مصطفى جاد يكتب: مفتشو وزارة التضامن.. والهجوم على النظام التعليمى المتطور

جميعنا يشتكى من نظام التعليم القائم الآن فى مصر، بسبب أنه مجرد تلقين للأطفال، والطلاب بدون إعطاءهم الفرصة ليفكروا ويتعلموا وينهضوا بعقولهم، وتعد مشكلة التلقين هذه المشكلة الأولى فى التعليم المصرى، على مدى المدة الزمنية الماضية كلها، ولذلك قد خرجت مصر خارج نطاقت النظم التعليمية المتميزة وخارج التصنيفات الخاصة بالجامعات العالمية، بسبب هذا النظام. الجديد أنه عندما تبدأ بعض دور الحضانة التابعة للجمعية الشرعية بتعليم الأطفال القرآن معتمدين فى ذلك على طريقة نور البيان، التى تساعد الطفل على تنمية قدراته العقلية واللغوية والفكرية وتعليمه بعض العمليات الحسابية، التى تساعد الطفل على أن يكون فردا متفتحاً لا يأخذ العلم بالتلقين، واعتباره مجرد شىء، لدخول الامتحانات والنجاح فيه فقط، بل يعتبر العلم بالنسبة إليه شىء محبب يسعى هو إليه لمعرفته أكثر وأكثر بصورة تنمى الإدراك والإحساس، والعمل بهذا العلم، نجد إحدى مفتشات وزارة التضامن بمحافظة الفيوم تعترض على ذلك، وتطلب من بعض دور الحضانات هذه أن تكتفى بالتعليم عن طريق التلقين فقط، وعند سؤالها عن السبب فى طلبها هذا، تقول معللة ذلك بأن دار الحضانة التى تستخدم هذه الطريقة قد تؤدى إلى التحاق جميع الأطفال بها وتتسب فى إغلاق باقى فصول رياض الأطفال الموجودة فى المنطقة، لعدم إقبال الطلاب عليها! فأى إجابة هذه؟! وأى عقلية هذه التى تريد أن نستمر فى التخلف لسنوات وسنوات أخريات بعد كل ما عانيناه بسبب سوء التعليم، فبدلا من أن تطلب من دور رياض الأطفال الأخرى أن تنمى نفسها وتنمى طرقها التى تستخدمها لتعليم الأطفال، ها هى تطلب من المتميزين أن يتراجعوا عن تميزهم، من أجل مصالح أشخاص يهدفون إلى جمع المال. فمتى نتحرر من الظلام الدامس العالق فى عقولنا ونستطيع أن نبنى جيلا جديدا، ينفتح على الدنيا بالكثير من الخبرات والعلوم التى ترتقى بمجتمعاتنا علميا وعمليا وأخلاقيا فى آن واحد، بدلا من الإحباط والبطالة والاستهلاك للثقافات والفكر الخارجى؟