المحتوى الرئيسى

بطولة فرنسا للتنس "رولان جروس" تتأهب للانطلاق

05/22 19:30

  تتجه الأنظار اليوم الأحد نحو العاصمة الفرنسية باريس مع انطلاق منافسات الأدوار الرئيسية من بطولة فرنسا المفتوحة للتنس، ثاني بطولات الغراند سلام لموسم 2011، فعلى مدار أسبوعين سيتنافس أفضل لاعبي ولاعبات العالم على ملاعب رولان غاروس الترابية من أجل اللقب الأصعب في عالم التنس بالإضافة إلى جوائز مالية يبلغ مجموعها أكثر من 17.5 مليون يورو. التنافس على اللقب هذا العام هو الأكثر إثارة منذ فترة طويلة فعلى مستوى الرجال تبدو مهمة الإسباني رافاييل نادال، ملك الملاعب الترابية وبطل رولان غاروس أربع مرات، للحفاظ على لقبه صعبة للغاية، والتهديد هذه المرة لن يأتي فقط كما اعتدنا في الأعوام الأخيرة من غريمه التقليدي وصاحب الرقم القياسي لألقاب بطولات الغراند سلام، السويسري روجيه فيدرر، فقد برز لهما هذا العام منافس عنيد هو الصربي نوفاك ديوكوفيتش الذي يقدم افضل مستوى في مسيرته. أما على مستوى السيدات تبدو الأمور أكثر إثارة، فالمصنفة الأولى عالمياً الدنماركية كارولين فوزنياكي لم تحقق حتى الآن أي لقب غراند سلام في مسيرتها ومن المؤكد أنها ستبذل قصارى جهدها لتغيير ذلك، ولكن الملاعب الترابية ليست هي المفضلة للنجمة الشابة، ومع غياب الشقيقتين سيرينا وفينوس ويليامز واعتزال البلجيكية جوستين هينان بالإضافة إلى عدم جاهزية مواطنة الأخيرة كيم كلايسترز، من المنتظر ان تكون المنافسة مفتوحة على اللقب. نادال vs. ديوكوفيتش قبل اسابيع قليلة كان الجميع في انتظار انطلاق منافسات بطولة فرنسا المفتوحة لمعرفة ما إذا كان نادال سيواصل تألقه اللافت على تراب ملاعب رولان غاروس ويحقق لقبه السادس فيها بعد أعوام 2005 و2006 و2007 و2008 و2010، معادلاً الرقم القياسي لعدد الألقاب في العصر المفتوح والمسجل باسم السويدي بيورن بورغ. وكان الماتادور الإسباني مرشحاً بقوة لتحقيق هذا الإنجاز فهو لم يكن قد خسر أي مباراة على الملاعب الترابية منذ ما يقارب عامين عندما سقط أمام السويدي روبن سوديرلينغ في الدور الرابع من بطولة فرنسا 2009. ولكن مع ختام بطولة مدريد للماسترز في مطلع أيار/مايو الجاري، تغير كل ذلك فديوكوفيتش الذي لم يخسر أي مباراة منذ انطلاق الموسم الحالي، نجح في هزيمة نادال في المباراة النهائية بمجموعتين دون رد 7-5 6-4 محققاً أول انتصار في مسيرته ضد غريمه الإسباني على الملاعب الترابية بعد أن كان قد هزمه أيضاً هذا الموسم في نهائي بطولتي إنديان ويلز وميامي على الملاعب الصلبة. من يوقف ديوكوفيتش؟  انتصار استحقه اللاعب الصربي بعد أن قدم أداء مذهلاً وفاجأ الجميع بتحركات سليمة في الملعب وضربات خلفية مزدوجة (Double-Handed Backhand) لم يجد نادال أي حلول لها، بالإضافة إلى الروح القتالية والثقة الكبيرة التي أظهرها خلال اللقاء.    البعض شكك في قدرة ديوكوفيتش على مواصلة هذا الأداء على الملاعب الترابية، ورأوا أنها مجرد سقطة للنجم الإسباني سيتعافى منها سريعاً، بل كان هناك حديث أن فوز اللاعب الصربي في مدريد ساهم فيه ارتفاع المدينة عن سطح البحر ما جعل لكرة أكثر سرعة وهو ما يناسب ديوكوفيتش الذي يفضل الملاعب الصلبة. ولكن اللاعب الصربي رد على كل المشككين في قدراته خلال البطولة التالية، بطولة روما للماسترز، ومن جديد نجح في التغلب على ملك الملاعب الترابية في المباراة النهائية بمجموعتين نظيفتين 6-4 6-4، بعد أداء أكثر قوة سيطر من خلاله بالكامل على مجريات اللقاء. عرش نادال في رولان غاروس أصبح مهدداً أكثرمن أي وقت مضى، والمنافسة الثنائية على قمة تنس المحترفين بين نادال وغريمه التقليدي، السويسري روجيه فيدرر صاحب الأرقام القياسية كان لا بد لها أن تنتهي ويظهر منافس جديد لهما، وها هو المنافس قد ظهر، ديوكوفيتش بنسخة عام 2011 المعدلة مع 39 انتصار متتالي (لم يخسر اي مباراة منذ هزيمته في قبل نهائي البطولة الختامية للموسم الماضي في لندن أمام فيدرر). فوز ديوكوفيتش على نادال أربع مرات منذ مطلع هذا الموسم وعدم خسارته لأي مباراة سيمنحه بالتأكيد الكثير من الثقة قبل دخوله غمار البطولة الأصعب في عالم التنس بحثاً عن أول لقب له في رولان غاروس، وثالث لقب غراند سلام في مسيرته بعد لقب بطولة أستراليا المفتوحة عامي 2008 و2011. وفي حالة نجاحه في الفوز باللقب سيعادل ديوكوفيتش الرقم القياسي لعدد المباريات المتتالية بدون خسارة (46 مباراة) والمسجل بأسم الأرجنتيني غييرمو فيلاس عام 1977. نادال يبحث عن لقبه السادس من المؤكد أن العقبة الأبرز في طريق اللاعب الصربي نحو إعادة كتابة تاريخ التنس ستكون نادال الذي سيقاتل بضراوة من أجل الحفاظ على عرش البطولة الفرنسية التي حقق على ملاعبها خمسة من ألقابه التسعة في بطولات الغراند سلام. ومع الخبرة التي يملكها اللاعب الإسباني (45 لقباً في بطولات الـ ATP منهم 31 لقباً على الملاعب الترابية) وطول مباريات رولان غاروس (اللاعب في حاجة للفوز في ثلاث مجموعات من خمس) سيبقى الماتادور بخبرته مرشحاً بقوة لنيل اللقب. مفاجآت رولان غاروس بدون شك ستكون الأضواء خلال البطولة مسلطة على النجمين ديوكوفيتش ونادال ولكن بالطبع هناك أسماء عديدة أخرى في البطولة تملك الخبرة وقادرة على المنافسة بقوة على اللقب، كما أننا تعودنا أن ملاعب رولان غاروس دائماً ما تحمل الكثير من المفاجأت، فالسويدي روبن سودرلينغ كان المصنف الثالث والعشرين عندما بلغ المباراة النهائية عام 2009، والعام الماضي شهد تواجد النمساوي يورغن ميلتزر المصنف الثاني والعشرين في نصف النهائي، وفي عام 2004 مثلاً حقق الأرجنتيني غاستون غاوديو اللقب وهو لاعب غير مصنف، وبلغ مواطنه ماريانو بويرتا نهائي عام 2005 وهو لاعب غير مصنف أيضاً. غاوديو فاجأ العالم في نسخة عام 2004 ومع المجهود الكبير الذي بذله كل من ديوكوفيتش ونادال خلال الأسابيع الثلاثة الأخيرة قد يكون هناك فرصة حقيقية أمام عدد كبير من اللاعبين للمنافسة بقوة على اللقب، ويصف أسطورة التنس السويدي ماتس ويلاندر، الذي نال ثلاثة ألقاب في رولان غاروس خلال الثمانينات، الحالة التي يكون فيها اللاعبين خلال بطولة فرنسا المفتوحة قائلاً: "الملاعب الترابية تدفع اللاعبين لاستهلاك الكثير من الطاقة مقارنة مع الملاعب الصلبة والعشبية فالكرة تكون أكثر بطئاً والأشواط تكون طويلة، والأمر لا يقتصر فقط على المجهود البدني بل أيضاً على المجهود الذهني فالضربات القوية والسرعة قد لا تكون مفيدة في كثير من الأحيان، على اللاعب استخدام عقله، عليه الابداع وتنويع ضرباته واختيار الزوايا باتقان". ويضيف ويلاندر "مع الوصول لبطولة رولان غاروس بعد خمسة أو ستة أسابيع من التنافس على الملاعب الترابية يكون اللاعب قد استهلك الكثير من طاقته البدنية والذهنية، وتحقيق لقب رولان غاروس بعد سبعة مباريات قد يصل بعضها إلى خمسة مجموعات هو الإنجاز الأبرز والأصعب في مسيرة اي لاعب، فالبطل يجب أن يكون في  قمة مستواه". فيدرر والآخرين بالطبع لا يمكن استبعاد السويسري روجيه فيدرر من قائمة المرشحين لنيل اللقب، فهو يمتلك 67 لقباً في بطولات الرابطة، كما أنه صاحب الرقم القياسي في عدد الألقاب في بطولات الغراند سلام بستة عشر لقباً منهم ستة في ويمبلدون وخمسة في بطولة أميركا وأربعة في بطولة أستراليا ولقب واحد في رولان غاروس. ورغم أن معظم ألقاب فيدرر تحققت على الملاعب الصلبة والعشبية، لا يبدو سجل اللاعب سيئاً على الملاعب الترابية مع تحقيقه لتسعة ألقاب وبلوغه نهائي رولان غاروس ثلاث مرات متتالية خسرها جميعاً أمام غريمه نادال قبل أن يحقق اللقب في عام 2009 بفوزه على السويدي روبين سودرلينغ في المباراة النهائية. فيدرر يبقى من أبرز المرشحين في مطلع هذا العام كانت بداية اللاعب السويسري قوية مع احرازه لقب بطولة قطر المفتوحة في الدوحة، ولكن مستوى اللاعب تراجع بعد ذلك بشكل كبير فخسر ثلاث مرات أمام دجوكوفيتش الذي جرده من لقب بطولة أستراليا وهزمه في نهائي دبي ونصف نهائي إنديان ويلز لينتزع منه أيضاً المركز الثاني في التصنيف العالمي، كما فشل في تحقيق أي فوز على نادال وسقط أمامه في نصف نهائي ميامي على الملاعب الصلبة ونصف نهائي مدريد على الملاعب الترابية. وخلال الفترة الأخيرة  لم يكن فيدرر في أفضل حالاته عندما خسر في ربع نهائي مونت كارلو أمام النمساوي يورغن ميلتسر كما ودع بطولة روما من الدور الثالث أمام الفرنسي ريشار غاسكيه.  بطولة فرنسا المفتوحة ستكون بدون شك فرصة للنجم السويسري من أجل التركيز على استعادة مستواه والعودة لمنافسة غريمه التقليدي نادال والغريم الجديد ديوكوفيتش. وبالحديث عن الأسماء الأخرى المرشحة لتسجيل مفاجأة لا يمكن استبعاد البريطاني آندي موراي الذي تطور أداءه بشكل ملحوظ خلال الفترة الأخيرة بعد فترة من التذبذب في أعقاب انفصاله عن المدرب الإسباني أليكس كوريتخا مطلع هذا العام، ولعل كان ذلك واضحاً خلال نصف نهائي بطولة روما للماسترز قبل أيام قليلة عندما كاد أن يطيح بالصربي دجوكوفيتش وينهي مسيرة انتصاراته خلال مواجهة مثيرة استمرت لأكثر من ثلاث ساعات. كما أنه لا يمكن استبعاد السويدي سودرلينغ الذي قد يستغل جيداً الخبرة التي اكتسبها في ملاعب رولان غاروس ببلوغه النهائي في آخر نسختين، ولكن الأمور ستكون مختلفة هذا العام للنجم السويدي مع مشكلته في الاستقرار على مدرب، بعد أن انفصل عن مدربه ومواطنه ماغنوس هينمان نهاية الموسم الماضي وتعاقده مع الإيطالي كلاوديو بيستوليزي في مطلع العام الحالي قبل أن ينفصل عنه أيضاً قبل أسابيع قليلة. وقد تأتي المفاجأة من لاعب مثل الإسباني دافيد فيرير الذي حقق معظم ألقابه على الملاعب الترابية وقدم مستوى جيد في الفترة الأخيرة ببلوغه نهائي مونت كارلو ثم نهائي برشلونة قبل ان يخسر أمام نادال، أو قد تأتي من مواطنه نيكولاس ألماغرو الذي جاءت كل الألقاب التسعة التي حققها في مسيرته، على الملاعب الترابية بما فيهم لقبي بطولة كوستا دو ساوبي البرازيلية وبوينوس أيرس الأرجنتينية هذا العام. فيرير ظهر بمستوى جيد هذا العام لاعبو أميركا الجنوبية عودونا على تحقيق المفاجآت في رولان غاروس من وقت لآخر خاصة مع اعتيادهم على الملاعب الترابية، الأرجنتيني خوان مارتين دل بوترو كان مرشحاً للعب دور الحصان الأسود في بطولة هذا العام خاصة مع ظهوره بشكل طيب في الأسابيع الأخيرة بعد غياب قارب العام بسبب الإصابة، ولكنه تعرض لإصابة جديدة خلال بطولة مدريد ابعدته عن الظهور في ملاعب رولان غاروس هذا العام. ومع انسحاب الأرجنتيني المخضرم دافيد نالبانديان الذي بلغ من قبل الدور نصف النهائي في عامي 2004 و2006، بسبب المرض سيكون التركيز على اللاعب البرازيلي الواعد توماس بيلوتشي الذي بلغ الدور الرابع من البطولة العام الماضي قبل أن يخسر أمام نادال. فوزنياكي وأول لقب غراند سلام على مستوى السيدات، يبدو الأمر أكثر إثارة فالمنافسة مفتوحة وهناك أسماء عديدة قادرة على تحقيق اللقب، كل المصنفات العشر الأوليات باستثناء الإيطالية فرانشيسكا سكيافوني، المصنفة الخامسة، لم يتوجن بلقب رولان غاروس من قبل وهو ما سيضفي المزيد من السخونة على منافسات العام الحالي. فوزنياكي تبحث عن أول لقب غراند سلام المصنفة الأولى عالمياً كارولين فوزنياكي ستواجه من جديد نفس السؤال المعتاد خلال المؤتمرات الصحفية في البطولة وهو "هل تعتقدين أنك قادرة هذا العام على تحقيق أول ألقابك في بطولات الغراند سلام؟" فرغم وصول اللاعبة الدنماركية الشابة إلى صدارة التصنيف في أواخر العام الماضي ما زالت خزائنها خالية من ألقاب البطولات الكبرى. وحققت فوزنياكي، البالغة من العمر 20 عاماً، حتى الآن 15 لقباً في بطولات الرابطة منهم ثلاثة هذا العام ، لقبي بطولة دبي وبطولة إنديان ويلز على الملاعب الصلبة، ثم لقب بطولة تشارلستون الأمريكية ثالث ألقاب اللاعبة الدنماركية على الملاعب الترابية، علماً انها لم تحقق حتى الآن أي لقب على ملعب ترابي في بطولة أوروبية. التحدي سيكون صعباَ لفوزنياكي في رولان غاروس التي كانت أفضل نتائجها فيها هي بلوغ ربع نهائي العام الماضي قبل أن تخرج أمام الإيطالية سكيافوني، ولكن من المؤكد أنها ستبذل قصارى جهدها لتغيير ذلك ووضع أسمها في سجلات الفائزات بالبطولة لتثبت للعالم أنها من طينة اللاعبات الكبار. أحد الأسماء البارزة الأخرى في البطولة، هي المصنفة الثانية عالمياً، البلجيكية المخضرمة كيم كلايسترز التي عادت بقوة في 2009 بعد عامين من اعتزالها ونجحت بدءاً من النصف الثاني من 2010 في تقديم أفضل مستوى في مسيرتها محققة لقبين متتاليين في بطولات الغراند سلام (بطولة أميركا 2010 وبطولة أستراليا 2011) بالإضافة إلى لقب البطولة الختامية للموسم في الدوحة في تشرين الأول/أكتوبر الماضي، كما هددت بقوة فوزنياكي خلال العام الحالي ونجحت في انتزاع صدارة التصنيف منها لفترة وجيزة. ولكنها كلايسترز تعرضت لإصابة في الكتف خلال بطولة إنديان ويلز في أذار/مارس الماضي قبل أن يزيد الطين بلة بإصابتها في الكاحل خلال حفل زفاف أحد اقاربها، ومشاركة اللاعبة البلجيكية في بطولة فرنسا المفتوحة ستشهد عودتها للملاعب للمرة الأولى منذ أكثر من شهرين، وهو ما قد يؤثر بالطبع على مستواها ويضعف آمالها في تحقيق لقب البطولة للمرة الأولى في مسيرتها بعد أن خسرت النهائي من قبل مرتين 2001 و2003. كما أن الملاعب الترابية ليست المفضلة لكلايسترز التي حققت 41 لقباً خلال مسيرتها منهم ثلاثة فقط على الملاعب الترابية آخرهم قبل خمسة أعوام في وارسو. المصنفة الثالثة عالمياً، الروسية فيرا زفوناريفا تبدو حظوظها أيضاً ضعيفة للتتويج بلقب رولان غاروس فهي لم تحقق من قبل أي إنجاز يذكر في البطولة وكانت أفضل نتيجة لها هي بلوغ ربع النهائي في عام 2003، وانجازاتها على الملاعب الترابية قليلة. وبدأت اللاعبة الروسية الموسم الحالي بداية قوية محققة لقب بطولة قطر بالفوز على فوزنياكي في المباراة النهائية ليرشحها بعد ذلك الكثيرون لمواصلة تألقها وتحقيق أول القابها في بطولات الغراند سلام خاصة أنها خسرت في الموسم الماضي نهائي ويمبلدون وبطولة أميركا، ولكنها قدمت أداء متفاوتاً منذ تتويجها وفشلت حتى في بلوغ أي نهائي. وعلى العكس تبدو البيلاروسية فيكتوريا آزارينكا في أفضل حالاتها بعد أن بلغت الأسبوع الماضي أعلى مركز لها في التصنيف العالمي بحلولها رابعة. ومع فوزها هذا العام ببطولة ميامي بتغلبها على الروسية ماريا شارابوفا في المباراة النهائية وتحقيقها أيضاً لقب بطولة مارابيلا أول ألقابها على الملاعب الترابية، بالإضافة إلى بلوغها نهائي بطولة مدريد قبل أن تخسر أمام التشيكية بيترا كفيتوفا، تبدو اللاعبة الشابة قادرة على إحداث المفاجأة. سكيافوني تسعى لتكرار الإنجاز الإيطالية فرانشيسكا سكيافوني، المصنفة الخامسة عالمياً، فاجأت العالم العام الماضي بفوزها بلقب رولان غاروس بعد أن دخلت البطولة كمصنفة سابعة عشرة وقدمت أداءاً رائعاً توجته في المباراة النهائية بفوز مستحق على الأسترالية سامانتا ستوسور. سكيافوني أصبحت أول إيطالية تتوج بلقب غراند سلام وتقدم اللاعبة الإيطالية القوية منذ ذلك الوقت عروضاً مميزة من فترة لأخرى، كما حققت أفضل نتائجها في بطولتي أميركا المفتوحة وأستراليا ببلوغها الدور ربع النهائي بالإضافة لقب كأس الإتحاد مع منتخب بلادها، وهو ما يضعها بالطبع في دائرة المرشحات لنيل اللقب في فرنسا، والشيء المؤكد أنها ستدافع عن لقبها بكل شراسة. الأسترالية ستوسور، منافستها في النهائي العام الماضي ستدخل أيضاً بقوة ضمن دائرة اللاعبات المرشحات للمنافسة على اللقب، خاصة لو نجحت في الظهور بنفس الروح القتالية التي ظهرت بها في النسخة الماضية عندما أطاحت في طريقها للنهائي بلاعبات مثل الصربية يلينا يانكوفيتش والأمريكية المصنفة الأولى حينها سيرينا ويليامز والبلجيكية جوستين هينان. ولم تحقق ستوسور أي انجازات تذكر منذ ذلك الوقت ولكن نتائجها تحسنت في الأسابيع الأخيرة ونجحت في إقصاء الصينية لي نا وسكيافوني لتبلغ نهائي بطولة روما على الملاعب الترابية قبل أن تخسر أمام الروسية شارابوفا. ويرى الكثير من الخبراء أن أهم نقاط ضعف ستوسور هي عدم تحملها ضغط المباريات الكبرى، ولو نجحت في اكتساب المزيد من الثقة سيكون لها شأن كبير في عالم الكبار. شارابوفا على أعتاب التاريخ الروسية ماريا شارابوفا، التي سبق لها تصدر التصنيف العالمي، عادت للظهور بقوة بين الكبار هذا العام بعد عامين من المستوى المتذبذب بسبب الإصابات.   شارابوفا تسعى لدخول التاريخ وتبحث اللاعبة الحسناء عن أول ألقابها في بطولة رولان غاروس لتصبح عاشر لاعبة في التاريخ وأول روسية تحقق ألقاب البطولات الأربع الكبرى بعد أن كانت قد توجت بألقاب ويمبلدون عام 2004 وأميركا 2006 وأستراليا 2008. ورغم أن الملاعب الترابية لم تكن أبداً مفضلة لشارابوفا التي كثيراً ماكانت تشتكي من عدم قدرتها على التأقلم مع الأرضية الزلقة نسبياً مقارنة مع الملاعب الصلبة والعشبية، تطور أداء اللاعبة الروسية على الملاعب الترابية كثيراً في الفترة الأخيرة وأكدت ذلك باحرازها لقب بطولة روما قبل أيام قليلة بعد أن أطاحت بفوزنياكي من قبل النهائي وتغلبت على ستوسور في المباراة النهائية. مرشحات أخريات يأتي في مقدمة أبرز المرشحات الأخريات، التشيكية بيترا كفيتوفا مفاجأة موسم 2011، البالغة من العمر 21 عاماً، والتي تلعب باليد اليسرى. ظهرت كفيتوفا على الساحة بقوة في منتصف الموسم الماضي عندما بلغت نصف نهائي ويمبلدون وهي لاعبة غير مصنفة، ومنذ ذلك الوقت تقدم اللاعبة الشابة مستوى رائع وتتطور بشكل سريع. وتوجت اللاعبة التشيكية ذلك هذا العام بانتزاعها لثلاثة ألقاب في بطولات الرابطة، فنالت لقب بطولة بريسبين في كانون الثاني/يناير ثم بطولة باريس في شباط/فبراير بالفوز على كلايتسرز في النهائي، قبل أن تحرز لقب بطولة مدريد على الملاعب الترابية بالفوز على آزارينكا في المبارة النهائية لتدخل للمرة الأولى في مسيرتها نادي اللاعبات العشر الأوليات. كفيتوفا قد تفجر المفاجأة الصربيتان يلينا يانكوفيتش وأنا إيفانوفيتش، سبق لهما تصدر التصنيف العالمي أيضاً قبل عامين ولكن الإصابات المتتالية أثرت بشكل كبير على مسيرتهما. يانكوفيتش بلغت صدارة التصنيف في 2008 وكانت دائماً من اللاعبات البارزات على الساحة ولكنها لم تحقق من قبل أي لقب غراند سلام، وفي فرنسا كانت أفضل نتائجها بلوغ نصف نهائي 2007 و2008 و2010، ولكنها تستعيد مستواها تدريجياً وتبدو قادرة على العودة مرة أخرة ضمن الكبار. أما إيفانوفيتش التي فازت بلقب رولان غاروس في 2008، آخر ألقابها على الملاعب الترابية، كما حلت وصيفة في نسخة عام 2007، فقد انخفض مستواها بشكل ملحوظ وتحتل حالياً المركز الحادي والعشرين عالمياً ولكن مع الخبرة العريضة التي تملكها لا يمكن استبعاد تحقيقها لمفاجأة خلال بطولة هذا العام. ومن الأسماء البارزة الأخرى، الصينية لي نا التي تقدم أفضل مستوى في مسيرتها منذ مطلع العام الحالي، فحققت لقب بطولة سيدني بفوزها على كلايسترز في النهائي، قبل أن تخسر أمام نفس اللاعبة في نهائي بطولة أستراليا، وتتحول إلى بطلة شعبية في بلادها بعد أن أصبحت أول لاعبة صينية تبلغ نهائي إحدى بطولات الغراند سلام. وتطور أداء اللاعبة كثيراً في الأسابيع الأخيرة خاصة على الملاعب الترابية، التي لا تعد من ملاعبها المفضلة، فبلغت نصف نهائي بطولتي مدريد وروما. لاعبة أخرى لا يمكن استبعادها عن الترشيحات ولو بنسبة ضئيلة هي الإيطالية فلافيا بينيتا التي حققت سبعة من ألقابها التسعة في بطولات الرابطة على الملاعب الترابية، ولكنها تفتقد للروح القتالية التي تتمتع بها مواطنتها سكيافوني. وربما تأتي المفاجأة من لاعبة مثل جوليا غورغس، الألمانية الشابة (22 عاماً) التي لفتت الانظار بقوة هذا العام خاصة على الملاعب الترابية عندما حققت لقب بطولة شتوتغارت الشهر الفائت بفوزها في النهائي على فوزنياكي، لتصبح أول ألمانية تحقق لقب هذه البطولة منذ أن توجت به مواطنتها أنكا هوبر اللقب في عام 1994. وعادت غورغس لتؤكد أنها لاعبة تمتلك الكثير من الامكانيات بتغلبها من جديد على فوزنياكي لتطيح بها من الدور الثالث لبطولة مدريد.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل