المحتوى الرئيسى

سوريا, وطريقها نحو الحرية بقلم:ضياء عبد العزيز

05/22 20:25

في بداية مقالي هذا, أترحم على شهداء سوريا الحرة, الذين سقطوا في سبيل نيل الحرية والتحرر من نظامهم الحاكم الذي أمعن بهم القهر والاضطهاد, على مدار أكثر من 10 سنوات ماضية, ومن قبلها أكثر من ثلاثة عقود من الحكم المتجبر والقاسي في عهد حافظ الأسد والد الرئيس الحالي بشار الأسد. لقد كنت من المتابعين بشكل جيد, للثورة السورية منذ بدء الدعوات عبر موقع الفيس بوك , واذكر أيضا أن أولى الدعوات لم تكن قد حققت النجاح المطلوب آنذاك, ولكن مع وجود العزم والإصرار عند هؤلاء الشباب الذين واصلوا دعواتهم للثورة,انفجر الشعب السوري في الخامس عشر من آذار, ليحطم جدار الصمت والقهر الذي أحاط بهم طوال عقود طويلة من الزمن. انتفض الشعب محطما كل التوقعات التي كانت تعتقد باستحالة نجاح وتحرك الشارع السوري ضد النظام الذي يعرف بديكتاتوريته وجبروته, وأزالت الإرادة لديهم مسمى الدولة الأمنية عندما خرجوا بأعداد هائلة مطالبين بالحرية والإصلاحات, وأخيرا بإسقاط النظام. (( شدو الهمة يا شباب الحرية صارت على الباب )) بهذا الهتاف الحماسي قد صدحت حناجر المئات من نساء وحرائر سوريا في مسيرة ضد النظام, لتستنهض همم الشباب التي لم تخبو أصلا. لقد مضى أكثر من شهرين على بدء الثورة الشعبية السورية, وقد ضحت سوريا بما يزيد عن 900 شهيد وآلاف الجرحى وأعداد مهولة من المعتقلين الذين لا يعرف عنهم خبر ولا نظر, ولا ننسى المشاهد المروعة للمقابر الجماعية في درعا وغيرها الكثير. من رأيي لقد أمعن نظام الأسد القتل والتنكيل في شعبه, حتى فاقت الصورة تلك الصورة التي رأيناها هناك في ليبيا, ولكن العجيب والغريب في الأمر أن الدول الغربية وحتى العربية لا زالت تتعامل بموقف لين مع نظام الأسد, على عكس تلك المواقف الصلبة التي شاهدناها مع نظام القذافي. نظام الأسد الذي يسمي نفسه احد محاور دول الممانعة العربية, التي تتخذ مواقف عدوانية من إسرائيل وربما الولايات المتحدة على حسب تعريف دول الممانعة, إذا وجدنا تعريفا لها أصلا. ولكنني أرى أن الدول الغربية وفي مقدمتها إسرائيل والولايات المتحدة, لا ترغب نهائيا بسقوط نظام الأسد في الوقت الحالي, لما قدمه من هدوء واستقرار ونسيان لهضبة الجولان المحتلة منذ حرب 1974م. ولكن برغم هذه المفارقات, يواصل الشعب السوري ثورته, ويضحي كل يوم بالشهداء والجرحى طلبا للحرية والديمقراطية. وبرغم جميع المواقف المتراخية تجاه جرائم نظام الأسد بحق شعبه الأعزل, يأبى شباب وأطفال ونساء وشيوخ سوريا إلا أن يقتلع هذا النظام, الذي قطع كل أواصر الترابط والألفة بينه وبين الشعب. وأخيرا فإنني أرى أن ثورة سوريا قد قطعت شوطا طويلا لا رجعة منه, في طريقها نحو الحرية, فقد أصبح نصر الثورة السورية ((قاب قوسين أو أدنى)) . الكاتب: ضياء عبد العزيز

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل