المحتوى الرئيسى

إصرارْ بقلم: حسين أحمد سليم

05/23 20:16

إصرارْ بقلم: حسين أحمد سليم فاتِحةُ الكِتابِ قداسةَ إيمانٍ بِإصرارٍ تُقرأُ, إذا ما القناعةُ استوتْ في الوجدانِ لِلفِعلِ المُجرّدِ, وتبريكاتُ الأشياءِ, بِتقوى الحَقِّ نسقٌ يُعتمدُ, والأعرافُ نواميسٌ, تغْدُوََ في مواثيقِ النّهجِ المُتّبعِ... والمساراتُ التي تُسْلَكُ استِقامةً, مِنَ الرّؤى المُستْبصِرةِ تنبَثِقُ, والأملُ المُرتجى هالةُ طيفٍ عذْبٍ, في امتداداتِ البعدِ يرتسِمُ... ليسَ يُحقَّقُ الهدفُ المنْشودُ, خبطَ عشواءٍ, وكمْ منْ غايةٍ, يموتُ صاحِبها دونها, ولا تتحقّقُ, ومنْ يسعى في الدّربِ, مُعتمِداً على إصرارهِ بالإيمانِ... الوعيُ الباطِنيُّ, يُحرِّضُهُ, على المُضيِّ قُدُماً في جِهادِهِ الأعظمِ, والعرفانُ الذّاتيُّ, يًعْضُدُ لهُ الأزْرُ, في التّصدّيَ لوساوِسَ الشّيطانِ الخنّاسِ... ومنْ كانَ الإيمانُ, خشبةُ خلاصٍ في مُعتقدهِ, يعلوَ صهوتها, بكامِلِ الثِّقةِ, ومنْ كانَ الهدفُ الأسمى, صبوتهُ في ساحِ العيشِ, والنّفسُ مُطمئِنّةٌ, راضيةٌ بِالرّجوعِ إلى بارِئها... جديرٌ بهِ, كائناً منْ كانَ, أنْ يحْمِلَ الأمانةَ من صاحِبها, ويمضي إلى جِهادهِ, مُتوَكِّلاً على الحَقِّ... ولا شكَّ في حركةِ فِعلهِ أبداً, ولا الِوسواسُ القهْرِيُّ, يقُضُّ مضْجعَ المُقلِّدِ والمُقلَّدَ... والفِعْلُ الأصْوبُ, وَإنْ امتدَّ وطالَ في المُعتركاتِ, فأملُ الأملِ, أملٌ عظيمٌ مُرْتجى, يُحاكي المَحرومُ, مِنْ قهْرِ الأيّامِ... وإمامُ الهَديِ والتّقوى, قائدٌ في الحُضورِ, وإمامٌ في الغيبِ, وليسَ الجسدُ الفاني, يُعبدُ في مطاويَ العيشِ, فالرّأيُ السّديدُ, غايةُ المُنشِدِ, يُقتدى بهِ, وصاحِبُ الرّأيِ, حَيٌّ في النّفوسِ المُطهَّرةِ, وإنْ قضى بالحَقِّ تحتَ التُّرابِ... وليسَ يتجلّى الأملُ, كوكباً مُْشْرِقاً, يتماهى في الفضاءاتِ, إلاَّ بِخطِّ الخطِّ, يتجلّى كَإشراقةِ الشّمسِ, ويتحقَّقُ... كُفرْ بِقلم: حسينْ أحمدْ سَليمْ قَهْرُ النّفسِ الإنسانيّةِ, مَرارةُ عذاباتها في مَساراتِها, التي حُشِرَتُ فِعْلَ عنوةٍ في متاهاتها, مِنْ حيْثُ تدري, أو لا تدري, في ظلاماتِ دهاليزٍ لا تنتهي, ودركاتِ ضارِبةٍ في الغورِ إلى الأسفلِ الأبعدِ هبوطاً وانحداراً ... وقهْرُ النّفسِ الأعظمُ, إذا ما تعاظمتْ الآلامُ مُبرحةً في نسيجها, مِنَ الجِراحاتِ المُثخنةِ بِالعَذابِ, ووِصابُها الأكبرُ, الذي يُغرِقها في أتونِ الإضطراباتِ, ويجتاحُها منهُ, الوسواسُ خنّاساً بالشّرِّ في الصّدر, نِتاجَ العيشِ الأكرمِ, المرومِ بِهذهِ الحياةِ... فما أقسى حركةَ فِعْلِ القهرِ, إذا النّفسُ ظُلِمتْ, بِلا سببٍ, وأصبحتْ بِالعيشِ, تحيا عنوةَ جُموحٍ, تتوجّعُ وتتضَوَّرُ بِالآلامِ, مِنَ تعاظُمِ البَهْتِ والزّورِ والظُّلْمِ والعُدوانِ... وكيْفَ النّفسُ البشريّةُ, لا تتلظّى في نِيرانِ لها خُوارٌ, تأُجُّ وتتعاظمُ مِنْ شِدّةِ اللهبِ... وطواغيتُ الإستِكبارِ, أبالِسةٌ زُناةٌ, يُحرِّفونَ الحقائقَ, عنْ مواضِعها, خِدمةً لِكفرهمْ, ويعيثونَ فساداً بينَ النّاسِ, وتدميراً وتقتيلاً, وإبادةً في الأرضِ, تحتَ أقنِعةً مُزيّفةً, يدّعونها زوراً وظُلماً, لِتحقيقِ الأمنِ سراباً, ويباباً نشْرِ السّلامِ... والحُكّامُ الأُخرُ, شياطينٌ, على دِينِ طواغيتهمْ أتوا, حبُلتْ بهِمْ أمّهاتهمْ, شهوةَ نفسٍ أمّارةٍ بِكُلِّ العُهرِ والسّوءاتِ, فكانوا لُقطاءَ العصرِ, طِبقاً لما وحُمتْ بِهِمْ أمّهاتُهُمْ, زِنىً تاريخيّاً وجُغرافيّاً, على ذِمّةِ الفّحشِ مُتعةً حمراءَ بِالسُّحاقِ... الكُفرُ دِينهمْ, والعُهرُ عقيدتهم, والظُّلمُ مَذهبهُمْ, ونواميسهُمُ الإعتداءُ والتّقتيلُ, والزِّنى, واللواطُ, وسلبِ الحقوقَ, مِنْ أصحابها... والسّكرِ عربدةً, وإنتشاءً مِنْ دماءِ الأشرافِ الأطهارِ, ما أكفرهمْ, ما أوقحهمْ, ما أتفهمْ, ما أرذلهمْ, تَجرُّؤاً ويتجرّؤونَ على الله, وعلى شرائعِ الله في الأرضِ... سلوى بِقلم: حسينْ أحمدْ سَليمْ سلوةُ النّفسِ المُرهقةِ قهراً بالإضطرابِ, والمُتعبةِ وسواساً خنّاساً في الصّدرِ, سلوى في نسيجِ النّفسِ يكمنُ, لِمنْ شاءَ الحقيقةَ جليّةً, تتماهى وضّاءةً هالُتها, في فضاءاتِ التّفكّرِ, بالتّعقُّلِ وعياً وعرفاناً واستنارةً... وانعِتاقُ النّفسَ, مِنْ ربَقاتِها الموروثةِ, التي أثُقلتٍ كاهِلها مُنذُ تكوّنتْ, تتقمّصُ لا إراديّاً, عِبرَ مطاوي الأطوارِ والأكوارِ, والحِقبِ والأيّامِ... وخلاصُ النّفسِ المُعذّبةِ, لا يتأتّى حُلُماً عذباً في السّرابِ, ولا يتراءى, عكبوتَ بِناءٍ, يُقامُ في اليبابِ... وليسَ بالتّمنّي, يا نفسُ, تتحقّقُ المطالِبُ, إنّما بالسّعيِ الدّؤوبِ وفِعلِ الإصرارِ... ولا ينتهي قهرُ النّفسِ, بِسلوى ما تُعاني, على ذِمّةِ اجتهاداتِ النّسيانِ... فالنّفسُ لا تترقّى في العُلا, ولا ترودُ درجاتَ النّعيمِ صُعُداً, إلاّ مُطهّرةً منْ كُلِّ الشّوائبِ, والأدرانِ, ولا ينتهي قهرها, إلاّ بانتهاءِ عذاباتها, والعذاباتُ تتوالى, وتتوالدُ مِنَ العذاباتِ, طالما النّفسُ غرقى في لُججِ مادّةِ التّرابِ, لصيقةَ الجسدِ التّرابيِّ, الذي سيغدوَ رميماً, إذا ما فارقتهُ الرّوحُ, مُنعتِقةً مُتحرّرةً, تُنشِدُ الإتّحادَ بالرّوحِ الكُلّيِّ... وطَمْأنةُ النّفسِ, يا نفسُ, تتوكّدُ في الإيمانِ بالله, ورَضاها بِنفسها, رضىً يتجلّى, مرضاةً لله... بقهرِ الوسواسِ القهْري, الذي سكنَ خامتها, وجرى مجرى الدّماءِ في العُروقِ... واعتِمادِ الطّمأنينةِ الرّوحيّةِ, عقيدةً ومبدأ, والسّعيِ لِلرّجعةِ الشّفيفةِ, عودةٌ على بَدءٍ, كما خرجتْ, ترودُ ِرحابِ الله... تبتُّلْ بِقلم: حسينْ أحمدْ سَليمْ كأنّ الحِكمةَ فلسفةً, تنزّلتْ في وِجداني, منذُ عرفتكِ, وكأنّ الفلسفةَ حِكمةً, تجلّتْ لرؤايَ, منذ الأمسِ القريبِ, الذي جمعني بكِ, وقاربَ الأبعادَ بيني وبينكِ... فغدوتُ في الحُبِّ لكِ عاشقاً, مُتيّماً من فرطِ الحُبِّ بالجنونِ, وهل كُلَّ عاشقٍ جُنَّ بمعشوقتهِ, ينضحُ فلسفةً يا حبيبتي؟! أمْ أنَّ العشقُ آيةٌ عُظمى, شاءه الله لخاصّتهِ منَ العُشاقِ؟!... لله درّكِ حبيبتي, ماذا بي فعلتِ؟! وأنا منْ إئتمنكِ على روحهِ؟!... أسَقيتِني من دنِّ الحُبِّ, كأسَ سُلافةِ الحُبِّ؟! فغفوتُ بين يديكِ ولهاً, وأخذتني بكِ, غيبوبةَ الثّملِ؟! وكُلّما يا حبيبتي, وعيتُ نفسي, وانتعشتُ من سَكرة العِشقِ, تَزيدينََ لي, الكأسَُ منْ سُلافِ الحُبِّ, سُلافهُ, فأغيبُ ثانيةً, وثالثةً ورابعةً, وخامسةً... وألفَ غيبوبةٍ في غيبوبةٍ تأخذني, وأغرقُ في هواكِ أحلمُ, كما حُلُمَ أهلِ الكهفِ, في غيبوبة ِ الكهفِ... أيا حبيبتي, ومُعلّمتي ومُلهمتي... والله, أقسِمُ لكِ, وأنا بالله, صادِقُ القسمِ, ما عرفتُ الحُبَّ من قبلٍ, إلاَّ بعضَ ما تراءى ليَ, من الحُبِّ... وأحببتكِ قدراً آخرَ, على حينِ ومضةٍ من أمري, فعرفتُ بكِ, كُلَّ الحبِّ لمّا أحببتكِ, وغدوتُ في الحُبِّ, أتواصلُ بكِ في البعدِ, وأهيمُ عِشقاً في حُبّي لكِ... أيّامٌ معدوداتٌ, وغدوتُ بكِ عاشِقاً, مُتيّماً هائماً في عالمكِ, وليس البعدُ حبيبتي, يُعذّبني أبداً, وليسَ النّأيُ يؤلِمني... لكنْ, يُعذّبني الحُبُّ بالحُبِّ لكِ, ويُتيّمني العِشقُ بالعِشقِ لكِ... ولستُ أعبُدُ اللذّةَ الآنيّةَ, ولا أبغي في الجسدِ مُتعةً فانيةً ذائلةً, ولستُ أرومُ لثورةٍ في الإثارةِ, ترودُ بي لذّةً موقوتةً, سُرعانَ ما تنتهي... وتتأتّى شبقاً أحمرَ, من غِوايةِ الجسدِ لِلجسدِ, ففِتنةُ الجسدِ لِلجسدِ تركتها, تغوي ما تغوي, ولستُ في عبادةِ الجسدِ, أغرقُ فتنةً... آمنتُ بِحبِّ الرّوحِ للرّوحِ, فعِشقِ الرّوحِ أبداً لا ينتهي, وكُلُّ عِشقٍ دونَ الرّوحِ يذبُلُ, يذوي, يموتُ, يفنى وينتهي... حِجابْ بِقلم: حسينْ أحمدْ سَليمْ حِجابُكِ سيّدتي المعشوقةُ, كيداً آخرَ يتحدّاني, ورُغمَ حُبِّ الحُبِّ وعِشقِ العِشقِ, الذي بيننا, يُناصِبني حِجابكِ الإصرارَ في التّحدّي, لِما هو هيامي وولهي وتتيامي, من حيثُ يدري, أو لا يدري, وأصبُرُ وأصابِرُ على القهرِ, أحتوي معادلةَ المُعاناةِ, التّحدّي بالإيمانِ... وأغضُّ الطّرفَ, خجلاً من خجلي, أخشعُ خِشيةً, في تقوى الله بالحُبِّ, وأخافُ اللهَ في العِشقِ من عِشقي, فأتعفّفُ لله قُربةً, وأتبتّلُ في الحُبِّ مرضاةً لله... سيّدتي المعشوقةُ, ما وددتُ خوضَ التّحدي لِلحجابِ, حرجاً بلا وعيٍ وعرفانٍ, وأتلهّى عنْ قداسةِ الحُبِّ بالقشورِ, فالدُّرُّ المكنونُ, يتجوهرُ خفِيّاً, رُبّما تحتّ القشورِ... حِجابكِ حبيبتي, لا يرعى في الحُبِّ العفيفِ مَكرُمةً, ولا يأبهُ في العِشقِ الشّفيفِ أدبَ العِشقِ... يضربُ بعرضِ الحائطِ, كُلَّ سٍمةٍ, ويُثيرُ هدأةَ السّكينةِ في نفسي... يدفعني على ثورةِ الرّفضِ, ويُحرِّضني الرّفضُ على الثّورةِِ... أوَ يدري حِجابكِ, أنّني المولودُ منْ رحمِ الرّفضِ, وأحمِلُ الثّورةَ في كينونتي, منذُ ما قبلَ وِلادتي؟!... حِجابكِ ساحِرتي, يسجُنُ أنسامَ شَعرِكِ اللطيفةِ نعومةً, ويحرمني من مُتعةَ البصرِ, لِلشّعرِ الحريريِّ النّعمِ, ويلفُّ رأسكِ في وِشاحٍ تكوّرَ هالةً أخرى, خِماراً يُخفي سِحرَ الجمالِ, تحتَ قُماشةٍ, لايترقى نسيجها لِلجمالِ, كأنّ حِجابكِ, عِمّةَ رجُلِ الدّينِ, تفرُضُ الإحترامَ والإجلال على النّاظِرِ... حِجابُكِ أحترِمهُ سيّدتي, يتماهى عُنفواناً فوقَ هامتكِ, لكأنّهُ ما عَرفَ الحُبَّ بيني وبينكِ, وراحُ يُمعِنُ عِنوةَ قهرٍ ويتحداني... ويُحرّضُ على حبّي كُلَّ الأرديةِ, الرّافلةِ عُنفواناً فوقَ قامةِ جسدكِ, فتصُدّني قهراً, وتأبى حانيّ نظراتي تخترقها, ويرتدُّ بصري خاسئاً باكياً, يهرقُ الدّموعَ مِنَ الصّدِّ, محروماً من تشكيلِ الطرفِ, يكتحِلُ من غُباريّاتِ الحُبِّ, بِميلِ العِشقِ, يتموسقُ في مُكحلةِ السّحرِ والجمالِ, يعزُفُ دندناتهُ, ترانيمَ طهارةٍ, عِند ومضاتِ أطرافِ البصرِ... حياةْ بِقلم: حسينْ أحمدْ سَليمْ أأشيبَ الرّأسِ غدوتَ, والعُمرُ تقدّمَ بكَ, فأضحيتَ شيخاً هرِماً, ظهرُكَ انحنى وتقوّسَ, ينوءُ بِتعبِ السّنينَ, وعلى عصاً أصبحتَ تتوكّأُ, تستنِدُ في مِشيتكَ إلى عصاكَ, تتحدّى الأشياءَ لِتستمِرَّ, ولا تأبهَ لِمعوقاتِ الحياةْ... تتماهى فوقَ هامتكِ العُنفوانيةَ, عِمّةً ناصِعةً حوراً بيضاءَ, كبياضِ ثلجَ لُبنانَ, تزدانُ بهِ قِممُ الجبالِ الشُّمِّ, أوشِحةَ سِحرٍ منْ لوحاتٍ, ومشهديّاتَ قُدّتْ منْ جمالْ... ووجهُكَ بِالنّورِ يُشرِقُ, وتلتمِعُ بالضّوءِ عيناكَ, وترفلُ منْ طرفِكَ ومضاتُ الحِكمةِ, وعلى مُحيّاكَ ترتسِمُ ابتسامةُ الأملِ, وعِندَ لماكَ خطَّ القدرُ سيرةَ الخلقِ والإبداعْ, وفي جبينكَ الذي تجعَّدَ, وضعَ تفكُّرِكَ أبدعَ الخلقِ والإبتكاراتِ, وفي عذاريكَ شاءَ النّورُ أنْ يتجلّى, فتوامضتْ شُعيراتُ لِحيتُكَ في خدّيكَ هالاتْ... وأراكَ في البًعدِ, حقيقةً جليّةً, وكأنّكَ تنبُضُ, بِروحِ الشّبابِ في ريعانِ الصِّبا, رُغمَ تقدُّمِ العُمرِ المديدِ, تنتعِشُ نفسكَ بالحُبِّ, وروحكَ ترتعِشُ لِلعِشقِ, وعينكَ ترفلُ دامِعةً لِلجمالِ... وكأنّني بكَ, ما زِلتَ كما كُنتَ, وكما عهِدتُكَ ماضياً, وأعهدكَ حاضِراً, وسأعهدُكَ في الغدِ, إذا منَّ الله علينا بطولِ الحياةِ, لمْ ولنْ ولا تتغيّرَ, رُغمَ كُلِّ المُتغيِّراتِ, في زمنِ القهرِ والعُهرِ والضّياعْ, ومتاهاتِ مدنيّةٍ زائفةٍ راجفةٍ, ليسَ لها أمانْ... وكُنتَ وتبقى وستبقى, أميناً وفيّاً مُخلِصاً, شخصيّةً فريدةً مُميّزةً, سِمتكَ مِنكَ وفيكَ, أصالةً وشهامةً وعُنفوانَ, طاهِرَ الفِكرِ والقولِ والعملِ... تُبحِرُ هائما, ترودُ الفراديسَ في رِحابَ الله, ولِهاً تجوبُ في فضاءاتِ الحُبِّ والعِشقِ, مُتيّماًً ثمِلاً في معالِمِ السِّحرِ والجمالْ... تغمُسُ يراعكَ في نجيعِ دِمائكَ الطّهرِ, وتكتبَ الطُّهرَ قداسةً, لِلحبِّ والعِشقِ والجمالِ والحياةْ... مُنى بِقلم: حسينْ أحمدْ سَليمْ مُحاكاةُ المُنى في البعدِ, منيةُ النّفسِ والأملِ المُرتجى... عِذابٌ جلِيّةٌ رؤى التّفكُّرِ, إذا وُضِعتْ في دائِرةِ حركةِ الفِعلِ... وعيُ الباطنِ, عرفانُ الذّاتِ, استنارةُ البصيرةِ, أهدافٌ ساميةٌ وراقيةٌ, تتحقَّقُ لِصاحِبها... إذا العقلُ تقلبنَ, والقلبُ تعقلن, والفِكرُ تجلّى, تبدأُ رِحلةُ الحياةِ, تتماهى بالخلقِ والإبداعِ والإبتكارِ... لِتبقى النّتاجاتُ الإنسانيّةِ خالدةً, يُستفادُ منها, وتتناقلها الأجيالُ بعدَ الأجيالْ... وتُكتبُ في قاموسِ الخلودِ, عِندَ الله, صدقةً جاريةً, تتوامضُ بالهديِ والرّشادِ, كنجمةٍ تتلألأُ في السّماواتِ, يهتدي بها من شاءَ الهِدايةَ لِلرّشادِ... تحقيقُ المُنى, ليسَ بالمُنى تتحقَّقُ, فالإيمانُ بالله, هوَ الأساسُ, والإرادةُ قاعِدةٌ, تُبنى على أسُسِها الصُّروحُ, ويُقامُ البُنيانُ... وكُلّما الوعيُ في الباطِنِ, كانَ عميقاً, وزادَ العرفانُ في الذّاتِ, وتكوكبتِ الإستِنارةُ في البصيرةِ... والعقلُ تقلبنَ في تعقُّلهِ, والقلبُ تعقلنَ في تقلبُنهِ, والفِكرُ تجلّى في تفكّره... إذّْ ذاكَ, تُولدُ منْ رحمِ الفِكرةِ إجراآتها, وتتحقّقٌ المُنى بالتّفكُّرِ, وتغدوَ حقيقةً قائِمةً... إذا صدقتِ النّفسُ في طُمأنينتها, ورضيتْ رجعتها لِلهُدى, وتتطهّرتْ يالإيمانِ, وتعقلنتْ بالحُبِّ الأقدسِ, وتقلبنتْ بالعِشقْ الأطهرِ... حقيقةْ بِقلم: حسينْ أحمدْ سَليمْ البحثُ عنِ الحقيقةِ المُجرّدةِ, كما هي, دونَ زيادةٍ أو نُقصانٍ, لا يتطلَّبُ اختصاصاً فلسفيّاً, ولا اجتهاداً في عِلمِ المنطقِ, حتّى, ولا استِقراءَ الفتاوى, منْ مصادِرِها الأساسيّةِ... ولا تتطلّبُ الحقيقةُ في كينونتها, جُهداً آخرَ لِصيرورتها, يُرهِقُ الباحثَ, ويُثقِلُ عليهِ منَ الأعباءِ, ويُجهِدهُ بالتّعبِ والكللِ... فكما الحقيقةُ جليّةُ الوضوحِ, دائماً تبقى في إشراقتها, منارةً لمنْ شاءَ الهديَ بالحقيقةِ, قُدوةً في مساراتِ الحياةِ... فيجبْ على طالبِ الحقيقةِ, أن يترقّى في بحثهِ, لمستوى الحقيقةِ في شفافيّتها, ويُمارِسُ الجلاءَ الشّامِلَ, دونَ شوائبَ, ودونَ عراقيلَ مُفتعلةً, ودونَ بخسٍ لنسيجِ الحقيقةِ... وليعملَ ناشِدُ الحقيقةِ, بنزاهةٍ ونقاءٍ وصفاءٍ, وضميرٍ ووجدانٍ إنسانيٍّ, مُنطلِقاً, منْ عقلنةِ قلبهِ, وقلبنةِ عقلهِ, وحُرّيّةِ تفكُّرهِ, وجرأةِ موقِفهِ, ورزانةِ قرارهِ, وحملِ تكليفهِ, وجدارةِ مسؤوليّتهِ... مُعتمِداً على, وعيهِ الباطنيِّ, وعرفانهِ الذّاتيِّ, واستنارتهِ البصيريّة, بحثاً دقيقاً عنْ معالِمِ الحقيقةِ, أينما كانتْ, وكيفما كانتْ, دونَ تحويرٍ, ودونَ تزويرٍ, ودونَ تبديلٍ, وهيَ كُفرٌ وإلحادٌ وجرائمُ, إذا ما اقترفها المرءُ ... وإلاّ فالنّتائجُ, قاصِرةً تأتي, ومُغايرةً, بفعلِ التّبديلِ في المعالِمِ, والتّزويرِ لِلحقائقِ, ولا تعكِسُ النّتائِجُ, الأمورَ كما هي في حقيقتها, وتنقلِبُ الحقيقةُ إلى الضِّدِّ... ونغرقُ في متاهاتِ أخرى, وننحدِرُ إلى الدّركاتِ السُّفلى, ونضيعُ في مطاوي الظُّلماتِ والمجاهِلِ, نتخبّطُ في انعِكاساتِ السّلبِ, زوراً وبهتاناً, ونحسبُ أنّنا قدْ حقّقنا النّجاحَ بالإيجابِ... ونفقدُ الحقيقةَ, ونكتفي بالزّورِ والبهتانِ, في تشكيلِها, وتفصيلها, لِتتطابقَ والقصورَ في وعينا وإدراكنا... فناءْ بِقلم: حسينْ أحمدْ سَليمْ قاصِرةٌ, منذُ خُلِقتْ وكانتْ, معلومةً, أو خفيّةً, كُلُّ الأشياءِ, واهِنةً في كينونةِ الوجودِ... مهما كانتْ, وكيفما كانتْ, مخلوقةٌ ضعيفةٌ, وإنْ تراءت قِواها, خائِرةٌ, واهيةٌ بأمرِ الله... الموتُ ينتظرها, والفناءُ نهايتها, آخرُ المطافْ, ولا ترقى لِلعُلا, ولا تهتدي في العُروجِ لِلسّماءِ, إلاّ ما شاءَ الله لها العُروجْ... فانيةٌ, ذائِلةٌ كُلُّ الأشياءِ, كذلكَ, لا تسموَ أبداً, ولا تترقّى, لِدرجاتِ النّعيمِ, ولا ترودُ الفراديسَ, والجنانَ, إلاَّ منْ نالتْ رِضى الله... وكُلُّ الشّموعِ, مهما طالَ فتيلها, ومهما دامَ ضوءها, ستخبوَ يوماً, على حينِ غفلةٍ, وينطفئ نورها, إذا شمْعها ذابَ, وعاجلاً أو آجلاً, شمعها سيذوبُ, وتضيعُ في الظّلماتْ... والقناديلُ, أيضاً, سينضُبُ زيتها, يوماً, وتغدوَ غارِقةً في مجاهِلِ الظّلامْ... الخلائقُ, كُلُّ الخلائقِ, والأحياءُ, كُلُّ الأحياءِ, والأشياءُ, كُلُّ الأشياءِ, سوفَ تموتُ, وتفنى بأمرِ الله... وتُذرى في اللامتناهياتِ, الأكوانُ, والسّماواتُ, والمجرّاتُ, والكوكباتُ, والأجرامُ, والأبراجُ, والشّموسُ, والأقمارُ, والنّجومْ, والتّوابعُ, وكُلُّ ما فيها, وكُلُّ من عليها, سيغدوَ رميماً وفانْ... ولا يبقى إلاّ وجهُ الله, أبداً, أزلاً, نورُ السّمواتِ والأرضِ, لا نورَ كنورهِ, وإليهِ, ترجعُ كُلُّ الأنوارْ... مالْ بِقلم: حسينْ أحمدْ سَليمْ ليسَ المالُ, لِلوجاهةِ وُجدَ, وإنْ صنعها يوماً, لا يضمنُ استمرارها, وليسَ المالُ, أصلاً يصنعُ الوجاهةَ, لِمنْ لا وجاهةَ لهُ, ومُنذُ وُلِدَ, حقيرَ النّفسِ بالولادةْ... فالوجيهُ, وجيهٌ بالإيمانِ, وعظيمٌ بمكارِمِ الأخلاقِ, وكبيرٌ برِفعةِ المناقِبِ, وقُدوةٌ في الإنسانيّةِ, ومثلٌ يُحتذى, بالتّراحمِ والتّواضعِ, ومضربُ المثلِ, في البذلِ والكرمِ والعطاءِ, بلا مِنّةٍ, أو خلفِيّةٍ موبوءةٍ بالشّوائبِ... وليسَ المالُ, يستبدِلُ الحقائقَ بأخرى, فالحقائِقُ هي الحقائِقُ, كانتْ, وتبقى, وستبقى, والمالُ يتشرّفُ بحِمايتها, والإئتمانُ عليها, وحِفظها كما هيَ... والمالُ ذليلٌ, مهينٌ, كافِرٌ, ظالِمٌ, أثيمٌ, زنيمٌ, قاهرٌ, عاهِرٌ, يزني بقيمتهِ ويلوطُ... إنْ ساعدَ المالُ, بُهتاناً وزوراً في استبدالِ الحقيقةِ, وتبديلِ مُحتواها زيفاً وزوراً وبُهتانا... المالُ كانْ, وبِئسَ ما كانْ, منذُ فجرِ الحياةِ, لِلناسِ رَبُّها ودِينها, ومُعتقدها ومعبودها, وغايةُ وُجودِها, وهوَ ما لِلناسِ يتراءى, اوهاماً وكوابيسَ... فبالمالِ, كمْ تدحرجتْ, وتتدرحرجُ وستتدحرجُ العروشُ, وتُستبدلُ عروشْ بعروشْ... وكمْ بالمالِ, طارتْ رؤوسٌ, عن أعناقٍ, وتطيرٌ وستطيرُ رؤوسٌ, وتُقطعُ رؤوسٌ, وتَطِلُّ وتتطاولُ رؤوسْ, وسُرعانَ ما تختفي, لِتستبدلَ برؤوسْ... , وكمْ بالمالِ من موازينُ استُبدِلتْ وتُستبدلُ وستُستبدلُ بموازينَ أخرى, فينخفِضُ من ينخفِضُ, ويرتفِعُ منْ يرتفِعْ... وبالمالِ, كمْ اختلطتْ وتختلِطُ وستختلِطُ الأشياءَ بالأشياءْ زوراً, وتنطمِسُ بُهتاناً الحقائقَ... وكمْ بالمالِ, تحقّقَ ويتحقّقُ وسيتحقّقُ بالمالِ, الأوهامٌ والسّراباتْ, ويغدوَ اليبابُ, وكأنّهُ حقيقةً في الواقعِ... ولكنْ, لا, وألفُ لا... فالمالُ تحوّلَ إبليسُ الأبالِسة, وشيطانُ الشّياطينِ... والنّاسٌ, أغلبُ النّاسِ, إلاّ من رحِمَ ربّي, همجٌ رُعاعٌ, بخسةٌ أثمانهمْ, يُشرونَ بالمالِ, وبالمالِ الذي يُشرونَ بهِ, يُباعونَ من حيثُ لا يدرونْ... كاتبْ بِقلم: حسينْ أحمدْ سَليمْ منْ شاءَ الإرتقاءَ, بِلا حسبٍ ولا نسبٍ, ولا جاهَ ولا مالْ... عِبرَ الخيطِ الفِضّيِّ النّورانيِّ, المُنتصبِ, أثيريّاً بينَ الأرضِ والسّماءَ, يتهاللُ بأطيافٍ مِنَ الأنوارِ والأضواءِ... ولا يتجلّى حقيقةً دامِغةً, إلاَّ لِلشُرفاءِ والنّبلاءِ والأخيارِ... فليكنْ كاتباً شفيفاً صادِقاً, فالكاتِبُ أشرفُ النّاسِ, وأنبلُ النّاسْ, وأصدقُ النّاسْ... ومن شاءَ, تسنُّمَ المكانةَ الأسمى, عُروجاً لِذُرى العُلا, يرودُ درجاتَ الفراديسِ, ويستوي أرفعَ عرشٍ في الحياةِ, ويخلُدُ لهُ الذِّكرُ, بعدَ المماتِ... فليكُنْ كاتِباً لِلحقيقةِ, فكاتِبُ الحقيقةِ, كانَ ذاتَ يومٍ, كاتِبَ الوحيِ, المُنزّلِ من السّماءِ, على قُلوبِ الرُّسُلِ والأنبياءِ, أميناً على ما يُملى عليهِ, فكانتْ لهُ الكرامةُ منْ ربِّ السّماءِ... فهلّْ لِلكاتبِ, أسمى وأنبلَ منْ هذا المقامَ؟...ِ ومنْ شاءَ أنْ يكونَ كاتِباً, فَليكُنْ الوعيُ الباطنيُّ مُناهُ, والعرفانُ الذّاتيُّ رُؤاهُ, والإستنارةُ البصيريّةُ حُلُمهُ, والتّفكُّرُ الوِجدانيُّ أملهُ, والرّأيُ السّديدُ هدفهُ, والقولُ الحقُّ سِمتهُ, والدّعوةُ للهِ رِسالتهُ, والهديُ لِلرّشادِ مسلكُهُ... ولا يتأتّى لهُ ذلِكَ, إلاّ بالإيمانِ, والإيمانُ لا يتوكّدُ إلاّ بالعلمِ, والعِلمُ لا يتأتّى, إلاَّ لِمنْ شاءَ العِلمَ, وبالعلمَ تُعرفُ الحقيقةُ, ويُعرفُ الله ويُوحّدْ... توثيقُ ابتكاراتِ الكاتِبِ, وحِفظِ إبداعاتهِ, ونشرِ ما تجودُ بهِ خواطِرهُ, ويصدقُ بهِ وِجدانهُ, توصيفها, فِعلُ خلقٍ وبذلٍ وعطاءْ, وتقييمها, صدقةً جاريةً, تبقى بينَ النّاسِ, وصاحِبها دفينٌ تحتّ التُّرابْ... وتصنيفُ الكاتِبِ, تكريماً لهُ في شرائعِ الحياةْ, أرقى طبقةً, بينَ النّاسْ... لأنَّ الكاتِبَ صادِقُ الإيمانِ باللهْ, طاهِرُ التّفكُّرِ في عظمةِ اللهْ, واعدَ اللهَ وعياً, وعرفاناً عاهدَ اللهْ, وتواضعَ بوعيهِ وعرفانهِ لله, فرفعهُ الله... أقانيمُ قداسةٍ, ورؤى طهارةٍ, وصهواتَُ مسارٍ قويمٍ, نحوَ أنبلِ الآمالِ وأسمى الأهدافِ, يرتضيها الله, ويرضى عنها... يمتطيها صاحِبها في مُعتركاتِ الحياةِ, منْ أجلِ الحياةْ, لتشكيلِ الشّخصيّةِ المُتفرِّدةِ, ميزةً فريدةً بينَ الأحياءِ والأمواتْ... فإذا بهِ كاتباً, صادِقاً أميناً, وفيّاً مُخلِصاً, يُترجِمُ للنّاسِ, ما يتخاطرُ بهِ وِجدانهُ الشّفيفِ, ويكتُبُ ما يستشعِرُ بهِ إحساسهُ الشّريفِ, ويُدوِّنُ ما يتناهى لهُ بالجلاءِ, فِكراً وسمعاً وبصراً وخلجاتَ تشاغفٍ... يُعقلِنُ الكاتِبُ قلبهُ بالعقلنةِِ الأسمى, ويُقلبِنُ عقلهُ بالنّبلِ الأرقى, ويشِفُّ ويتشاففُ بالتّفكُّرِ الأرقى, ويُمارِسُ البوحَ جرأةَ حقيقةٍ... يتحدّى كُلَّ المعوقاتِ, ويكرُزُ بروحِ الحقيقةِ, ينفخُ فيها بإذُنِ الوجودِ, والوجودُ صدى الصّدى لِلحقيقةِ... الحُبُّ الأقدسُ, دينُ الكاتِبِ, وعقيدةُ الكاتبِ الأطهرُ منَ العِشقِ, وليسَ الكاتِبُ, يجنحُ هابِطاً, ينحدِرُ في الدّركاتِ السُّفلى, أبداً, فالكاتِبُ طاهِرُ الفِكرِ والقولِ والعملِ, وليسَ يعرِفُ, إلاَّ التّرقّي نحوَ العُلا, يُنشِدُ اللحاقَ بالرّوحِ الكُلّيّةِ, والإمتزاجَ بها, والتّكاملَ معها... يملأُ الكاتِبُ يراعهُ مُداداً, دماً منْ شرايينهِ, فيفترُّ سِنُّ اليراعِ, ويكتبُ البوحَ الشّفيفَ, بِشاراتَ حُبٍّ وآياتَ عِشقٍ, للهِ والوجودّ والحياةْ, تتجلّى موسقاتَ مزاميرٍ, ودندناتَ ترانيمٍ, لِلحُبِّ والعِشقِ والوجودِ والحياةْ... سُؤالْ بِقَلَمْ: حُسَيْنْ أحْمَدْ سَليمْ ألفُ سؤالٍ وسؤالٍ, في البُعْدِ يُبْتَدَِرُ, تجريدِيّاً وَسورياليّاً يُرْتَسَمُ, حيْثُ كُلُّ الخُطوطِ, مِنْ نُقطةِ الإشراقةِ تبتدئ, تمْتدُّ وتمْتدُّ وَتنتهي, وفي المدى تُفتقدُ, فشطْرُ الضّوءِ الآخرَ, عُيونٌ رافِلةٌ, بالأملِ تتعَلّقُ, بِبيتٍ عَتيقٍ, وَكُتلةً مِنَ الحَجَرِ, قِبْلَةَ عِبادةٍ, مِنْ نوْعٍ مُغايرٍ, وِجدانُ الحياةِ يتخيّرُ, يَحُجُّ لها العابِدونَ, والشُّعراءُ, كعبةَ العِشقِ يحِجّوا... ألفُ سؤالٍ وسؤالٍ, وَتاءُ الغِوايةِ, وَجهُ أنوثةٍ, لآدمَ, مِنْ ضِلعهِ, بقيّةُ قبضةٍ, مِنْ حمأٍ مَسْنونٍ, منذُ البدءِ كانتْ, وكانَ الغاوونُ, ويبقونَ وسيبقونَ, عِندَ نِهاياتِ الإمْتداداتِ, وَجْهُ الحقيقةِ, غاوونَ, عَنْ وَجْهِ الله, يتفكّرونَ باحِثونَ, غَدوا في مَلكوتِ الله, مِنْ خِشيةِ الله, سُجّداً خاشِعونَ, حُبّاً هائِمونَ, وَعِشقاً مُتيّمونْ... ألفُ سؤالٍ وسؤالٍ, وَالضّوءُ الفِضّيُّ, في البعدِ يلتّمِعُ, كأنّهُ النّورُ يتلألأ, شفيفُ السّيّالاتِ يتماهى, وفي انْشِطاراتِ التّفكّرِِ, خواطِرُ أخرى تتجلّى, وتتشكّلُ مِنَ النّبْلِ, هالاتَ حُبٍّ, ومِنَ القداسةِ, ومضاتَ عِشقٍ, طَهارةً ناصِعةً نقيّةً, أبداً لا يتراءى حَوَرُها, إلاّ لِمنْ, وَفّى الوَعدَ وَصدَقَ, وأخلَصَ العهْدَ وحَفِظَ, وبالوعي الباطِنيِّ امتلأَ, حتّى طَفحَ, واكتنزَ بالعرفانِ الذّاتِيِّ وَفاضَ, وأستنارَ بالإيمانِ واتّقى... حَوّاءْ بِقَلَمْ: حُسَيْنْ أحْمَدْ سَليمْ بَقِيّةٌ مِنَ الحمأ المسنونِ, طِينةُ آدمَ, التي مِنها جُبِلَ, كُنْ فَكانَ... قبْضةٌ مِنْ تُرابٍ فانٍ, وَومضةٌ مِنْ روحِ الخُلودِ, حِكمةً وَعَدالةً, شاءَ الله, وَمودّةً ورحمةً, فكانتْ حَوّاءُ, غِوايةَ نفسٍ, أمّارةٍ بكُلِّ الأشياءَ... مِنها خُلِقتْ, روحٌ لطيفٌ, وجسمٌ كثيفٌ, وَجَذْبُ أنوثةٌ, وثورةُ افتِتانْ, نفخَ فيها الله, أكرمها, أولاها الأمومةَ, قداسةً وطهارةً, توّجها مَلِكةً, أمُّ الحياةْ... قربنُ آدمَ, حَوّاءُ الكيْدِ العظيمِ, طِيبُ تُفّاحةِ النّشوةِ, نكهةُ الأحاسيسِ, حُلُمُ الحياةِ, زينةُ البقاءِ, حركةُ فِعلِ الإستمرارِ, وعذاباتُ الغِوايةِ, شَرُّ التّكاثُرِ, حَسدُ الأفعى, يتربّصُ بالمِرصادِ... طُمأنينةُ النّفسِ, لِلنّفسِ حَوّاءُ, لِباسُ آدمَ, وَآدمُ لها لِباسْ, تلامحا فتوامضا, تقاربا فتعارفا, تحاببا فتهايما, تعاشقا فتتايما, انسجما فامتزجا, تكاملا فاتّحدا, اقترنا فأنجبا, توالدا فاستمرّا, فكانتِ الحياةُ موتْ, وكانَ الموتُ حياةْ... كَيدُ حَوّاءَ, غِوايةُ آدمَ, لَذّةَ الشّهوةِ, تُفّاحةَ البقاءِ, وَسْوسةُ الأفعى, فِتنةٌ وإغراءٌ, وكانتْ خطيئةٌ, واقِعةُ الفِردوسِ, كُلُّ المُعادلاتِ تغيّرتْ, وأقانيمُ العِشقِ تبدّلتْ... آدمَ وحوّاءَ, أبصرا فأذهِلا, وعيا فعرِفا, حقيقةَ الفِعلِ, لمسا فأخطآ, بعدالةِ الحقِّ, حوكِما فخرجا, وإلى الأرض, لجآ فعاشا, حيرةُ آدمَ, طلاسِمُ الأيّامِ, وغريزةُ أفعى, غِوايةُ حَوّاءَ... وبدأتِ المُعاناةَ, وتوالدتِ العذاباتُ منَ العذاباتِ, غيرةٌ وكُرهٌ, حسدٌ ودمارٌ, استبدادٌ وانتِقامْ... ينتحِرُ آدمَ بحوّاءَ, وتنتشي حوّاءَ بآدمَ, يلوكا المرارةَ, ويعيشا الحُبَّ, شهوةً يُنجِبا, وضجراً يعشقا, الحياةُ نِصفانْ, نِصفها القهرُ, والآخرَ مُعاناةْ, عصفٌ وإعْصارْ, وسرابٌ ويبابْ... احْتِفاءْ بِقَلَمْ: حُسَيْنْ أحْمَدْ سَليمْ جناحُ الليلِ, حتّى الفجرِ, يمتدُّ خيمةَ أحلامٍ, ورؤى الآمالِ, نجومٌ تتوامضُ, هالاتُ أطيافٍ, تتراقصُ في امتداداتِ السّماءِ... وهِلالٌ يتنامى, استدامةَ حياةٍ, حُبّاً وَعِشقاً, يحتضِنُ نجمةً, والنّجمةُ تتلألأُ, عِشقاً وَحُبّاً, وامِضةً في قلبِ الهِلالِ... والعُرسُ احتِفاءٌ, بينَ الأرضِ والسّماءِ, واللقاءُ تشاغفٌ, في ملكوتِ الله, وأشواقٌ وحنينٌ وذوبانُ... وأقانيمُ العِشقِ, سيّالاتٌ فِضِّيّةٌ, وأنوارٌ بأنوارٍ, تتعامدُ مُنتصِبةً, تمتدُّ بينَ أديمِ الأرضِ, وأبوابَ السّماءِ... خيوطٌ منْ أثيريّاتِ النّقاءِ, تنتهي بكوكبةٍ منْ صفاءٍ, تبدأُ ولا تنتهي عِندَ انتهاءٍ... النّفوسُ ولهٌ في ولهٍ, والأرواحُ هِيامٌ في هيامٍ, و العقولُ تِتيامٌ في تِتيامٍ... والأفكارُ انسِجامٌ وامتزاجٌ, و الخواطِرُ اتّحادٌ وانصِهارٌ, و ونُبلُ الأحاسيسِ, احتِفاءٌ وانتشاءٌ, والعرفانُ والوعيُ, ثملٌ وغيبوبةٌ, وارتِحالٌ في المدى, حتّى الهذيانِ... ليسَ البُعدُ, وإنْ نأى, يُعجِزُ لِقاءَ العُشّاقِ, وليسَ الإمتدادُ, وإنْ استطالَ, يمنعُ الأحبابَ منَ اللقاءِ... وليسَ التّوقيتُ, مَحكوماً لِلزّمانِ والمكانِ, ففي كُلِّ مكانٍ, لِلعُشّاقِ كعبةً, وحَجُّ الكَعبةِ, ليسَ مشروطاً بالزّمانِ... والتِّطوافُ حُرّيّةٌ, حولَ البيتِ, وبركةٌ كُبرى, لَمسُ الحجرِ, في كُوّةِ الرّكنِ, عِندَ المقامِ, والصّلاةُ تقوى, بينَ الرّكنِ والمقامِ, والعِبادةُ خشوعٌ في المِحرابِ, والدُّعاءُ ضراعةٌ, ليسَ يرجوها, غيرَ العُشّاقِ... تنبُضُ قلوبهمْ حُبّاً, ونُفوسهمُ بالحُبِّ تنتعِشُ, وترْتعِشُ أرواحهمُ لِلحُبِّ, وبالحُبِّ تحيا العقولُ والأفئدةُ... فكُلُّ عاشِقٍ طاهرٍ, قديسٌ في الحُبِّ, وكُلُّ قِدّيسٍ في الحُبِّ, نبِيُّ الله, لِدينِ الحُبِّ... آدمْ بِقَلَمْ: حُسَيْنْ أحْمَدْ سَليمْ خليفةُ اللهِ في الأرضِ, آدمَ الأوّلَ, وآدمُ هذا, كانَ بِدايةً, مشيئةَ اللهِ, لِيُعرفَ وَيُوحّدَ, حِكمةً عُظمى, عِنواناً في الخلقِ... هُوَ الله, عالمُ الغيبِ والشّهادةِ, يعلمُ مالا يعلمُ, ملائكةُ السّماءِ, وبقيّةُ الخلقِ... سَوَّى آدمَ, قبضةً منْ ترابٍ, وَ نفخَ في جبلةِ الصّلصالِ, ومضةً منَ الرّوحِ العُظمى... فخرّتِ الأرواحُ, أنواراً وأضواءً, ساجِدةً لله, تقديساً وتهليلا, وتسبيحاً وتهجّداً, وخِشيةً وخشوعاً, لِعظمةِ الله, تتجلّى في عظمةِ, خلقِ آدمَ, وتتراءى وِحدتهُ, في أحاديّةِ تشكيلِ نسيجِ الخلقِ... آدمُ, نبيُّ الله, رسولٌ, وليٌّ, وصيٌّ, مُبشّرٌ, بشيرٌ, يكرزُ الحقَّ, في النّاسِ, يُنشِدُ العدلَ, ويدعوَ لِعبادةِ الرّحمنِ... وليسَتْ حوّاءُ, مِنْ الرّسلِ والأنبياءِ, إنّما اللهُ, رحمةً ومودّةً, كرّمها عنْ آدمَ, بِسورةٍ مُقدّسةٍ في القرآنِ, وأجَلَّ لها مقامها, فجعلها أمّاً لِلحياةِ... درجةٌ لآدمَ على حوّاءَ, وِلايةٌ في وِصايةٍ, دَرْؤها دِرعُ وِقايةٍ, وصِدقٍ وحنانٍ, وتربيةَ طهارةٍ, والخيرُ معقودٌ, بمنْ بكّرَ بها... صبوةُ آدمَ حوّاءُ, لا يسلو لها ذِكراً, أينما كانَ في الحياةِ, يحتفي بها حُبّاً, وبهِ عِشقاً تحتفي... والعَقدُ بركةُ كلماتٍ, مِنْ بِشاراتِ الأملِ المُرتجى, سُنّةً في الأرضِ, شاءها الله, لِتبقى الأرضَ, مأهولةً بِذكرِ اللهِ... فأنزلَ الحُبَّ, رسولَ مودّةٍ وأمينَ رحمةٍ, يكرُزُ هدياً, ويُشاغِفُ النّفوسَ, ويُوْلِهُ القلوبَ, ويُرعِشُ الأرواحَ, بينَ آدمَ وحَواءَ, وباركهُما الله بِالعِشقِ, يتناصفانِ العيشَ, لِتستمِرَّ الحياةْ... غدِرْ بِقَلَمْ: حُسَيْنْ أحْمَدْ سَليمْ أيا نفسيَ المُحطّمةُ على حينِ غفلةٍ منْ وعيي؟!... أخاطِرُكِ بالجلاءِ فِكراً وبصيرةً ونفساً وروحاً ووِجداناً وسمعاً وبصرَ, وأستشعِركِ تتأجّجينَ نيراناً لاهِبةً مِنْ شِدّةِ الأسى والحزنِ, لِلواقعِ المُبكي والمؤلِمِ, وتثورين فِعلَ رفضٍ لِكلّ أشكالِ البُهتانِ والزّورِ وطمسِ الحقائقِ, فتتناثرينَ أشلاءً تتبعثرُ معِ الخوافِقِ, منْ جوْرِ وقْعِ الظّلمِ على يدِ طواغيتِ أبالِسةِ الكُفرِ والقهرِ والعهر والحِقدِ, والذينَ حبُلتْ نفوسهمْ تسافداً بالكراهيةِ والحسدِ... أيا نفسيَ, التي أتاها الوعدُ صادِقاً والعهدُ مُخلِصاً؟!... كيف ينكثُ الواعِدُ بالوعدِ بعدَ العهدِ قسماً باللهِ؟!... فصبراً أيا نفسي, التي احترقتْ في عذاباتها, وصارتْ رماداً... أبداً, ما تناهى لعرفاني تتحوّلينَ رميماً, بعدَ طمأنتكِ وعداً وعهداً في رجعةِ الرّضى لِلحُبِّ والعِشقِ... قدْ خذلكِ وخانكِ الوعدُ ولمْ يخفتُ بعدُ صوتَ الوعدِ في غُرّةِ الفجرِ؟!... وغدرَ بكِ وطعن ظهركِ العهدُ ولم يهدأُ بعدُ قسمُ العهدِ على دينِ الله؟!... لكِ الله يا نفسيَ التي باتتْ عليلةً, والأسقامُ تتعاظمُ قهراً على قهرٍ... لكِ الله يا نفسي, المُلقاةُ عِنوةَ قهرٍ وعُهرٍ, تتكوّى لظىً في أتونِ الحِقدِ والحسدِ, تتعذّبُ هواناً على هوانٍ في غُربتها وتتضوّرُ... أيا نفسي, مهلاً, أصدقيني الخبر باليقينِ؟!... كيفَ غدوتِ جريحةً؟! وجراحاتكِ تنزفُ الدّماءَ وتقطرُ؟! وكيفَ أصبحتِ كسيرةً؟! وضلوعكِ منَ الأوجاعِ تئِنُّ وتتوجّعُ؟!... إنتظارْ بِقَلَمْ: حُسَيْنْ أحْمَدْ سَليمْ أنتظِرُ الوعدَ في البعدِ أعلِّلُ النفسَ بهِ, ووعْدُ البعدِ لا ضمانةَ لهُ, هكذا علّمتني الأقدارُ, والأقدارُ أصدقُ وعداً مِنَ البشرِ في هذهِ المرذولةِ, التي تُسمّى عُهراً وقهراً بالأرضِ!... وأعيشُ على العهدِ في البعدِ حُلُماً عذباً يُراودُ خيالاتي, وعهدُ البُعدِ لا أمانَ له, هكذا قالتْ لي تجارِبُ الحياةِ, وتجارِبُ الحياةَ أصدقُ قولاً منِ المواثيقِ والعهودِ, التي لا قيمةَ لها في مُجتمعِ البغيِ, ومدنيّةَ العُهرِ, وحضارةَ عربداتِ الشّيطانِ!... أنتظِرُ الوعدَ والعهدَ, مِصداقيّةَ وعييِ وعرفاني واستنارتي, ليسَ قناعةَ ثِقةٍ في مظاهِرِ الإيمانِ, التي لا توحي أبداً بالإطمئنانِ في ولوجِ المتاهاتِ!... إنّما أنتظِرُ قدراً لِتحقيقِ رؤىً أخرى في حركاتِ لُعبةِ الإنتظار, ويُراودني الشّكُّ الكبيرُ في سلبيّةٍ لا مناصَ منها مِنْ نتائجِ الإنتظارِ؟!... ولكِنْ منْ يدري لونَ الإنتظارِ في حُزمِ الألوانِ, يتأرجحُ هائماً ضائعاً على أمواجِ الوهنِ, لا يُدرِكُ في البعدِ أملاً مُرتجى, ولا يستقِرُّ في البعدِ على حالٍ منَ الأحوالِ؟!... والله, ما ضللتُ الطّريقَ نحو هدفي, ولا ضاقتْ بي السّبُلُ في المساراتِ... إنّما تجلّياتي في البعدِ تُحفّزني لِوليمةٍ روحيّةٍ, وتُثيرُ في حضوري الفِكريِّ ابتهالاتٍ وتهجّداتٍ, لا تُخطيءُ الدّربَ ولا تضيعُ عنْ ممرّاتَ الأفقِ, تستحِمُّ في مِياهِ القداسةِ والطّهرِ, وتقتلِعُ الشّوكَ وصولاً لصومعةِ العِبادةِ, تُقيمُ معظمةَ الحُبِّ والعِشقِ في محاريبِ الله على ذِمّةِ الحُبِّ والعِشقِ... إغتِرابْ بِقَلَمْ: حُسَيْنْ أحْمَدْ سَليمْ أرتحِلُ بعيداً أعدُوََ خلفَ إمتداداتِ المياهِ والأفقِ, أطويَ المسافاتِ رُغمَ إتّساعاتها والمسافاتُ في مجاهِلها تطويني, وأقيسُ المسافاتَ على قدرِ وعيي ومعرِفتي استنارةَ بعدٍ في الرّؤى, وأتحرّررُ هرباً منْ غُربةٍ تسجنني في وطني, وأتخاطرُ انعتاقاً منْ أعرافٍ وطُقوسَ قبليّةٍ في نِظامِ العشائرِ, عدالتها إنْ عدلتْ يوماً وأدُ عذارى الأفكارِ قبلَ ولاداتها, خوفاً منَ الأفكارِ المولودةِ تأتي على حينِ غفلةٍ بحركاتٍ لِثورةِ الرّفضِ على الواقعِ السّائدِ... طَوفانٌ يُحيطُ بي عِنوةَ قهرٍ ويحولُ بيني وبينَ الحياةِ, والذّاتُ غدتْ غرقى ترتقِبُ النّجاةَ على حينِ ومضةٍ منْ رحمةِ الحقِّ... كُلُّ الآمالِ المُرتجاةِ أضحتْ غرقى أيضاً تتحكّمُ بها مقابِضُ الأيّامِ... أنادي الأحلامَ في كوابيسِ الليالي أعلّلُ بها كواليسَ نفسي لِلغدِ, وأناجي الآمالَ في رؤى السّرابِ والأمالُ تنأى في البعدِ عنْ آمالي... أنتظِرُ طويلاً عِندَ شواطيء العمرِ عَلَّ شِراعَ الخلاصِ يأتي على حينِ غفلةٍ من خفرِ الشواطئ... فوقّ رِمالٍ تجتاحها الأمواجُ في جموحِها وتحمِلها إلى عُمقِ المياهِ... هُناكَ شاء قدري وجلستُ أجترُّ سقمي وأدندِنُ آلامي ترانيمَ أوجاعٍ في أذنِ الوجودِ وتتلعثمُ نبراتي في البوحِ... أنتظِرُ إشراقةَ الهِلالِ عِندَ الأفقِ الشّرقيِّ فوق القِممِ الشُّمِّ في جبالِ وطني, عَلَّ الهِلالَ يحنو على حبيبتهِ ويُشايعها حُبّاً وعِشقاً ويحتضنها سُنّةَ إيمانٍ نجمةَ صبحٍ تتماهى إشراقاً في قلبِ الهّلالِ... حِسابْ بقلم: حسين أحمد سليم يسْتهويني العدُّ والعددُ منذُ وعيتُ الأعدادَ والأرقامَ, وعرفتُ العدَّ من واحد إلى عشرة وما زادَ, وغالِباً ما كنتُ أدندِنُ مُترنّماً بلفظِ الأعدادِ, وأتلعثمُ ببعضِها عن غيرِ قصدٍ... ومنذُ ذلكَ اليومَ تعلّمتُ فِعلَ التّقييمِ بينَ الزّيادةِ والنّقصانِ, وما زِلتُ أنتشي نفساً بعجائبِ الأرقامِ وغرائبِ الأعدادِ... أتفكّرُ في نسيجِ العددِ وكيفَ العددُ يكونُ رقماً, وأسبرُ خفايا الرّقمِ والتّرقيمِ, وأحلّلُ نتائِجَ الحِسابِ في العددِ والتّعدادِ... أحببتُ الأعدادَ وعشِقتُ الأرقامَ في مُعتركاتِ الحياةِ, وأبحرتُ طويلاً في خفايا الأرقامِ ومطاوي الأعدادَ... وعرجتُ في تصاعدِ الأعدادِ وتنازلِ الأرقامِ, ورُحتُ أكتبُ التّوصيفَ في التّقييمِ, أمارِسُ التّصاعدَ في مِعراجِ الأمورِ الكبيرةِ, أنطلِقُ من الواحدِ لأنّ الواحدَ رقمٌ لهُ وزنهُ في تصاعدِ التّعدادِ, وأصعّدُ في الأرقامِ ما استطعتُ لها فب التّصاعدِ... ووقفتُ طويلاً عندَ تنازلِ الأعدادِ, واعتمدتُ الواحدَ في حركةِ فِعلِ التّنزيلِ والتّنازلِ, فصوّبتُ على الأمورِ الصّغيرةِ, مهما كان توصيفها في التّقييمِ, واجتهدتُ في كشفِ مكامنِ الخطرِ فيها, وغدوتُ أعملُ ما بوسعي باذلاً قصارى جُهدي أنزّلُ في التّعدادِ ما أستطيعُ في التّنازلِ... الحِسابُ عمليّاتٌ محدودةٌ, جمعٌ وطرحٌ وضربٌ وقِسمةٌ, هي الأساسيّاتُ في حركاتِ الحِسابِ, والنّتائجُ تأتي على قدرِ الدّقّةِ في حركةِ فِعلِ العمليّاتِ... المُحصّلةُ النّهائيّةُ لِلعمليّاتِ الحِسابيّةِ, توكيدٌ لا جدالَ فيهِ ولا نِقاشَ أو تحليلٍ, فلِكلِّ شيءٍ جوابهُ ولِكلِّ فِعلٍ نِتاجهُ, وإلاّ عنِ الحقِّ مالَ النّاتِجُ... رِياضيّاتْ بقلم: حسين أحمد سليم الرّياضيّاتُ فلكٌ آخرَ منْ رحمِ الحِسابِ كانَ, فلسفةٌ حسابيّةٌ أخرى وتوكيدٌ لِعلمِ الأعدادِ والأرقامِ في فلكِ الحِسابِ... تتجلّى الرّؤى في فضاءاتِ الرّياضيّاتِ اجتهاداً, فإذا الإستنباطاتُ عديدةً من قلبِ المُعادلاتِ في الحِسابِ... فمنْ ولجَ الحِسابَ قاصِداً الإبحارَ في التّفقّهِ, فالرّياضيّاتُ فضاءاتُ البعدِ في حركةِ التّفقّهِ بالتّفكّرِ, وحركةُ فِعلِ الإبداعِ في عمليّاتِ الإبتكارِ, تأتي خَلْقاً آخرَ مُغايراً في تجربةِ الكِتابةِ على الورقةِ بالقلمِ... ومنْ تعلّمَ فلسفةَ التّفقّهِ في مدرسةِ الرّياضيّاتِ, تعلّمَ فلسفةَ الكِتابةِ بالمنطقِ, وتهيّأتْ لهُ الفلسقةَ في تحليلِ المواقفِ, وعكفَ في مِحرابِ تفكّرهِ خاشِعاً, يُمارِسُ تراكيبَ الكلماتِ في نظمٍ دقيقٍ, تتوافقُ والتّفاعيلُ الموزونةُ في انسجاماتِ الإيقاعاتِ, فتتماهى الإبداعاتُ في هالاتٍ منَ الخلقِ والإبتكاراتِ, خاليةً من إحتِمالاتِ العفواتِ والأخطاءِ في الكلماتِ والسّطورِ... المُتراجحاتُ عدالةٌ في التّحليلِ لِلأشياءِ, لا تطغى فيها أمورٌ على أمورِ, وكُلُّ الأشياءِ لها دورُها الحقُّ في حالاتِ التّوكيدِ والظّهورِ... والمُعادلاتُ أناةٌ في حركةِ التّوصيفِ والفِعلِ, فالمعلومٌ معلومٌ في كينونتهِ, والمجهولُ المُبهمُ لهُ مكانهُ بانتظارِ انكشافِ حالهِ لِيأتي جوابهُ... والمصفوفاتُ تقييمٌ عادِلٌ لِلأشياءِ, بِنزاهةٍ لا يرقى إليها الشّكُّ في التّوصيفِ, ولِكلِّ مقامٍ مقالةً بِعدالةٍ وتقديرٍ تُقالُ... والتّفاضلُ والتّكاملُ فحصٌ وتمحيصٌ, وتركيزٌ ونباهةٌ, وفِطنةٌ وألمعيّةٌ وحذاقةٌ, فليسَ منْ شارِدةٍ ولا وارِدةٍ بالخاطرِ عابرةٍ, إلاّ ولها في التّفكّرِ دورها من التّفحّصِ والتّمحيصِ, فإذا ما العقلُ اقتنعَ بها صالحةً فكَّ قيودها وانعتقتْ... رَسِمْ بقلم: حسين أحمد سليم أكتبُ تارةً في استجابةٍ لِنداءاتِ التّخاطرِ بالحروفِ والكلماتِ والخواطرِِ, فتتجلّى لِوجداني رؤىً أخرى تحمِلني على صهواتها, فأمارِسُ البوحَ جرأةً أخرى وأكتبُ كلماتي في الحُبِّ والعِشقِ... وتارةً أخرى تُقهِرني الكِتابةُ عِنوةً, فأهربُ إلى مُمارسةُ اللعبِ تشكيلاً بالألوانِ, ألوانُ الطّيفِ تُناجيني في البعدِ وأناجيها, وأستشِعرُ فيها ما يُسكِنُ ألمي ويُهديُْ روعي من وجعي... أبوحُ مرّةً أخرى وفي البوحِ تكمنُ جرأتي, فأبُثُّ الألوانَ تشاغفي وأشواقي, وأهيمُ تِتياماً في أرحِبةِ الألوانِ الأوسعِ من أرجاءِ الكتابةِ, وكأنَّ قلمي تُقيّدهُ الورقةُ والورقةُ أراها أرجاءَ محدودةً, والألوانُ أراها رِحاباً مُمتدّةً لامُتناهيةً, أهيمُ فيها تتياماً لامتناهياً في الإمتداداتِ... أجمعُ شُتاتي في الأبعادِ وأقومُ بِتركيزِ أفكاري, وأغيبُ في رؤى فِكرةٍ عُمقها في حلقاتِ تفاصيلها, وليسَ تواصلُ الحلقاتِ في عُقدِ سلاسلها تُربِكني... وأمارِسُ في لُعبةِ التّشكيلِ كُلَّ القواعدِ والأسسِ, وغالِباً ما أنعتِقُ مُتحرِّراً من النُّظُمِ فأجتهِدُ, وأضربُ عرضَ الحائطِ كُلَّ القواعِدِ والأسسِ, وأقفِزُ فوقَ المنظورِ والتّكوينِ والوحدةِ والتّأطيرِ, وأرودُ حركةَ فِعلِ التّجريدِ فلسفةً أخرى, وأوغِلُ في فلسفتي بعيدأً على ذِمّتي, فأرودُ عوالِمَ الإبتكارِ سورياليّاً في التّكوينِ والتّشكيلِ, وأتريّثُ هدأةَ سكينةٍ باستخدامِ الألوانِ المائيّةِ, فالتّأنّي والرّويّةُ قِوامُ الألوانِ المائيّةِ نجاحاً, وإلاَّ تفسدُ الألوانُ إذا تبلبلتْ في تداخلاتها المساحاتُ... هَنْدَسَةْ بقلم: حسين أحمد سليم النُّقطةُ مِحورِ الإشراقةِ في التّكوينِ, مِنها تُشْرِقُ كُلُّ الأشكالِ في كينونةِ الموجودِ, والأشكالُ إطاراتٌ هندسيّةٌ مُختلِفةٌ في التّنويعِ, ولِكلِّ إطارٍ معانيهِ الأخرى في حركةِ الإجتهادِ والتّحليلِ... فالفراسةُ غدتْ عِلماً إجتهاديّأً في نُظُمِ الفلسفةِ, والنّفسُ تنطوي على أسرارٍ وأسرارٍ في خفاياها... ولِكلِّ وجهٍ من وجوهِ الأشكالِ ما يليقُ بهِ من التّوصيفِ, فإنْ شاءَ الأمرُ ريادةً في الأبعادِ, فإنَّ رؤى الكاتِبِ الحاذقِ لا تنْخدِعُ عِندَ الكتابةِ, فالتّقييمُ إجتهاداتٌ في لعبةِ النّسبِ, فإنْ أصابَ الكاتِبُ في اجتهاداتهِ فلهُ أجرهُ المُضاعفُ, وإنْ أخطأَ وكُسِرتْ المقالةُ بالإجتهادِ, فلِلكاتبِ نِصفُ الأجرِ بدلاً لأتعابهِ في الإجتهادِ, وليسَ الكاتِبُ مكسورٌ إذا كُسِرتْ الكِتابةُ في التّقييمِ بالإجتهادِ... الهندسةُ تتجلّى جمالاً في المنظورِ, والفراغاتُ الهندسيّةُ صورٌ عديدةٌ, جمالها في ترتيبها اللآئقُ وِفقَ موضعها, والضّوءُ لهُ حِساباتهُ في حركةِ الرّؤيةِ, وإسقاطُ الضّوءِ المناسبِ في مكانه دِقّةً في الجمالِ, واللونُ توصيفٌ لِهالاتِ الأطيافِ يُبرِزُ الأشكالَ على حقيقتها, ولُعبةُ الظّلِّ تعكِسُ اتّجاهاتَ النّورِِ... فالكتابةُ جمالٌ هندسيٌّ لِلنصِّ في المنظورِ, ويتراءى لي تفكُّراً في العُمقِ, ففي التّصغيرِ يصغُرُ كياني في الرّؤى, وفي التّكبيرِ يكبُرُ كياني في البعدِ... أحمِلُ يراعي حانياً مليئاً بالمداد, وأرودُ أبعادَ الخيالاتِ بالتّخاطرِ أو الجلاءِ, وأكتبُ ما أكتبُ وأصوِّرُ ما أصوِّرُ, وأضعُ الكلماتَ في مكانها المُناسبِ, وأرتِّبُ النّصوصَ لياقةً في توصيفاتها اطمئناناً, وأكشِفُ جرأةَ بوحٍ ما خفيَ ولا أخافُ, وأسقِطُ الأنوارَ ساطِعةً على مناظيرِ الكتاباتِ, وأودِعُ النّصّ أمانةً في قلبِ الحُبِّ, وأناجي الله في الوجدانِ كبيرَ النّفسِ راضياً, يتقبّلَ أعمالي لوجههِ في رؤى العِشقِ, أكتنزُ وعياً باطنيّاً وعرفاناً ذاتيّاً واستنارةً بصيريّةً, جَمُّ الأدبِ في حقيقةِ الجوهرِ, أعقلِنُ قلبي وأقلبِنُ عقلي, وأرضي اللهَ وأرضى في عقلي وتفسي وقناعاتي في التّفكّرِ في آرائي... طِفلْ بقلم: حسين أحمد سليم مهما كبُرتُ وتقدَّمَ بيَ العُمرُ نحوَ الشّيخوخةِ, ومهما اكتنزتُ وعياً باطنيّاً وعرفاناً ذاتيّاً, ومهما بلغتْ استنارةُ بصيرتي بالعلمِ, ومهما تكاثفتْ ثقافتي في شتّى المعارفِ... أبقى في إيماني وقناعاتي طِفلاً, يبدأَ التّجربةَ حافِزاً ذاتيّاً فيحبوَ ويُحاوِلُ الوقوفَ ويسقطُ, لا يقتنِعُ ولا يرتدِعُ يُمارِسُ العِنادَ ويقِفُ فيتعثّرُ ويسقطُ, ويُعاوِدُ الوقوفَ عِناداً يتحدّى فيتمايلُ ويخطو, الثّقةُ بالنّفسِ ديدبانهُ ويسترسٍلُ في الخطواتِ فرِحاً, ثُمَّ يُحاوِلُ ويقِفُ وبالخطواتِ أكثرَ ينتعِشُ ويسترسٍلُ, ثمَّ يستنِدُ ويعودُ يقِفُ ويخطوَ خطواتٍ أكثرَ ثباتاً, ثُمَّ يركضُ ويجري وينطلِقُ عِنانهُ إنساناً يُحاكي البعدَ الآخرَ, يتخاطرُ الحياةَ في حقيقةِ العيشِ, فتتجلّى لهُ الأحلامُ العِذابُ وتتراءى لهُ الآمالُ المرتجاةُ... فيسعى ويُجاهِدُ ويبذلُ ما يبذلُ, فتتحقّقُ لهُ الآمالُ حقيقةً... قلمُ رَصاصْ بقلم: حسين أحمد سليم قلمُ الرّصاصِ في الصّداقةِ, مثلٌ أعلى يُحتذى, وعنوانٌ تتماهى بهِ الصّداقةُ... قلمُ الرّصاصِ, كانَ ومازالَ ويبقى وسيبقى, صديقيَ الوفيُّ وخِلّي, يُواكِبني إخلاصاً ويُرافقني, أينما يمّمتُ وجهي في لُعبةِ الخوافقِ, وأينما حملتني الأيّامُ على صهواتها, وأينما رمتْ بي وحللتُ في لُعبةِ متاهاتِ الأيّامِ... قلمُ الرّصاصِ, ما غدرَ بي يوماً, كما غدرتُ بهِ عِنوةَ قهرٍ واستكبارٍ, بالحداثةِ, ولا مارسَ قلمُ الرّصاصِ معي لُعبةَ التّنكّرِ, كما تنكّرتُ لهُ عندَ المُنعطفِ الأوّلِ... وبقيَ قلمُ الرّصاصِ ثابتاً في محورهِ, كما كانَ منذُ تعارفنا أصيلاً في علاقاتهِ, وأنا أمارِسُ الدّورانَ في محوري, تُشيرُ بوصلتي حيثُ تُغريني ببهارِجها الأشياءُ... قلمُ الرّصاصِ, لمْ ولنْ ولا يتحوّلُ عنْ مساراتهِ معي, كما تحوّلتُ أنا وأتحوّلُ دائماً في مساراتي, وأتبدّلُ في رؤايَ على حينِ غفلةٍ من قناعاتي... وفي الوقتِ الذي قمتُ ببيعِ قلمِ الرّصاصِ, بِأبخسِ الأسعارِ في سوقِ العرضِ والطّلبِ, رفضَ قلمُ الرّصاصِ بيعهُ عبداً كالرّقيقِ في سوقِ النّخاسةِ... وبقيَ ناقِداً فطِناً ألمعيّاً حاذِقاً, لا يُفوِّرُ جهداً ولا يألوَ أبداً, يكشِفُ لي سِرَّ عثراتي ويصدُمني بضعفي, كما كانَ زماناً يُواجهني جرأةً, بلا خوفٍ ولا وجلٍ ولا يَرهَبني, ويصدمني بِجهليَ الموروثِ, ولا يتملّقني أو يُحابيني ويُراعيني في الخطأ, وبقيَ على جرأتهِ ما ضعُفَ أبداً, ولا أصبهُ الوهنُ... فيما كُنتُ بينَ الحينِ والحينِ, سِرّاً أركبُ موجاتَ التّزلّفِ, وأداهِنُ نِفاقاً في الموقفِ الحرجِ, وأستتِرُ بعباءةِ التّقيّةِ تحقيقاً لوطري, أخافُ جباناً ينكشِف أمري, عِندَ أدنى غلطةٍ غيرَ مقصودةٍ,

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل