المحتوى الرئيسى

الفلسطينيون: واشنطن تنفذ رغبات الاحتلال الصهيوني

05/23 14:50

غزة- براء محمود: لم يُفاجأ الشعب الفلسطيني بخطاب الرئيس الأمريكي أوباما الذي ألقاه مساء أمس، على الرغم من الهالة الإعلامية التي سبقت الخطاب، وظلت الأوساط السياسية والإعلامية تترقبه معتقدة أنه سيحتوي على شيء جديد يتعلق بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني والسلام في المنطقة.   وترجع عدم المفاجأة إلى السياسات الأمريكية التي مارستها جميع الحكومات والإدارات الأمريكية السابقة بحق الشعب الفلسطيني، والتي تصبُّ في إناء واحد وهي عدم الاعتراف بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني حسب قرارات الشرعية الدولية.   وكان أوباما توعد بالضغط على حماس حتى الاعتراف بالكيان الصهيوني والإفراج عن شاليط، وطالب الرئيس الأمريكي (حماس) بالاعتراف بحق "إسرائيل" في الوجود، زاعمًا أن الاتفاق الأخير بين حماس وفتح كان بمثابة عقبة أمام السلام.   وقال أوباما: "عملنا لدعم السلام بين الكيان والفلسطينيين؛ لكن الاتفاق بين فتح وحماس يضع عراقيل أمام عملية السلام، إذ يتوجب على "حماس" أن تطلق سراح الجندي شاليط".   وجدد دعم الولايات المتحدة وحرصها على أمن الكيان، وأنها لن تقبل محاولات سحب الشرعية عن الكيان.   وأكد مراقبون سياسيون فلسطينيون لـ(إخوان أون لاين) أن الخطاب كان منحازًا لدولة الاحتلال على حساب الحقوق الفلسطينية، منوهين إلى أن واشنطن والكيان يحاولان إحباط الخطوة الفلسطينية بالتوجه إلى الأمم المتحدة سبتمبر القادم.   وكانت "حماس" أكدت أن خطاب الرئيس الأمريكي باراك أوباما أمام "الأيباك" انحياز لصالح الكيان الصهيوني على حساب الشعب الفلسطيني وحقه في تقرير مصيره وإقامة دولته.   في حين طالبت حكومة هنية السلطة الفلسطينية في الضفة بإعادة تقييم مواقفها من عملية المفاوضات، وعدم الارتهان بالموقف الأمريكي، مبينةً أن ذلك من شأنه الحفاظ على الحقوق الفلسطينية.   واعتبرت الحكومة- في بيان لها- أن رد نتنياهو على خطاب الرئيس الأمريكي باراك أوباما أظهر نية الاحتلال العدوانية القاضية سلب الأراضي الفلسطينية.   وأوضحت الحكومة أن رفض الاحتلال العودة إلى حدود الـ67، ورفض حق العودة والتمسك بالقدس عاصمة لـ"إسرائيل" تنسف كل أسس التفاوض السلمي معها، لافتةً إلى أنها تكذب كل دعاوى الاحتلال بجديته في تقديم ما يسمى "بالتنازلات المؤلمة".   وأوضحت أن المصالحة الفلسطينية تمثل فرصةً كبيرةً تملي على المجموع الوطني الفلسطيني إعادة صياغة الرؤية السياسية، بما يثبت قوة الحق الفلسطيني في الحرية والعودة, مستنكرةً سياسة الابتزاز الأمريكي الصهيوني.   المحلل السياسي مؤمن بسيسو يرى أن تصريحات أوباما لم تأتِ بجديد، "بل تضمنت ذات المواقف الأمريكية المؤيدة للكيان ولمصالحها في المنطقة على حساب القضية الفلسطينية"، مضيفًا: "الخطاب هدف إلى إفراغ محتوى الخطوة الفلسطينية القادمة؛ بالتوجه إلى الأمم المتحدة"، وموضحًا أنه لا قيمة لتصريحات الرئيس الأمريكي على صعيد الإستراتيجية الفلسطينية؛ "كونه لا يحمل أية مبادرة جديدة لحل الصراع الصهيوني الفلسطيني".   وأضاف بسيسو: "الخطاب جاء لتضليل الرأي العام العالمي عن الخطط الأمريكية القادمة في المنطقة"؛ لكنه شدد على ضرورة الإسراع بتشكيل جبهة فلسطينية موحدة لمواجهة التحديات والمواقف الصهيونية والأمريكية خلال المرحلة المقبلة.   واتفق المحلل السياسي مصطفى الصواف برأيه مع بسيسو في أن أوباما كان منحازًا لـ"إسرائيل" في خطابه الأخير، مؤكدًا أن حديث أوباما حمل في ثناياه تهديدًا واضحًا للسلطة، "وذلك عبر تحديد موقف الإدارة الأمريكية برفض التوجه إلى الأمم المتحدة، سبتمبر المقبل، دون التوصل لحل مع الكيان بخصوص القضايا المختلف عليها".   ويضيف الصواف: "أمريكا ترى في التفاوض الطريق الأمثل للوصول إلى الدولة الفلسطينية"، مشيرًا إلى أن أخطر ما في تصريحات أوباما رفض واشنطن لعودة اللاجئين، "وهو مؤشر على إقرار أوباما بيهودية الكيان". ويتابع: "الموقف الأمريكي المعلن يجب أن يدفع عباس إلى تعزيز وحدة الفلسطينيين بتطبيق اتفاق المصالحة وتشكيل حكومة الوحدة".   وكان أوباما قد أكد أن الالتزام الأمريكي بأمن الكيان لن يهتز، "وبالنسبة للفلسطينيين فإن جهود تجريد الصهاينة من الشرعية ستنتهي بالفشل, كما أن التحركات الرمزية لعزل الكيان في الأمم المتحدة في سبتمبر المقبل لن تخلق دولة"، على حدِّ تعبير الرئيس الأمريكي.   أستاذ الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة الأزهر د. مخيمر أبو سعدة، استبعد أن تشكل تصريحات الرئيس الأمريكي ضغطًا على السلطة لإفشال المصالحة بين حركتي حماس وفتح، مشددًا على ضرورة أن تكون المصالحة صمام الأمان أمام التدخلات الخارجية.      د. يوسف إبراهيم يوسفواتفق المحلل السياسي د. يوسف إبراهيم في الرأي مع أبو سعدة في أن الخطاب كان فارغ المضمون ويخدم مصالح أوباما الشخصية؛ "حملته الانتخابية القادمة"، وطالب إبراهيم بتجسيد الوحدة الفلسطينية على أرض الواقع؛ من أجل مواجهة كل التحديات التي تعصف بالقضية.   وأضاف: "أوباما كان منحازًا في حديثه للكيان؛ حيث لم يتطرق إلى قضايا اللاجئين والقدس والأسرى، على الرغم أنها أساس الصراع الفلسطيني الصهيوني الحالي"، متابعًا:" أوباما يعتقد أن حماس لن تكون شريكًا حقيقيًّا في المصالحة لذلك رفضها، وكأنه يقول: (لا تقتربوا من حماس وإلا كانت العقوبات مصيركم)".   وناشد المراقبون الدول العربية مساندة الشعب الفلسطيني؛ "خاصةً أن كثيرًا من التغييرات السياسية التي حدثت في المنطقة تصبُّ في مصلحة القضية الفلسطينية؛ حتى يتمكن القادة الفلسطينيون من مواجهة الضغوط الأمريكية والصهيونية".

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل