك هناك 15 ألف نازح فى المدينة ومحيطها»، وأضافت «هؤلاء الناس غادروا أبيى وفروا باتجاه الجنوب». وفى الوقت نفسه، قال البشير الاثنين - خلال قمة ثلاثية فى الخرطوم جمعته مع رئيسى تشاد إدريس ديبى اتنو وأفريقيا الوسطى فرانسوا بوزيزيه بهدف تعزيز التعاون بين الدول الثلاث- «سنبذل كل جهد لحل القضايا العالقة وإزالة التوتر فى أبيى والوصول لحلول سلمية». كان الحاكم السابق لـ«أبيى» ندد فى وقت سابق الاثنين باستمرار «القصف العشوائى» فى المنطقة، أثناء لقائه مع وفد من مجلس الأمن الدولى. وقال دينج أروب الحاكم الجنوبى لأبيى الذى لجأ إلى مدينة «واو» بجنوب السودان إن «القوات المسلحة السودانية ما زالت تحتل أبيى وتواصل القصف»، وتابع قائلاً «أبلغنا بوضوح أعضاء مجلس الأمن بضرورة إيجاد حل سياسى» لأبيى، وذلك خلال لقاء عقد فى «واو»، فيما قال مصدر عسكرى رفيع المستوى فى قيادة بعثة الأمم المتحدة فى السودان «إنه وبعد هدوء نسبى الأحد الماضى استؤنفت المعارك وكذلك القصف العشوائى» الاثنين فى المنطقة، كما استمرت أيضاً عمليات النهب التى تقوم بها مجموعات مسلحة فى المدينة، بحسب المصدر نفسه. وبعد «واو» وصل وفد مجلس الأمن بعد ظهر الاثنين إلى جوبا عاصمة جنوب السودان لإجراء سلسلة لقاءات مع مسؤولين جنوبيين. ومن جهتها، دعت الولايات المتحدة القوات المسلحة السودانية التابعة لحكومة الخرطوم إلى الانسحاب من أبيى، واعتبر الموفد الأمريكى إلى السودان برنستون لايمن الاثنين أن قيام القوات السودانية الشمالية بما سماه «احتلال» أبيى هو «رد مبالغ فيه جداً» على تعرض قافلة للأمم المتحدة والجنود الشماليين الأسبوع الماضى للهجوم، وأعرب الموفد الأمريكى عن مخاوفه من أن يتواصل هذا النزاع، معلناً أنه ينوى التوجه إلى المنطقة خلال الأيام القليلة المقبلة، وحذر من أن احتلال أبيى «سيعقد» تطبيع العلاقات المنوى القيام به بين الولايات المتحدة والحكومة السودانية.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل