المحتوى الرئيسى

اقتصاديون: خلافات غرفتي الرياض وجدة أنهت مبدأ تدوير الرئاسة بين الكبار

05/22 09:51

الرياض - خالد الشايع استفادت الغرف التجارية الصغيرة في السعودية من خلاف الغرف الكبيرة لتسيطر لأول مرة منذ 30 عاماً على الصورة وتخطف الرئاسة من الغرف الرئيسية الثلاث في الرياض وجدة والمنطقة الشرقية.. خاصة وأنها المرة الأولى التي يتم فيها إجراء انتخابات كاملة بين كل الغرف بعد أن كان العرف السائد تدوير المنصب بين الرياض وجدة والمنطقة الشرقية. واعتبر اقتصاديون ورجال أعمال أن فوز المهندس عبد الله بن سعيد المبطي رئيسا لمجلس الغرف السعودية، وإبراهيم الحديثي وفهد الربيعة نائبين للرئيس.. بمثابة انقلاب من الغرف الصغيرة.. وبداية عهد جديد للغرف التجارية السعودية. وكشف عضو في الغرفة التجارية الصناعية في الرياض "طلب عدم ذكر اسمه" أن اشتراط رئيس الغرف الحالية المكلف صالح كامل تجديد انتخابه كان سبب الخلاف بين جدة من جهه والرياض والمنطقة الشرقية من جهة أخرى وقال لـ "العربية.نت": "كانت هناك لجنة برئاسة رجل الأعمال صالح كامل وكنا نأمل لو أنها أنهت عملها "قبل الانتخابات الحالية" لأنه في أي انتخابات لابد أن يكون هناك توزان بين القوى .. فهناك 81 ألف مشترك من غرفة الرياضة و70 ألفا في جدة و50 ألفا في الشرقية ولايمكن مقارنتهم بغرفه فيها 200 أو 180 عضوا فقط".. وتابع كاشفا عن سبب انسحاب غرف الرياض وجدة والشرقية عن الانتخابات: "السبب أن الشيخ صالح كامل اشترط أن يعيد انتخابه مع أن ليس له حق في هذا الأمر".. وينتقد العضو نظام الغرف التجارية الحالي ويتهم وزارة التجارة بعدم إقرار النظام الجديد ويقول :"مازال نظام الغرف التجارية الجديد موجودا في وزارة التجارة منذ سنوات طويلة ولم يبت فيه". وكانت الغرفة التجارية الصناعية في الرياض أعلنت في وقت سابق على لسان نائب الرئيس أنها تتحفظ على انتخابات رئاسة مجلس الغرف في هذا التوقيت، وقبل أن تنتهي اللجنة المشكلة بشأن وضع ضوابط وآليات الانتخاب من أعمالها، لافتا إلى أن غرفة الرياض ترى أن تتسلم رئاسة المجلس استنادا على آلية تدوير الرئاسة بين غرف الرياض وجدة والشرقية المعمول بها منذ إنشاء المجلس قبل 30 عاما. غياب لأسباب خاصة.. والنظام بحاجة لتعديل ويؤكد رئيس الغرفة التجارية في المنطقة الشرقية عبدالرحمن الراشد أن غياب غرفته عن الانتخابات الأخيرة كان بالاتفاق مع غرفة الرياض لأسباب خاصة فضل عدم الإفصاح عنها.. ويقول لـ "العربية.نت": "كل مافي الأمر لم نترشح لأسباب خاصة بنا".. وتابع: "حفاظا على أمور لا نحب الخوض فيها قررنا عدم الترشح للرئاسة واتفقنا مع غرفة الرياض على عدم خوض الانتخابات". ويشدد على أنه يأمل أن يكون برنامج الفائزين جيدا.. ويضيف: "نأمل أن يقدم الفائزون في الانتخابات برنامجا جيدا.. وسنحدد موقفنا منها".. وتابع منتقدا النظام الحالي: "النظام موجود منذ أكثر من 30 عاما دون تغيير.. والغرف الآن تغيّر دورها وعملها ولذلك لابد أن ينظر للنظام وأن يتم تغييره". ومن جهته أكد رئيس مجلس غرفة جدة ورئيس مجلس الغرف السعودية السابق صالح كامل أن: "الانتخابات التي جرت مؤخرا كانت هي الأولى منذ 30 عاما، وجاءت بعد مطالبات من قبل عدد من الغرف التجارية لتطبيق النظام، الذي ينص على اختيار الرئيس ونائبيه بطريقة الانتخاب". وشدد على أنه إبان رئاسته تم الاتفاق على إجراء الانتخاب، ووضعت لجنة لتطبيق ذلك، وتم الاتفاق لترك الفرصة أمام الغرف الأخرى وليس غرف الشرقية والرياض وجدة، مشيرا إلى أن الفكرة وجدت عددا من الاختلافات، إلا أنه تم احتواؤها وجرت عملية الانتخاب. وتعذر الحصول على المزيد من التعليقات من مسؤولي غرفة الرياض وجدة لرفض الكثير منهم التطرق للموضوع.. بسبب حساسية الأمر لمناصبهم. انقلاب سيفيد مستقبل الغرف التجارية من جانية يعتبر المحلل الاقتصادي ناصر القرعاوي أن فوز ممثلي الغرف الصغيرة بالرئاسة بمثابة انقلاب منها على سيطرة الكبار.. ويقول لـ "العربية.نت": "كفل نظام الغرف التجارية الذي يتعلق بالانتخابات حق المساواة بين الغرف المختلفة في الفوز بالرئاسة .. ولكن في السنوات الثلاثين الماضية لم يكن يظهر في الصورة غير الغرف الرئيسية في الرياض وجدة والمنطقة الشرقية فلم تكن هناك فرصة للفوز بمثل هذه المواقع الوظيفية للغرف الصغيرة لأنها تتطلب خبرة ومعرفة بالنظام لا يمكن أن تملكها غير الغرف الرئيسية". ويتابع: "في الآونة الأخيرة بات هناك تنافس غير مقبول ولا منطقي ولا حتى معقول على رئاسة المجلس وحينما وجد الآخرون وعددهم 25 غرفة فرصة لإزاحة هذه المجموعة من الهيمنة عليها استغلوها وكانت فرصة مثالية للغرف الصغيرة للفوز برئاسة المجلس للفترة المقبلة وهو أمر رائع ومشجع". ويؤكد القرعاوي على أن فوز الغرف الصغيرة لم يكن لو أن الكبار انسحبوا ولكن للخلافات التي نشبت بينهم .. ويضيف :"لم يتركها الكبار.. الخلاف كان بين الرياض وجدة.. فغرفة الرياض كانت ترى أن الدورة المقبلة من حقها كون رئاسة الدورة المنتهية كانت في جدة ولكن تغير رئيس الغرفة في جدة وترشيح وزير التجارة لرجل الأعمال صالح كامل أعطى فرصة لإكمال الدورة.. فكانت الرياض ترى أنها الأحق بالدورة الجديدة فيما رأت جدة أن الترشيح لم يكن انتخابا وقررت دخول المنافسة مع الرياض فكان الخلاف على من يدخل في الصراع فاتخذ قرار عدم الترشيح ضمنيا.. وهو ما أعطى الصغار فرصة لأن يزيحوا الصغار عن رئاسة المجلس.. وأنا من المؤيدين لأن تأخذ الغرف الأخرى القادرة على المنافسة الفرصة لأنه بات من الضروري أن تكون هناك غرف غير رئيسية في المجلس". ويتابع مقيّما الوضع: "غابت الشرقية لأنها كانت محايدة.. ولم يكن هناك توقع أن تكون هناك انتخابات بل كان يعتقد أن يكون هناك تأجيل حتى ينتهي الفريق المكلف من إعداد دراسة مستقبلية للوضع وتقييم الوضع الماضي ولكن لم يكن هناك مبرر قانوني أو نظامي يتيح للغرف الكبيرة أن تعطل عجلة الانتخبات لهذا فاز بها".. ويصف القرعاوي الانقلاب الذي حدث بالتكتيكي ويقول: "هو انقلاب تكتيكي انتخابي للصغار ولإعطاء الجيل الصاعد فرصة لتصحيح أوضاع كثيرة فيما يتعلق بدور الغرف الصغيرة والمتوسطة.. هناك 25 غرفة صغيرة تسعى لأن تواكب المرحلة المقبلة من التنمية والاقتصاد والمشاركة في تغيير أيضا مجلس الغرف الذي بحاجة لإعادة تكوين وإزاحة الكبار عنه". وكان الرئيس الجديد المهندس عبد الله المبطي يشغل منصب رئيس مجلس إدارة غرفة أبها، بينما يشغل نائباه فهد بن محمد الربيعة منصب رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية - الصناعية بمحافظة المجمعة (وسط السعودية)، وإبراهيم الحديثي منصب رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية بالخرج (شمال الرياض).

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل