المحتوى الرئيسى

م. حسني عمر يحذر: الفتنة تطل برأسها

05/22 13:28

لم يكد الشعب المصري الأصيل يهنأ بثورته وانتصاره العظيم حتى خرج علينا خفافيش الظلام وسراق الفرح ولصوص السعادة من أوكارهم، وصوبوا سهامهم المسمومة إلى الصدور العارية والقلوب الطاهرة، محاولين سلبهم ثمرة جهدهم وجهادهم.   - وعلى الرغم تكرار المحاولات الواحدة تلو الأخرى، فالحمد لله (ناصر المستضعفين) باءت كل محاولاتهم بالفشل حتى الآن، اللهم إلا من بعض الحوادث التي تجاوزها شعبنا الأبي، وكان من أكثرها ألمًا وإيلامًا واقعتا إمبابة وأطفيح.. ومع ذلك لم ييأس هؤلاء القتلة وتواصوا بالصبر وطول النفس؛ سعيًا منهم لأن يحققوا مرادهم، إمامهم في ذلك: (وَانطَلَقَ الْمَلأ مِنْهُمْ أَنْ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَى آلِهَتِكُمْ إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ يُرَادُ (6)) (ص).   - ومع تقديرنا الكامل للمجلس الأعلى للقوات المسلحة وحسن ظننا به؛ إلا أننا بدأ يتسرب إلينا القلق وتستبد بنا الحيرة من بعض التصرفات والحوادث التي وقعت أو نشاهدها، ومنها على سبيل المثال لا الحصر:   1- الغرابة الشديدة في تعيين د. نبيل العربي أمينًا عامًّا للجامعة العربية، وذلك بعدما تعلقت الآمال في أن نرى وزيرًا للخارجية على مستوى وقيمة وقامة مصر.   2- محاولات الالتفاف على نتائج الاستفتاء الذي تم على التعديلات الدستورية الأخيرة، وخاصة من نائب رئيس الوزراء، وكذا التحركات المريبة للعديد من القوى السياسية.   3- إطلاق سراح العديد من رموز النظام السابق، وما تم تسريبه عن محاولات تجري للعفو عن الرئيس المخلوع وأفراد أسرته.   4- محاولات أمريكية خبيثة تجري للالتفاف حول اتفاق المصالحة الفلسطينية، فمن الغريب أن تقوم الإدارة الأمريكية بنفسها بإبلاغ أركان السلطة الفلسطينية بالإفراج عن مستحقاتها من الضرائب المستحقة لها لدى الكيان الصهيوني.   5- الموقف المريب والغريب من ترك أركان النظام السابق في مواقعها، وخاصة من قيادات وأفراد الشرطة، وكذلك أعضاء المجالس المحلية. هذا بعدما وضح لكل ذي عينين محاولاتهم المستميتة للالتفاف حول الثورة.   6- لم نشاهد أو نرى حتى هذه اللحظة أية محاولات جادة لعودة الشرطة أو دفع عجلة الاقتصاد، على الرغم من التسليم والرضا الشعبي بأهمية هذين الملفين، وما زلنا ننتظر خطوات جادة في هذا الاتجاه.   7- ما كشفت عنه الأحداث مؤخرًا وما أكده تقرير المنظمة المصرية لحقوق الإنسان عن تورط فلول النظام السابق من أعضاء الحزب وبقايا أمن الدولة في أحداث الفتنة الطائفية التي تكررت هذه الأيام، وعلى الرغم من ذلك ما زال معظم أعضاء جهاز أمن الدولة يمارسون أعمالهم وكأن شيئًا لم يقع، وعلى الرغم من جرائمهم السابقة في حق الوطن والمواطنين، وغير ذلك الكثير مما يشير إلى صحة المخاوف التي يتوجس منها الناس.   فعلى الجهات المعنية أن تقوم بدورها، كل فيما يخصه؛ لطمأنة المواطنين أولاً، ثم للحفاظ على الثورة ومكتسباتها ثانيًا، وإلا فاحذروا غضبة هذا الشعب الذي عرف طريقه وتعلم كيف تنتزع الحقوق وكيفية المحافظة عليها، وهو سيعلنها مدوية: ما زال ميدان التحرير قائمًا والرجال يمتلئ بهم الوطن.   هدانا الله جميعًا إلى سواء السبيل وحمى بلادنا الحبيبة من كيد ومكر المجرمين. [email protected]

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل