المحتوى الرئيسى

حتة بسكوتة

05/23 08:08

الدكتور يحيى الجمل بعفويته صك تعبيراً وصار مثلاً، قال فى وصف رئيس الوزراء «الدكتور شرف حتة بسكوتة.. ولازم ينشف شوية».. وعلى خُف الجمل سار كثيرون. يقول الدكتور رفعت السعيد، رئيس حزب التجمع، «رئيس الوزراء حلو وحنين».. يذكّرنى حديث البسكوتة بحديث الفرعون «قالوا للفرعون إيش فرعنك...». من جانبى، أفضّل شرف الإنسان على شرف الفرعون، من يهش ويبش فى وجوه الناس ويترجل من سيارته لإغاثة مصاب عندى أفضل ألف مرة ممن كان عبوساً قمطريراً، من يحتضن البسطاء ويفتح بيته لإغاثة الملهوفين أفضل ألف مرة ممن يُنزل الناس أسفل سافلين، تعودنا على الظلم، أدمنَّاه، صار كيفاً، تعودنا على العسف فصار فطوراً، وعلى الذل فصار عشاء، وعلى الأمر فصار طاعة، وعلى الكراهية فصارت طعاما، طعام الأثيم كالمهل يغلى فى البطون، استطعمنا لقمة العيش مغموسة بالهوان. شرف يعلم أننا شعب جريح، أهدرت كرامته، وجرى التقتير على رزقه، لم يكن أحد يسمع صوته، أنّات المرضى فى المستشفيات لم تكن تجد آذاناً صاغية، حتى الأذان كان فى مالطة، أذان الحق والعدل والحرية، العدالة ضنو الحرية، العدالة تسبق الحرية تمهد الطريق مفروشاً للحرية، العدالة حلم صار قريباً، وجنّد الله لمصر وثورتها من يقيم العدل، العدل أساس الملك، ورزقنا الله بمن يرفض الملك، ليس سراً أن شرف تقدم باستقالته مرة، ومستعد أن يقدمها مرة ومرة إذا انحرفت الثورة عن مقاصدها فى العدالة الاجتماعية والحرية. حتة بسكوتة، وهوّ البسكوت حُرم، لازم حتة فرعون، لازم نحكم بالحديد والنار وأمناء الشرطة والأمن اللاوطنى، لازم فرعون ولازم الأنهار تجرى من تحته، أنهار المليارات والعمولات والصفقات والبيزنس، مينفعشى معانا رجل نظيف، صفة وليس اسماً فحسب، لازم رئيس وزراء يتاجر فى لوحات سيارات الغلابة، ويمص دم الغلابة، ألا يليق بنا رئيس وزراء كل رأسماله شرف؟! وماله لما يكون رئيس الوزراء حنين، ليس حنية الوز، ولكن حنية البنى آدم، شرف يتعامل مع بنى آدمين، لا يتعامل مع مجرمين وقطاع طرق، من يبيتون من غير عشاء لا يطلبون سوى الستر، الحد الأدنى للأجور، الحد الأدنى للأجور ستر وليس هبة، حق من حقوق العباد، لم تعد الموائد تتنزل من أعلى، هناك شراكة حقيقية فى كل أمر، هناك رغبة حقيقية فى أن تخرج القوانين من رحم الشارع، لا تصدر من خارج الرحم، الحمل خارج الرحم يسقط فى اختبارات الولادة الحقيقية. وماله رئيس وزراء عينه على الميدان، وأذنه مضبوطة على موجة الجماهير، أخشى أن تحرف تلك الهرطقات شرف عن موجته الأثيرة، وماله رئيس وزراء يفطر فول، لازم كفيار، وماله رئيس وزراء فاتح مكتبه للغادى والرايح، طيب نشتكى لمين من بعد الله سبحانه وتعالى، مضى زمن ظل رصيف مجلس الوزراء يهاتى ولا من مجيب، منذ شهور قليلة سولت لمواطن مصرى أن يربط نفسه بجذع شجرة ليلفت نظر الدكتور نظيف، وآخر باع عياله على الرصيف، ولا مشترى من مجلس الوزراء الموقر الذى كان يخرج أعضاؤه كما أعضاء المافيا يشهرون سيجارهم الكوبى الفاخر فى وجه قاطنى الرصيف، تكاد عجلات سياراتهم الفارهة تدهس من دفعهم المر دفعاً نحو الانتحار. وماله رئيس وزراء صوته خفيض، ومعدنه طيب ورقيق، لازم بتاع الحديد، لازم يكون فظاً غليظ القلب، لازم يلعنَّا فى السر والعلانية، رئيس وزراء مؤدب، هو الأدب صار عيباً يلام عليه، لازم أدب يوك، لازم رئيس وزراء عثمانلى، مرة واحدة رئيس وزراء عادى، يسكن القرية المصرية لا يسكن القرية الذكية، القرى المصرية ذكية بما فيه الكفاية لتميز بين الغث والسمين، أما طالبو الفرعون فلا مكان لهم بعد تحرر المصريين من العبودية والاسترقاق. ما باليد حيلة، شرف ليس بيده الكثير، لن نتحدث عن الأرقام الاقتصادية المصرية فتلك تورث الكفر بالنعمة، أقصد الثورة، الثورة نعمة ومن يكرهها يعمى لأنه لا يرى ما صار عليه من عزة، صار الواحد منا يقول للدبة عينك حمراء، كان قبل ذلك يركض أمام الدبة التى قتلت صاحبها فى مشهد مثير، لكن لنعط الرجل فرصة، كما أعطينا غيره فرصاً كثيرة وأهدرها برعونة مهاجمى الأهلى فى ماتش الإنتاج الحربى، شرف لم يكمل العدة، عدة رئيس الوزراء، لم يقض فى الوزارة سوى أسابيع مما تعدون، غيره قضى سنوات طوالا، شرف يسجل من ربع فرصة، فلنمكنه من نصف فرصة، متعجلون على إحراز الأهداف، الجماهير لا ترضى عن الفوز بديلا. المباراة صعبة، وشرف عائد من دكة الاحتياطى، لم يولف بعد على الملعب، لياقة الفريق غير مكتملة، بعضهم من كبار السن، كانوا معتزلين، الحاجة مرة بعد سلسلة من الاعتذارات والإصابات المؤثرة فى الفريق، الفريق الوزارى يحتاج إلى تجديد دماء، إلى شباب ثائر فائر قادر جرىء على اقتحام الدفاعات وهز الشباك بأهداف مؤثرة، ليست المشكلة فى أدب كابتن الفريق، المشكلة فى تشكيلة الفريق، لا يؤدون الواجب فى الملعب إلا بالعين الحمراء، عين الثورة، شرف عينه سليمة ليست مصابة بالرمد الربيعى.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل