المحتوى الرئيسى

معتز نادى يكتب: ياصاحب القرار أنقذ هؤلاء الطلاب

05/22 18:08

صداع فى دماغى لا يجعلنى قادرا على مسك القلم وبداية الكتابة على السطور.. أشعر بزغللة ولخبطة سببها سؤال: هى مصر عندها ثورة؟ آه وحياتك ممكن تجاوب وترد على العبد لله وتشرح لى تفسيرك لطلبة تقوم بمظاهرات تستلهم روح الكعكة الحجرية لشاعرنا الكبير أمل دنقل وتدخل فى اعتصامات لعزل عميد كان قريبا من أحضان نظام سابق. يقوم الطلبة فى إعلام القاهرة بالاستجابة لثورة ميدان التحرير وبناء الجامعة على نظافة بعيدة عن تدخلات أمن الدولة المنحل فتحدث مشاهد من فيلم طويل يجمع تهما هنا وادعاءات مزيفة هناك. وفى نهاية الفيلم العربى المفترض أن ينتصر الخير ويكون الشر فى صورة مهببة ترسل عظة للمشاهد بألا يتجه فى طريق الشرور.. لكن المخرج الذى خرج بلكمة تشبه لكمات محمد على كلاى قرر أن ينهى أحداث فيلم الاعتصام الذى قد يخرج للنور، فى يوم من الأيام ليحكى شهادته للعالم عن طلاب خرجوا لوجه الله يدافعون عن ثورة تريد الخير لمصر.. قرر المخرج أن ينهى حلم مجموعة من الطلاب قد يخرج منهم الصحفى والمراسل والإعلامى.. برفدهم. تخرج أصوات تعارض الطلبة وتخبرهم بضرورة الفصل بين المنصب الأكاديمى والسياسى لمن يسعون إلى إقالته وتظهر نسمات من صفحات التاريخ تشير إلى عميد الأدب العربى الذى رفض أن يخل بمبادئ منصبه كعميد لكلية الآداب جاء بالانتخاب وليس بتعيين ورضا من أفسدوا حياة مصر.. طه حسين الذى قرر أن يكون عميدا محافظا على قلمه ولا يبيع موهبته لخدمة نظام حاكم لغير وجه الله. طيب ما رأيكم دام فضلكم يا أصحاب نغمة الفصل بين المنصب الأكاديمى والسياسى لو قررتم الفصل بين موقع هؤلاء الطلاب الذين تم رفدهم وبين اعتبارهم مواطنين عاديين ظنوا أن روح ثورة ميدان التحرير ستساعد على هدم رموز النظام السابق وبناء جامعة حرة؟ أليست الثورة تقوم بالتغيير؟ أم أنها عندما تقرر أن تصيده وتقيله من موقعه فيتم رفدها؟ إذا كان الرفد هو الرد على هؤلاء الطلاب الشرفاء فيبقى نرفد كل من وقفوا فى ميدان التحرير، لأنهم اعتدوا على شرعية حكم الرئيس المتخلى عن منصبه.. وعطلوا الحياة فى البلاد وفعلوا ما لا يحمد عقباه.. ولا هى بركة التحرير لم تحل بعد فى إعلام القاهرة؟ إذا كان المشهد بهذه الصورة التى لا أجد لها سوى وصف واحد ربما لا أستطيع كتابته لأن عهدى بك أن أحترم عيونك التى تقرأ، فيبقى كل ثورة وأنتم بخير وصحة وسلامة ونبقى نستنى ثورة جديدة لا يكون من قاموا بها فى موقف المتفرج غير القادر على مسك الريموت وإحضار المحطة التى يريدها ولا يسعى من ورائها لمصالح شخصية وإنما لخير البلد. بقرار عنترى تم رفد الطلبة وبقرار ثورى يمكن حماية مستقبلهم، لأنهم تحركوا لوجه الله ولديهم قناعة بأن مصر عندها ثورة خرجت تنادى بالتغيير والحرية والعدالة الاجتماعية لكن يبدو أن الثورة التى نادت بإسقاط النظام أمامها الكثير حتى تتحقق صحة الشعار. إذا كانت الجامعة تحافظ على حرمتها وترى أن قرارها لحماية تقاليدها فياريت بعد تنازل المواطنة سوزان مبارك عن الممتلكات المنهوبة من الدولة أن تسحب منها الدكتوراة الفخرية التى تم منحها إليها. لا ترفدوا الطلبة الذين تلقوا خبر الفصل بالابتسام والإيمان بأن عدالة السماء لن تخذلهم لأنهم ظنوا أنهم يطالبون بحق ثورى يدافعون عنه. إذا كانت الورود تتفتح فى جناين ميدان التحرير وأصبحت الآن فى كلية الإعلام فلا تجعلوا الورد يبكى بدموع الحقيقة المرة التى تتشكك فى وجود الثورة.. لا تجعلوا النهاية بدموع الحقيقة التى قال عنها عمنا وشاعرنا عبد الرحمن الأبنودى.. "سأل التاريخ النبى.. قوللى بحق النبى.. يا نبى.. إيه اللى فوق الورود.. ندى.. ولا عرق؟.. قال النبى.. دى دمعة الحقيقة". يا من لك القرار حقق لهؤلاء الطلاب دموع الفرح، خصوصا أننا فى موسم امتحانات يمكن بقرارك تفتح نفسهم على الجد والاجتهاد ويا بخت من نام مظلوم وحقه يرجع له.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل