المحتوى الرئيسى

أصداء خطاب أوباما أمام إيباك

05/23 11:14

صحيفة واشنطن بوست ذات التوجهات المحافظة سخرت من إلقاء الرئيس باللوم على الصحافة في اللغط الذي ثار حول موقفه من حدود عام 1967، ووصفته بأنه موقف مخجل من رئيس أميركي. الصحيفة قالت إن الرئيس ثبت على مواقفه التي أعلنها في كلمته حول الشرق الأوسط يوم الخميس الماضي، وأوضح لأصدقاء إسرائيل أن الانتخابات القادمة هي فرصتهم ليختاروا مواقعهم.الرئيس أصرّ –حسب الصحيفة- على أن موضوع العودة إلى حدود عام 1967 ليس من اختراعه بل هو سياسة ثابتة لكل من سبقوه من ساكني البيت الأبيض.تقول الصحيفة إن الهرج ساد القاعة عندما جادل أوباما بأن التأخير في حسم الصراع الإسرائيلي الفلسطيني ليس في صالح إسرائيل بل يشكل خطرا أمنيا عليها.كاتبة المقال جينيفر روبين قالت إن الأمور غامضة خاصة في ظل عدم وجود صفقة واضحة تبيّن كيف سيتم التعامل مع حق العودة الذي -من وجهة نظرها- سيملأ إسرائيل بأولاد وأحفاد العرب الذين هجرّوا أيام النكبة والتي تصفها هي كونها تكتب في صحيفة أميركية محافظة التوجه "حرب العدوان على إسرائيل".روبين قالت إن أوباما وضع إسرائيل أمام مطالب متناقضة، فهو يؤيد عدم جلوسها مع من لا يعترفون بوجودها ولكن في نفس الوقت يطالبها بالتفاوض، كما أنه يغض الطرف عن حقوق إسرائيل ولم يأت على ذكر حق العودة. كما أشارت الكاتبة إلى حرص أوباما على الاعتراف بوجود خلافات مع إسرائيل سماها خلافات بين "الأصدقاء". الكاتبة وصفت أوباما بأنه مناصر للفلسطينيين وشوكة في خاصرة إسرائيل، وقالت "إذا ما أعيد انتخاب أوباما عام 2012 فعلى المرء أن يتخيل شكل عدائه تجاه الدولة اليهودية".أزمة حديثةصحيفة كريستيانس ساينس مونيتور ذات الجذور الدينية -التي تأسست لمواجهة تركيز الصحافة الأميركية على الأمور الدنيوية- نشرت لمراسلها جوشوا ميتنيك مقالا كتبه من تل أبيب يرى فيه أن أوباما حاول تهدئة أزمة نشبت حديثا بين البيت البيض وتل أبيب.يقول ميتنيك على الرغم من مديح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لما قاله أوباما في إيباك حول حدود عام 1967 وإن الولايات المتحدة تحاول أن تعطي إسرائيل فرصة لدمج المستوطنات الإسرائيلية في دولتها، فإن الكثير من المحللين يرون أن تصريحات نتنياهو لن تستطيع أن تغطي على جو عدم الثقة السائد منذ تولي أوباما الرئاسة الأميركية. آمال ومخاوفأما صحيفة لوس أنجلوس تايمز -رابع أكبر صحيفة في الولايات المتحدة من حيث حجم التوزيع- فقد نشرت عمودا للكاتب دويل ماكمانوس عنوانه "الشرق الأوسط.. الآمال والمخاوف".يقول ماكمانوس في مقاله إن الولايات المتحدة قد تكون القوة العظمى الوحيدة المتبقية في العالم، ولكنها إلى اليوم وبعد سبعة أشهر من اندلاع موسم الثورات العربية لم تستطع أن ترسم لنفسها طريقا واضحا للتعامل مع متغيرات المنطقة العربية.يعتقد ماكمانوس أن كلمة أوباما أمام إيباك كانت محاولة لرسم إطار عمل أكثر تماسكا لطريقة تعاطي الولايات المتحدة مع الوضع في المنطقة العربية. كما أن هدفه من الكلمة لم يكن مجرد توضيح لدور إدارته بل كان محاولة لدرء المخاطر التي تلوح في الأفق.ورغم أن خطاب أوباما كان مملوءا بكلمات تعبر عن الأمل، فإنه في نفس الوقت كان مدفوعا بالخوف –بحسب ماكمانوس- وأن الرئيس ومساعديه لديهم تصورات عن سيناريوهات كثيرة قد تسرق بهجة الربيع العربي، حيث هناك الخوف من نجاح بعض الأنظمة كسوريا والخليج العربي في وأد حركة المعارضة المطالبة بالديمقراطية، ومما يعزز تلك المخاوف عدم بزوغ شمس الديمقراطية الساطعة بعد في مصر وتونس رغم إزاحة دكتاتورييها.يرى ماكمانوس أن أوباما يعتقد بوجوب إسراع إسرائيل في التوصل إلى اتفاق مع الفلسطينيين حيث لا توجد ضمانات لما يمكن أن يحدث في المستقبل القريب، كما أن التقدم في عملية السلام أو حتى مجرد بروز مؤشرات على تقدم في عملية السلام من شأنه أن يعزز دور أميركا بل وقد يساعد في إخماد انفلات الأمور في الوقت الراهن الذي ربما يؤدي إلى حرب عربية إسرائيلية أخرى.ورغم التأييد الذي يبديه ماكمانوس لدعوة أوباما لضرورة الإسراع في عملية السلام والعودة إلى حدود عام 1967، فإنه يلفت النظر لعدم وجود بنية تحتية لتنفيذ ومتابعة دعوات أوباما، حيث يقول إن الولايات لا تملك حتى مفاوض لعملية السلام بعد استقالة جورج ميتشل الذي وصفه الكاتب بأنه كان "مفاوضا فاشلا لكنه يتسم بالصبر". هذا بالإضافة إلى قرب الانتخابات الرئاسية التي قد يفوز بها المحافظون الذين يرفضون جملة وتفصيلا سياسة أوباما تجاه إسرائيل وعملية السلام، ووصفوا سياسة أوباما بأنها "ترمي بإسرائيل إلى التهلكة".

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل