شكوك في مصير المبادرة الخليجية باليمن
خيمت الشكوك حول إمكانية توقيع الرئيس اليمني علي عبد الله صالح على المبادرة الخليجية التي وقعتها المعارضة مساء أمس.وقالت مصادر للجزيرة إن مسلحين موالين للرئيس اليمني حاصروا المبعوثين الخليجيين والأميركيين خارج مبنى سفارة الإمارات العربية المتحدة في صنعاء, في محاولة منهم لإعاقة الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عن التوجه إلى صالح لتوقيع المبادرة الخليجية.ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر يمني أن المبعوثين موجودون في سفارة الإمارات بانتظار قرار الرئيس بالنسبة للتوقيع على المبادرة.وكان عشرات المناصرين لصالح قطعوا في وقت سابق معظم الطرق الرئيسة المؤدية إلى القصر الرئاسي من جميع الجهات رفضا للمبادرة. وهتف بعض مؤيدي صالح قائلين "نرفض توقيع مبادرة الخليج والانقلاب على الشرعية".وقد أكد مسؤول في الحزب اليمني الحاكم في وقت سابق أن صالح ما زال يرفض التوقيع على المبادرة قبل الاتفاق على "آليات التنفيذ" للمبادرة.كما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية نقلا عن التلفزيون الرسمي اليمني أن "حشودا ضخمة" حاصرت أيضا الرئيس اليمني لمنعه من التوقيع على المبادرة الخليجية.وأعلن الحزب الحاكم وحلفاؤه بعد اجتماع برئاسة صالح "ضرورة أن تجرى مراسم التوقيع على المبادرة بالقاعة الكبرى في القصر الجمهوري، وبحضور كافة الأطراف السياسية المعنية بالتوقيع"، بما في ذلك أحزاب اللقاء المشترك (المعارضة)، وذلك في بيان نشرته وكالة الأنباء اليمنية.وأكد الاجتماع أن "التوقيع في الغرف المغلقة لا يمكن الاعتراف به، ويعكس نوايا سيئة تجاه المبادرة والالتزام ببنود المبادرة". كما دعت المعارضة الولايات المتحدة والسعودية للضغط على صالح.وكان المبعوثون قد حضروا مساء السبت توقيع المعارضة على المبادرة التي تنص على تنحي صالح في غضون شهر.أبرز البنودجدير بالذكر أن المبادرة الخليجية تنص أيضا على تشكيل حكومة وفاق وطني خلال سبعة أيام من التوقيع، على أن تتشكل مناصفة بين الجانبين، في حين يقر مجلس النواب قوانين تمنح الحصانة ضد الملاحقة القانونية والقضائية للرئيس ومن عملوا معه.وبعد تنحي صالح في اليوم الثلاثين لتوقيع المبادرة تنتقل السلطة إلى نائبه الذي يفترض أن يدعو إلى انتخابات رئاسية في غضون 60 يوما، كما يشكل لجنة للإشراف على إعداد دستور جديد يتم عرضه على استفتاء شعبي، ومن ثم تتم الدعوة إلى انتخابات برلمانية يتولى الحزب الفائز بها تشكيل الحكومة.يشار إلى أن الرئيس اليمني رفض التوقيع على المبادرة في مناسبتين سابقتين على الرغم من الجهود المكثفة التي بذلتها دول الخليج لوضع حد للتوتر الراهن في اليمن.وأعربت المعارضة عن تحفظات على الاتفاق لأنه لا يطالب صالح بالتنحي الفوري، لكنها وافقت عل الاستجابة لبنود الاتفاق التي تنص على تنحي صالح في غضون 30 يوما من التوقيع على الاتفاق ونقل سلطاته إلى نائب الرئيس.وقال المتحدث باسم المعارضة محمد قحطان أمس السبت إن المعارضة جزء من هذا الاتفاق، وهي ملتزمة بتنفيذ بنوده كاملة.احتجاجات متواصلةجاء ذلك بينما احتشد ملايين من المتظاهرين في ساحات التغيير في 17 محافظة للاحتفال بذكرى الوحدة مطالبين بإسقاط النظام.وهدد المتظاهرون بتصعيد الاحتجاجات والتحرك نحو المؤسسات الحكومية, وهو التحرك الذي سبب مواجهات دامية في وقت سابق هذا الشهر عندما فتحت قوات الأمن النيران لوقفهم.وقال مراسل الجزيرة نت في الضالع ياسر حسن إن ضاحية قعطبة شهدت مسيرة جماهيرية حاشدة احتفاء بذكرى الوحدة اليمنية هتفت للوحدة اليمنية وطالبت بإسقاط النظام ورفض المبادرة الخليجية.وذكر المراسل أن مسيرة سلمية حاشدة جابت الشارع العام مرددة الهتافات والشعارات المطالبة بمحاكمة رموز النظام، ومؤكدة استمرار الثورة السلمية وتصعيد الاحتجاجات حتى يسقط رأس النظام ويقدم للعدالة "لارتكابه المجازر بحق المعتصمين".يذكر أن الرئيس الأميركي باراك أوباما قال -في خطاب حول سياسة الولايات المتحدة تجاه العالم العربي يوم الخميس الماضي- إن صالح يجب أن يفي بالتزاماته بنقل السلطة.وقد رد صالح محذرا من سيطرة تنظيم القاعدة على البلاد, ودعا لإجراء انتخابات رئاسية مبكرة, ووصف المبادرة الخليجية بأنها محاولة انقلابية.
Comments