المحتوى الرئيسى

حكاية جدي عن البلد بقلم:نضال عساف

05/21 21:23

يروي جدي لي دائماً حكايات جميلة عن قريتنا، دائماً كان يقول إن حالنا كحال الآخرين، لنا أرض وبيت جميل، ولنا وطن يعز علينا فراقه لأننا فيه ولدنا وكبرنا، لايزال هواؤه الرطب يسكن في أعماق صدرنا، لنا فيه ذكريات جميلة لن تمحى أبداً، آثار خطانا لاتزال بارزة فوق ترابه ولن تخفيها الرياح ولا السنون المتعاقبة . يقول جدي إننا كنا نعيش بسلام وأمان، لا يعتدي أحد على الآخر، بل كنا يداً واحدة ضد الظلم، نجتمع على الفرح وعلى الترح، حتى إن لم تكن هناك مناسبة كنا نتفقد بعضنا بعضاً وغالباً ما نجتمع في ليالي الشتاء حول النار لنتسامر ونعلم أبناءنا حب الوطن والأرض ونحثهم على العلم، فكان أبوك يطمح بأن يكون مهندساً وأحد أعمامك طبيباً والآخر شاعراً والثالث كاتباً صحافياً أما أنا فقد كنت أحب الأرض كثيراً وكنت أعتبرها كأحد أبنائي . صمت جدي قليلاً وكادت أن تسقط من عينيه الدموع لولا صلابته وكبرياؤه، ثم تابع يقول: نحن من قرية ساحرة خضراء في فلسطين اسمها “علار” تقع في الجهة الجنوبية الغربية من مدينة القدس، استشهد من أهلها عدد كبير أيام الانتداب البريطاني، وتعرضت القرية للحصار والتفتيش وأعمال الإرهاب وتم عزل مختار القرية لمواقفه الوطنية من قبل المحتلين الغزاة . صرت أتخيلها كثيراً بعد أن سمعت أحاديث جدي المشوقة عنها، الذي عاش فوق أرضها السهلية الخصبة بين أغصان الزيتون والبرتقال . أتخيل كيف كانوا في كل صباح يستيقظون على رائحة الميرمية والزعتر والشيح . كان لا يروي عطشهم إلا الماء المتدفق من عيون القرية . يتحدثون عنها وكأنها قطعة من الجنة، يتذكرونها دوماً وكأنها أمام أعينهم، مازال حنينهم إليها مشتعلاً مثل الجمر على أمل العودة بعد غياب طويل دام ثلاثة وستين عاماً أي منذ عام النكبة . نضال عساف الامارات - العين

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل