المحتوى الرئيسى

أمريكا وربيع الديمقراطية

05/23 10:07

بقلم: سلامة أحمد سلامة 23 مايو 2011 09:54:20 ص بتوقيت القاهرة تعليقات: 0 var addthis_pub = "mohamedtanna"; أمريكا وربيع الديمقراطية   فى خطابه الأول الذى ألقاه فى جامعة القاهرة قبل عامين، وعد الرئيس الأمريكى أوباما أن تشهد العلاقات الأمريكية مع العالم العربى بداية جديدة، لإصلاح ما أفسدته سنوات حكم الرئيس السابق جورج بوش. الذى باع السياسة الأمريكية بالكامل لإسرائيل، بعد مغامرة الغزو الأمريكى للعراق.. وطوال السنتين الأخيرتين، ظل العرب ينتظرون ــ دون جدوى ــ أن تتحرك الإدارة الأمريكية فى اتجاه موقف متوازن فى الصراع العربى الإسرائيلى، يوقف التدهور السريع فى عملية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين. ولكن ضعف الإدارة الأمريكية، وانحيازها لحكومات عربية غير ديمقراطية، مكروهة من شعوبها.. كبل يدى أوباما. فلا حقق تقدما فى عملية السلام.. ولا تلقت الشعوب فى نضالها من أجل الحرية والديمقراطية الدعم الأمريكى الكافى.ويبدو أن أحدا لم يتوقع حدوث تغيير يذكر، عندما أعلنت واشنطن قبل أيام قليلة أن الرئيس أوباما سوف يلقى خطابا عن الشرق الأوسط يعبر فيه عن رؤيته لربيع الديمقراطية العربى، وما وقع فيه من أحداث وثورات. وبالفعل فقد جاء الخطاب كالمعتاد خاليا من تغيرات أو مقترحات جديدة تذكر، فيما يخص مشكلة الصراع العربى الإسرائيلى. وربما هنأ العرب أنفسهم لأن أوباما أعاد تأكيد رؤى ومواقف سابقة حول الالتزام بقيام الدولتين على أساس حدود 1967، مع تعديلات متفق عليها بين الطرفين. ولكن دون ذكر تفاصيل أخرى تتعلق باللاجئين أو تجميد المستوطنات أو القدس. وبشرط اعتراف الفلسطينيين بالدولة اليهودية. ولكن أوباما أراح نفسه فلم يذكر شيئا عن الآليات الكفيلة بإلزام الطرفين وإسرائيل على وجه التحديد بالتنفيذ. وهو كان يعلم فيما يبدو أن إسرائيل سوف ترفض مقترحاته. وقد بادر نتنياهو فأعلن أن إسرائيل لن تقبل العودة إلى حدود 67 التى لا يمكن الدفاع عنها طالما ظلت حماس على موقفها من عدم الاعتراف بها. كما رفض من قبل الاقتراح الأمريكى بوقف بناء المستوطنات لفتح الطريق أمام محادثات السلام، أصر على عدم تقديم أى تنازلات عن السلام.ربما كان أهم ما أنعش الآمال فى الجانب المصرى باعتباره يقدم تطورا إيجابيا فى الموقف الأمريكى، هو ما أبدته الإدارة الأمريكية من استعداد لمساعدة التحول الديمقراطى فى المنطقة واعتبار النمو الاقتصادى ركيزة لسياسات الاستقرار ودفعة إلى الأمام لتحقيق انتعاش يضمن إجراء انتخابات حرة وعادلة. وفى هذا السياق، وعد أوباما بإعفاء مصر من مليار دولار من ديونها، وتخصيص مليار أخرى لمشروعات البنية التحتية والتنمية وتشغيل الأيدى العاملة من الشباب.وهى مبالغ هزيلة فى حد ذاتها. وربما كانت اللغة التى تحدث بها أوباما فى خطابه جديدة نوعا ما، ولكنها كشفت عن فراغ واسع من المضمون. بما يؤكد أن أزمة الصراع العربى الإسرائيلى ليست من الأولويات فى السلم الأمريكى. لماذا؟ لأن مكونات الصراع مازالت تتفاعل بين القوى الفلسطينية.. التى حققت حتى الآن مصالحة على الورق ولم تنتقل إلى حيز الفعل! وفى الأسبوع المقبل، سوف نشهد فصلا جديدا من فصول التمترس الإسرائيلى خلف حائط من الصلف الجمهورى الذى يعارض السلام بدعم من اللوبى الصهيونى فى دوائر الكونجرس. وقد وقف نتنياهو يبرر أسباب رفض العودة إلى حدود 67 مدعيا حق الدفاع عن النفس وعن بقاء الدولة اليهودية! فى الوقت نفسه، تسعى واشنطن إلى إنزال الهزيمة بأى محاولة من جانب الرئيس الفلسطينى محمود عباس لعرض القضية فى الأمم المتحدة فى سبتمبر المقبل، والحصول على قرار يعطى للفلسطينيين حق إقامة دولتهم. وقد هددت أمريكا صراحة باستخدام نفوذها لمنع حصول الفلسطينيين على تأييد الأمم المتحدة لهذا المطلب. وإذا كانت واشنطن تبحث عن تحقيق الاستقرار فى المنطقة عن طريق مساعدة الديمقراطيات الناشئة فى مصر وتونس وغيرهما.. فإن الاستقرار لن يتحقق بمعناه الحقيقى بدون تمكين الفلسطينيين من الحصول على حقوقهم المشروعة. وليس من المنطق أن يتحدث أوباما عن حق الشعبين السورى والليبى فى الحرية، ولا يكون للفلسطينيين نفس الحقوق.. لأن إسرائيل لا تريد!

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل