المحتوى الرئيسى

اعتقال الرئيس بقلم:عبد الجبار الجبوري

05/22 17:44

اعتقال الرئيس عبد الجبار الجبوري يبدو أن شهية اوكامبو رئيس المحكمة الجنائية الدولية قد انفتحت على مصراعيها في إصدار مذكرات إلقاء القبض على الرؤساء العرب ، بوحي وتوجيه من إدارتي اوباما والاتحاد الأوربي ، وكان قد اصدر قبل أكثر من عام مذكرة اعتقال بحق الرئيس السوداني عمر البشير ، متهما إياه جريمة الإبادة الجماعية ضد أبناء شعبه في دارفور، والتي وصفها البشير نفسه أي مذكرة الاعتقال بأنها (بلطجة دولية) وان قرار اوكامبو تحت حذائي ، واليوم تجري المناقشات الدولية لإصدار قرارات أخرى لاعتقال رؤساء عرب، وفي مقدمتهم الرئيس ألقذافي والرئيس بشار الأسد ، ومن يدري ربما يكون الرئيس اليمني ضمن القائمة التي يطالها الاعتقال بعد أيام ، في ظل هيجان سياسي محموم لإدارة اوباما والدول الغربية، التي تهدد بشن الحرب على الدول التي تناهض سياستها في المنطقة العربية . وما يجري في ليبيا مثال صارخ ووحشي على ما تقوم به الدول الامبريالية ،من حرب إبادة جماعية بعد أن ضمنت امن إسرائيل والنفط العربي ( تحت إبطها ) ،بعد احتلالها العراق وتدميره وإشاعة فوضتها الخلاقة فيه ،وزرع بذور الطائفية والحرب الأهلية في نسيج مجتمعه وقومياته وطوائفه . وبهذا العمل الإجرامي قد طوت صفحة أولى من صفحات مشروع برنارد لويس الجهنمي في تقسيم الدول العربية والإسلامية على أسس عرقية ومذهبية وطائفية ، وإطلاق يد إيران في إثارة النعرات الطائفية التوسعية في المجتمعات العربية، تمهيدا لغزوها وتفتيتها ، وما يجري في البحرين وسوريا واليمن ولبنان والعراق دليل على نيتها وإصرارها لتنفيذ مشروعها في إقامة الشرق الأوسط الكبير ، لذلك نذكر ما نبه عنه العراق قبل الاحتلال الأمريكي من خطورة هذا المشروع الاستعماري، والنوايا الشريرة، والذي يستهدف حاضر الأمة العربية ومستقبلها ،عندما قال ( أن هناك عروشا ستسقط في المنطقة إذا احتل العراق )، وأكد هذا الكلام الرئيس الليبي معمر ألقذافي في مؤتمر القمة العربية في دمشق عندما قال ( إن الدور سيأتي عليكم واحدا واحدا ) ،موجها خطابه إلى الرؤساء العرب ومذكرا ما حصل في العراق ، إلا أن العرب لم يتعظوا ولم يقرؤوا الدرس جيدا ،ومنهم من يعمل في الخط الأمريكي منفذا ما تأمر به إدارة اوباما وما يخطط له الكونكرس الأمريكي ، والمثال الحي المنظور ما تقوم به دولتا قطر والإمارات العربية من مشاركة فعلية في قتل أبناء الشعب الليبي العربي مع طائرات الاحتلال الغربي الصهيوامريكي ، إن ما صدر عن المحكمة الجنائية الدولية برئاسة اوكامبو الخائب، ما هو إلا بلطجة دولية مباشرة، بل وإرهاب دولي ضد الحكومات العربية ورؤسائها ، وإلا فالتغيير السلمي وتداول السلطة هو من واجب الشعوب وحدها بعيدا عن التهديدات الدولية والتلويح بعصا الإرهاب الدولي وإصدار أوامر اعتقال الرئيس هنا أو هناك، بحجة نشر الديمقراطية وحماية الشعب من حاكمه الدكتاتوري ، وهي أكذوبة أمريكية أسقطها الواقع العراقي وداس عليها منذ أكثر من تسعة أعوام من الاحتلال البغيض ، كما داس على مشروعه العسكري على ارض الرافدين ، فالشعوب الحية الواعية في المنطقة العربية كشفت أكاذيب أمريكا وحلفائها وفضحت نواياها الشريرة، ولن تنطلي عليه هذه المخططات التآمرية بأية حجة أو مسوغ حتى وان كانت باسم حرية الشعوب ، الازدواجية الأمريكية سقطت في وحل الاحتلال وغزو العراق،وبانت رائحتها العفنة، لان الشعوب قادرة لوحدها على تغيير حكامها كما حصل في تونس ومصر ، دون أن تسمح للدول الأجنبية التدخل في شؤونها ،وهذه سمة الشعوب العظيمة الحريصة على بلدها ومستقبله، ليس كما فعل عملاء أمريكا في العراق ،عندما سمحوا للقوات المحتلة، من تدمير العراق وتحويله إلى خرائب وانهار من الدماء العراقية الطاهرة التي أريقت ومازالت تراق في شوارعه ، ونهب ثرواته النفطية وزرع بذور الفتنة الطائفية بين شرائحه المتآخية ، انظروا إلى الفساد المالي الذي يعصف بالحكومة العراقية والتي جعلها من أوائل دول الفساد في العالم ، وانظروا ماذا تفعل المليشيات بأبناء العراق الذين يناهضون الاحتلال وحكومات الاحتلال، بدعم وإشراف إدارة اوباما ... هذه هي ديمقراطية الإرهاب الدولي وراعية الإرهاب الدولي أمريكا وحلفائها .. أما قضية اعتقال الرئيس فهي نكتة سمجة سوداء تطلقها إدارة اوباما والاتحاد الأوربي لترهيب الرؤساء العرب وتخويفهم، وإخضاعهم لمخططاتها الإجرامية وقد نفذ البعض منهم هذه المخططات مع الأسف ... فمتى يتعظ الآخرون ......

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل