المحتوى الرئيسى

قراءة في خطاب أوباما...الثورات العربية والدولة الفلسطينية بقلم : فارس عبد الله

05/21 20:34

قراءة في خطاب أوباما...الثورات العربية والدولة الفلسطينية بقلم : فارس عبد الله * جاء خطاب الرئيس الأمريكي باراك أوباما,الموجه للشرق الأوسط والمنطقة تموج وتغلي وتدخل شعوبها في انتفاضة الثائرين ,على الاستبداد والظلم والاحتلال , في كل المواقع العربية حتى طالت شرارة الثورات حدود فلسطين المحتلة في ذكرى النكبة الأليمة , لتنهمر تباشير الأمل عير سيل الجماهير بالزاحفة نحو فلسطين ,يحملون في هذه المرة أعلاما وأماني للعودة,وحين يشتد عود الثورة ويحين الوقت ,ستنهمر سيول الجماهير بالملايين نحو الأرض المحتلة,وكما يتم الآن تطهير عواصم العمالة , سيكون تطهير مدن وشوارع فلسطين المحتلة, ومقدساتها من السرطان الصهيوني المتغلغل لأكثر من ثلاثة وستون عاماً . أوباما حاول في خطابه تبني الثورات التي أسقطت عملائه !! , كما سعى من خلاله إنقاذ الكيان الصهيوني من المأزق الذي يعيشه ,في وسط محيط الصحوة العربية المتنامية, فأمريكا عدوة الحرية وخيارات الشعوب,فاللعبة الانتخابية أن لم تأتي باللون الأمريكي والذوق الصهيوني فإنها مرفوضة ,وهذا ما عشناه واقعا وتجربة مريرة في فلسطين , أنتجت انقساما دام خمسة سنوات عجاف , تم القضاء عليه بعد أن تحررت القاهرة من قبضة أعوان الإدارة الأمريكية . أوباما وتزوير التاريخ أراد أوباما في حصته الأولى من خطابه ,وهو يتحدث عن الأنظمة الاستبدادية في المنطقة والأسباب التي دعت للثورة عليها ,أن يزيف الحقائق الدامغة ,ويحاول مسح التاريخ الأسود للولايات المتحدة الأمريكية ,في دعم الأنظمة القمعية والتي كانت تصادر الحريات ,وتقمع المواطنين وتزج بهم في السجون , لمجرد التعبير عن الرأي , وكانت لأمريكا بإدارتها المختلفة غاية واحدة من دعمها للأنظمة العربية الفاسدة ,هي الحفاظ على أمن الكيان الصهيوني, ومنع صعود التيار الإسلامي, حتى لا يقود حركة الجماهير نحو تطلعاتها بالحرية والتنمية والريادة . مما قاله أوباما أن الأنظمة الديكتاتورية الحليفة لأمريكا , حاولت استخدام القوى الدينية للتمسك بالحكم ,وهل غفلت استخبارات البيت الأبيض عن تقديم تقرير للسيد اوباما , أن الفئة الأولى المضطهدة من قبل تلك الأنظمة العميلة, هم الشيوخ وأبناء الحركة الإسلامية على إمتداد الوطن العربي , حتى أن عميل الموساد الصهيوني في تونس ,الرئيس المخلوع بن على , كان يحارب الحجاب واللحية ,ويغلق المساجد في وجه الشباب ,وينظم عملية الدخول إليها عبر بطاقات ممغنطة . كما من المضحك أن يعرض أوباما ,لأحد الأساليب التي قال عنها أنها تستخدم لتوجيه مظالم الشعوب نحو الغرب و" إسرائيل " , للحفاظ على كراسي الحكم , هل وصل الجهل بأوباما إلى درجة انه لا يعلم , بان الديكتاتورية الحاكمة في عواصم العرب ,من أكثر المحافظين على امن الكيان الصهيوني , ولا يسمحون بأي مساس به ولو بمجرد كلمة , فكيف يعقل أن توجه هذه الأنظمة الغضب الشعبي نحو الكيان الصهيوني كما يزعم أوباما , وهي التي تقمع كل صوت متضامن من فلسطين وأهلها , بل أصبحت المؤامرات ضد القضية الفلسطينية , وإعلان الحرب على شعبها يتم برعاية تلك الأنظمة الفاسدة , وتحت المجهر الأمريكي الكبير ,الذي من أعظم مهماته المحافظة على مصالح وامن الكيان الصهيوني الغاصب . فأمريكا هي الشر المطلق والعدو لكل خير في بلاد المسلمين ,وهي المحتل الأول لبلادنا في فلسطين والعراق وأفغانستان ,تقتل شباب الأمة ,وتنتهك الأعراض وتسرق الثروات , وتنفذ أحكام الإعدام الميدانية بحق الأبرياء ,فهل مجازر العراق ونهب ثرواته,وتسليط حكومة العملاء على رقاب الشعب العراقي ,من تجليات ديمقراطية وإصلاحات نظام الإدارة الأمريكية ؟! وهل قتل عشرات آلاف الأفغان ,من مبررات التغيير الديمقراطي في العقيدة الأمريكية ؟! وهل مساندة الكيان الصهيوني العنصري, في إغتصاب فلسطين وقتل أهلها وتهويد مقدساتها ,صورة حضارية لنموذج ديمقراطي ؟! لقد سقطت الأكذوبة الأمريكية في شعاراتها الزائفة حول الحرية وإرادة الشعوب , فبعد أن صدمت الاستخبارات الأمريكية بالثورات العربية ولم تتوقعها هل يجوز لاوباما محاولة سرقتها ؟!! وستفشل أمريكا في توقع ما هو آت لان القادم هو الاستيقاظ من الغفلة ورفض التبعية وطرد أمريكا وجيوشها والقضاء على نفوذها في المنطقة. الدولة الفلسطينية في خطاب أوباما أما بخصوص الملف الفلسطيني فإن أوباما يسعى جاهدا لعودة عملية التفاوض بين السلطة وحكومة نتناياهو حيث جدد في خطابه تخليه عن شرط وقف الاستيطان , ولم يتطرق إلىه على إعتبار انه عمل غير مشروع , ويعرقل التقدم في عملية التسوية , بما انه مطروح كشرط من قبل سلطة رام الله للعودة إلى المفاوضات مرة أخرى, فهل تغير شئ حتى يطالب أوباما بالعودة للمفاوضات ,مع إستمرار الغول الاستيطاني يلتهم الأراضي الفلسطينية في الضفة والقدس المحتلة وبمصادقة من وزير الحرب الصهيوني الإرهابي باراك . أوباما بإعلانه عن أهمية قيام دولة فلسطينية ضمن حدود 67 يحاول أن يلقي بالفتات الملغم للطرف الفلسطيني , فهو لم يحدد ماهية هذه الدولة وموعد استحقاقها , بل جعلها ضمن حدود ال67 , وليست على حدود 67 متلاعباً بالألفاظ , سعيا في قضم المزيد من الأراضي لصالح الصهاينة , ويبدو أن حديث اوباما عن الدولة الفلسطينية , يدخل ضمن الأماني والخطاب الترويجي للسياسات الأمريكية في المنطقة . الدولة الفلسطينية وفقا لمخطط أوباما وادراته لا تخرج عن كونها شكلية بلا سيادة ولا جيش تقع تحت سطوة قانون العربدة الصهيوني , وتخضع لعملية تبادل الأراضي المرفوضة فلسطينيا ,والتي يحاول الكيان الصهيوني أن تكون بوابته , لتحديد ماهية كيانه بالدولة اليهودية , بعد أن يطرد فلسطينيو 48 في عملية تبادل الأراضي المفترضة . التعامل مع خطاب أوباما إختبار لجدية المصالحة والشراكة جل ما نخشاه من تداعيات خطاب أوباما ,أن يهرع الطرف الفلسطيني نحو الإدارة الأمريكية مرة أخرى ,ويطالبها بتنفيذ خطاب أوباما بإنشاء الدولة ,وكأن الأيام تعيد نفسها ,فلقد أطلق بوش وعداً وغادر ولم يلتفت إلى وعده , وما يزيدنا قلق الترحيب الفلسطيني لخطاب أوباما والتعقيب السريع من السيد صائب عريقات ,وكأن أوباما ألقى بطوق نجاة لغرقى في تيه السياسة ,وما لبث الطرف الفلسطيني أن أعلن عن إجتماع للجنة التنفيذية للمنظمة ,لمناقشة خطاب أوباما وتوفير الدعم للخطوات الأمريكية , كما جرت الاتصالات مع بعض العواصم العربية , لبحث الخطاب وخاصة فيما يتعلق بموضوع الدولة الفلسطينية , وعدنا مرة أخرى للدائرة المفرغة والتعلق بأوهام الإدارة الأمريكية. قد تكون المصالحة خضعت لإختبار جدي بعد خطاب أوباما, فيما يتعلق بدرجة التنسيق بين الفصائل والسلطة الفلسطينية ,في القضايا السياسية المصيرية ,وللأسف لم نرى دعوة لاجتماع فصائلي شامل ,لمناقشة الخطاب والرد عليه , كما لم تجري مشاورات بين الأطراف الفلسطينية ,بل المؤسف أن إنفردت المنظمة بدعوة لجنتها التنفيذية للانعقاد, لمناقشة الخطاب !! ,فأين الحديث عن الإطار القيادي الذي يتشكل مع الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية , من هذا الحدث وانعكاساته على القضية الفلسطينية ,وكيف يبرر انفراد هيئة مشكوك في مشروعية تمثيلها , لبحث في موضوع سياسي والخروج بقرارات قد تكون مهمة ومفصلية فيما يتعلق بجوهر القضية الفلسطينية . وأمام المشهد المسرحي لخطاب أوباما , نؤكد على أن إستكمال المصالحة , وإتمام الوحدة بين أبناء الشعب الفلسطيني ,هو الطريق نحو الدولة الكاملة السيادة وعلى كامل التراب الفلسطيني ,من الناقورة شمالاً حتى رفح جنوباً , وأن الناظر للتغييرات المتسارعة ليدرك أن آوان النصر والتمكين قد إقترب لهذا الأمة وحان زمانه , وأن التحولات الجارية على الصعيد العربي , تتشكل في جبهة شاملة هدفها كسر عصا التدخلات الخارجية ,ورفض كل الأجسام الغريبة ,وفي مقدمتها الكتلة السرطانية الصهيونية في فلسطين المحتلة,أن السبيل هو إستعادة الكفاح المسلح ورفع راية الجهاد , واستنهاض الأمة بكل طاقاتها نحو تحرير فلسطين, ولعل مسيرات العودة تقرع طبولها عما قريب نحو مسيرة الحشد والتحرير , من ملايين المسلمين لإستعادة مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم , وحينها تسقط معايير القوة المادية ,أمام عظمة وإيمان الجماهير بحقها في فلسطين , فتدخلها بأصوات التكبير المدوية . كاتب وباحث سياسي 20/5/2011

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل