المحتوى الرئيسى

الليبية إيمان العبيدي تروي تفاصيل مأساتها من الدوحة

05/23 14:23

عدد القراءات:155عدد التعليقات:0عدد الارسالات:0  سبق - متابعة: أعلنت الفتاة الليبية إيمان العبيدي، 29 عاماً، عقب وصولها إلى العاصمة القطرية الدوحة، عن نيتها فضح الجرائم الوحشية لكتائب الرئيس الليبي معمر القذافي، كاشفة عن تفاصيل اغتصابها مع العشرات من النساء والفتيات الصغيرات، في قصر مهجور على طريق المطار بالقرب من طرابلس، وكيف ساعدتها فتاة صغيرة على الهرب، معلنة عن رغبتها في الحصول على حق اللجوء السياسي إلى قطر، وأن تتبنى حقوق الإنسان الدفاع عنها وعرض قضيتها في المحافل الدولية، ومشيرة إلى أنها تنوي العودة إلى ليبيا بعد سقوط نظام القذافي للمطالبة بحقوقها ومحاسبة زبانية النظام.وفي مقابلة مع صحيفة "الراية" القطرية: قالت إيمان العبيدي: إنها تخرجت من 3 كليات وهي الإدارة والاقتصاد والقانون، وبدأت حياتها في مجال المحاماة، وكان هناك مشروع خطوبة أوشك أن يتوج بالزواج، قبل أن تتحول حياتها إلى جحيم على أيدي كتائب القذافي.وتتذكر العبيدي ما جرى وتقول: "كنت أقيم مع شقيقتي في طرابلس، وكنا نفكر أن الأمور ستسير كما سارت في تونس ومصر، لم نكن نتوقع ضرب الدبابات بعنف.انضممت مع صديقاتي إلى مظاهرات مدينة الزاوية، وكانت في البداية سلمية إلى أن دخلت علينا كتائب القذافي بالدبابات، وهدمت الأحياء، وشعرنا عندها بالخطر، وكان التليفزيون الليبي في تلك اللحظات يعرض الحفلات في مدينة الزاوية بينما كنا نحن في مدينة الزاوية تحت القصف، وبعد أن هدأت الأمور عدت إلى طرابلس.وعن اختطافها قالت: "تعرضت للاختطاف في يوم 24 مارس الماضي، عندما كنت أستقل سيارة أجرة متوجهة من منزل صديقتي إلى منزل شقيقتي في طرابلس، بعد يوم مليء بالعناء، فاعترضتني سيارتان في دورية تفتيش، فأوقف سائق التاكسي السيارة.لم أكن مراقبة واختطافي كان صدفة، وانضمامي للثوار كان ضمن المئات من الفتيات، لذلك لم أكن معروفة لديهم، لكن الصدفة هي التي أتت بهم إلى طريقي، وكانت هناك أوامر رسمية صدرت للكتائب باختطاف أي فتاة وإيذائها، ليكون ذلك عظة للعائلات والقبائل حتى يمنعوا بناتهم من الخروج خوفاً على أعراضهم، وكانت الدعوة موجهة لاختطاف الكثيرات، لإدخال الخوف والرعب في قلوب المواطنين، وخوف الفتيات من الخروج للمدارس إلى أن أغلقت المدارس جبراً بعد انفلات الأمن، وقالت: إن القصد من ذلك هو كسر إرادة الرجال وإضعاف حماسهم".وتضيف إيمان: بعد أن أوقفت سيارتي، هددوني تحت السلاح وأمروني بالخروج من السيارة، وطلبوا من السائق الأوراق الخاصة بالسيارة وتم تفتيشها بدقة شديدة، وسألوا السائق عني، فقال لهم زبونة، فسألوه: هل هي ليبية أجاب نعم, وبعدها طلبوا مني البطاقة الشخصية، وعندما قرأوا مهنتي ومكان ولادتي وهي المنطقة الشرقية جن جنونهم، وقالوا لي (يعنى أنت تبع جماعة أبو شنة) ويقصدون الأستاذ مصطفى عبد الجليل وهو من رجال الشرقية الثوار، وعندما أجبروني على الخروج من السيارة دخلت في نقاش معهم دفاعاً عن نفسي، والتفت أحدهم إلى سائق التاكسي الذي حاول مساعدتي وقال له اذهب أنت، وهذه الفتاة مطلوبة إلى الأمن.. وسرعان ما بدأوا في ضربي وشد شعري، وأدخلوني عنوة إلى سيارة.وتروي إيمان: ذهبوا بي إلى مكان عبارة عن قصر وسط مزرعة كبيرة، ومن المظهر الخارجي أيقنت أنها ملك لمسؤول كبير، وتأكد لي ذلك فيما بعد، وكان عشرات من الرجال داخل القصر من أفراد الجيش والكتائب، وعشرات الفتيات اللاتي تم اغتصابهن، وتعرفت على أحدهم بالاسم، كان يرتدي ملابس مدنية وهو ابن وزير معروف في الدولة، وعندما استنجدت به، وعرفته بنفسي، وقلت له إن شقيقتي تعمل مع والدك في نفس المؤسسة، ووالدي يعرفكم، إلا أنه لم يرد علي أو يعرني أي اهتمام، وكانوا جميعاً مخمورين، ويتناولون حبوب الهلوسة.وأشارت إلى أن قضية الخمرة هذه أصبحت شيئاً طبيعياً عند جنود الكتائب بعد الأحداث، على الرغم من أنها ممنوعة ويعاقب عليها القانون، وكان معروفاً أن تناول حبوب الهلوسة والخمور توجه مقصود حتى تذاب عقول هؤلاء ويقدمون على الشر دون خوف أو وعي.وعن وقائع الاعتداء عليها قالت: تم الاعتداء علي من قبل مجموعة كبيرة من الجنود من بينهم 12 ممن اختطفوني، بالإضافة إلى آخرين تجاوزوا العشرين، اغتصبوني جميعهم، ومنهم من ضربني بقسوة، وخنقوني لدرجة أن أيديهم ولكماتهم كانت واضحة على جسدي، وكنت واعية تماماً لكل ما يحدث، وتم تقييدي حتى لا أتمكن من مقاومتهم، لأنني كنت أحاول ضربهم بشدة، وكنت أسبهم، ومن كثرة البكاء فقدت التركيز في وجوههم، لكنني كنت أعي تماماً ما يقولونه، وكانوا يصرخون باستهزاء ويقولون أين هم رجالكم، تعالوا انظروا ماذا فعلنا بفتياتكم وأعراضكم، تعالوا يا رجال المنطقة الشرقية وبنغازي انظروا ماذا حدث لنسائكم!وتقول الصحيفة: ظلت إيمان مكبلة ليومين وحاولت لأكثر من مرة أن تفك قيدها لكنها فشلت، لأن المحاولة نفسها كانت تؤذيها وتسبب لها الآلام الكثيرة نتيجة ضغط الحديد على يديها، وفي صبيحة اليوم الثالث، اقتربت من إيمان فتاة صغيرة، تصغر إيمان كثيراً، وساعدتها في فك قيدها وتهريبها، دون أن تتمكن تلك الفتاة من الهرب خوفاً من بطش زبانية القذافي.وعن مقابلتها مع وسائل الإعلام الغربية قالت: "خرجت من القصر الذي تم الاعتداء علي فيه يوم 26 مارس، وظل الحارس يلاحقني لكنني تمكنت من الإفلات منه، خاصة أنه كان مخموراً ومنهك الجسد، وهرب عندما شاهد تجمع الناس علي وحاول البعض اللحاق به، فتعاطف المواطنون معي وستروا جسدي العاري، وألبسوني حذاء، ومنهم ضابط في الشرطة أبدى استعداده لمساعدتي لتحرير بلاغ في الشرطة، إلا أنني خفت لأنهم هددوني بشدة عندما كنت داخل القصر، وكنت عندما أهددهم بنشر فضائحهم في الإعلام يبدون عدم اهتمامهم ويقولون لي: إنك لن تستطيعي الخروج من هنا، وأكدوا لي أن الاعتداء علي هو تنفيذ لأوامر عليا، واستطعت الوصول إلى فندق قريب، وكنت أفكر في اللجوء إلى منظمات لحقوق الإنسان، وسألت عن لجنة تقصي الحقائق قالوا لي غير موجودة، لكنني وجدت عددا من الإعلاميين الذين قاموا بتصويري والحديث معي، وسرعان ما جاء الأمن وتم اعتقالي لمدة 72 ساعة وتم التحقيق معي وكأنني مجرمة ولست ضحية، وتم عرضي على الطبيب الشرعي ومن ثم النيابة وحررت محاضر كثيرة، وكانت نتائج الطبيب الشرعي لصالحي.وعن أسرتها قالت: "حاولت الاتصال بهم إلا أنني لم أستطع، لأنني أدرك أنهم سيكونون قلقين بشأني ولا يعرفون لي مكاناً، لكنهم شاهدوا ما عرض على القنوات الفضائية وكان الخبر بمثابة الصاعقة عليهم، وفي إحدى المرات تمكنت من الاتصال بهم، فشجعوني، وساندوني وأعطوني الإحساس بأنهم سيكونون بجانبي، ولن يتركوني أبداً وقالت لي والدتي إنها فخورة بي، واعتبرت أسرتي ما حدث لي بمثابة الشهادة، في إشارة إلى ما يحدث للثوار الذين تبتر أعضاؤهم ويفقدون أطرافهم، وقالوا لي: اعتبري نفسك كهؤلاء الثوار.وتضيف إيمان: "حاولت الحكومة الليبية عبر قناتها إلصاق جميع التهم بي بعد أن شاهدوا وسمعوا حديثي في القنوات الفضائية، وقالوا إنني مخمورة، وأتناول الحبوب المهلوسة، وذهبوا إلى أبعد من ذلك عندما اتهموني بأنني سيئة الأخلاق ومن بنات الليل، حاولت مقابلة إعلاميين للرد على هذه الاتهامات لكنهم لم يعطوني الفرصة، وتم اعتقالي مرة أخرى وضربوني بقسوة شديدة، وكانوا قد اتهموني بأنني مختلة عقلياً فخرج أهلي محتجين على ذلك، وقاموا بعرض شهادات تخرجي على الإعلام، وصوري في الجامعة وصور حفل التخرج، ليثبتوا للعالم أنها اتهامات باطلة، وفي النهاية لم يجدوا غير أن يصفوني بأنني عاهرة.وعن قصة هروبها قالت: "نجحت في الهروب باتجاه تونس، عبر منفذ رأس جدير، لكن تم خطفي مرة أخرى من قبل الكتائب ووضعوني في السجن لمدة يومين، وبعد أن خرجت من السجن، وقد تم خطفي ثلاث مرات بعدها يتم اعتقالي وتعذيبي أمام الناس ويجبروني على السير حافية الأقدام ويشدون شعري، ويهينون كرامتي، ويقذفونني بالأحذية، وقد بدأ طريق النجاة عندما تعرفت على شخص اسمه كمال محمد خليفة، وهو سائق أجرة ليبي، أوقفته في أحد الأيام عند خروجي من النيابة، وشاهد ما مررت به من تضييق وتعذيب وتعاطف معي كثيراً، خاصة أن في دوريات التفتيش بمجرد أن يشاهدوني ويعرفوني، يتعمدون تعذيبي خلال التفتيش ويصرون على أن يكون التفتيش شخصياً من قبلهم، على الرغم من أن معهم سيدة من المفترض أن تقوم بتفتيش النساء، فغضب السائق الليبي وثار عليهم محتجاً بقوله: (هذه ليبية وهي بنت بلادنا كيف تتصرفون معها بهذه الطريقة؟) ومن تلك اللحظة لم يتركني وأصر على أن يساعدني إلى أن أخرج من البلاد، وأبدى رغبته في مساعدتي على الهروب وقال لي إنه من جبل غرب، ولديه معارف وعائلات يستطيعون تهريبي، وبالفعل عرفني على الأخ جابر صداع وهو رائد في الكتائب يريد أن ينشق عنها، وكان يستطيع مساعدتي خاصة أنه كانت له رغبة في الانشقاق عن كتائب القذافي والهروب مع زوجته، وبالفعل رحب بي وهربت معهم، وكنت أرتدي الزي التقليدي حتى لا أكشف عن ملامحي، وبالفعل كنت أبدو (كالعجوز) وكان الجنود في نقاط التفتيش يدعونني (أومة) يعني (أمي).ووصلنا الجبل الغربي إلى مدينة اسمها كباو، وهي مسقط الضابط جابر، وقد ساعدنا على الهروب أن الضابط كان يرتدي الزي العسكري ويقود السيارة العسكرية، واستضافتني أسرة جابر وعاملوني معاملة حسنة، وتمكن من تهريبي من معبر وازن، ودخلنا على تونس، ومكثت بها ثلاثة أيام وساعدني هناك إخوة من بينهم صالح مخلوف مهندس وأحد الثوار، الذي قام بإجراء اتصالات بشأني.وقالت: إن هروبي ووصولي تونس كان بمجهودات فردية لا تقف وراءها أي جهة، وقد تمت الاستعانة ببعض المعارضين، وبعثت السفارة الفرنسية سيارة لنا، وأمضينا مع البعثة الفرنسية يوماً في تونس العاصمة، ومن ثم استلمتنا السفارة القطرية إلى أن وصلنا إلى بر الأمان في قطر.وعن الحياة في ليبيا تقول: "لا شيء سوى المعاناة، والوقوف في صفوف طويلة للحصول على (البنزين) أو الخبز، ومن المقرر لكل شخص خمس قطع من الخبز فقط، ولا يحصلون على ذلك إلا بعد الوقوف صفاً خمس ساعات، ويمكن بعد ذلك ألا تجد شيئاً".وعن حياتها الآن قالت: "أتمنى أن أحصل على حق اللجوء السياسي إلى قطر، وأن تتبنى اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان الدفاع عني وعرض قضيتي في كافة المحافل الدولية، وسأعود يوما إلى ليبيا بعد سقوط نظام الطاغية للمطالبة بحقوقي ومحاسبة زبانية النظام".

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل