المحتوى الرئيسى

الإدارة الأمريكية تريد فرض الوصاية على الشعوب العربية من أجل الالتفاف على ثوراتها وإفشالها بقلم:محمد شركي

05/21 20:26

الإدارة الأمريكية تريد فرض الوصاية على الشعوب العربية من أجل الالتفاف على ثوراتها وإفشالها محمد شركي غريب أمر الإدارة الأمريكية شأنها شأن من يغتال الضحية ويسير في جنازتها. إن هذه الإدارة هي سبب مصائب العالم العربي ، فهي التي استنبتت الكيان الصهيوني في قلب الأمة العربية النابض ، وهي التي مهدت للأنظمة الفاسدة وقدمت لها المساعدات ، ومددت عمرها لعقود كلها استبداد وظلم وظلام . ولما طال ليل الاستبداد بالأمة توكلت على ربها وعلى شبابها وقدمت التضحيات الجسام وأسقطت رموز الطغيان أمام ذهول الإدارة الأمريكية التي لم تدخر جهدا في إنقاذ الأنظمة النافقة بعد التفرج على الشعوب العربية وهي تزف الشهداء بالمئات يوميا حتى إذا سالت الدماء وديانا وسقط الطغاة تلونت الإدارة الأمريكية بلون الحرباء ،وشعارها لا صداقة دائمة ولا عداوة دائمة وإنما مصلحة دائمة . ولقد رأت الإدارة الأمريكية أن مصالحها التي كانت ترعاها الأنظمة الفاسدة أصبحت معرضة للضياع ،فحاولت أن تلتف على الثورات العربية المباركة بطريقة ماكرة ، وتتظاهر بتأييدها بعد التفرج عليها على أمل فشلها لتكريس أنظمة الفساد والتخلف من جديد . وبالأمس وبدون خجل ولا حياء نصبت الإدارة الأمريكية نفسها وصية على الشعوب العربية وخذلت زعماء أنظمتها الفاسدة الذين كانت بالأمس القريب تصنفهم ضمن أصدقائها المقربين ، فتخلت عنهم كما يتخلى عن الزبالة والفضلات و النفايات ، وهي تروغ من الشعوب العربية كما يروغ الثعلبان ، وتحاول خداعها بالشعارات المدغدغة للمشاعر. وكل ما تهدف إليه الإدارة الأمريكية هو توفير الحماية للكيان الصهيوني الذي استنبتته في قلب الأمة النابض في فلسطين المقدسة ، وهو كيان تتخذه ذريعة للمحافظة على قواعدها العسكرية في المنطقة و على أساطيلها البحرية والجوية المحمولة من أجل وضع يدها على ثروات وخيرات الأمة البترولية التي يضيع مالها بين سوء تدبير أنظمة سفيهة ،وبين نفقات لفائدة الإدارة الأمريكية والإدارات الغربية المشاركة لها في الهيمنة والسطو على خيرات الأمة بالسرقة الموصوفة والمكشوفة .ولقد وقف بالأمس رئيس الإدارة الأمريكية متحدثا عن الشعوب العربية وكأنها مجرد قطعان أو أقنان يعملون في مزرعته ساخرا من استقلالها وحريتها ،و ليس من حقه أن يتحدث عنها ، ولا أن يذكرها حتى مجرد الذكرعلى لسانه ، وهو أصل ما أصابها من بلاء وكوارث منذ أن استنبت الكيان الصهيوني في قلب الأمة الجريح تحقيقا لرغبة اللوبي الماكر الخبيث الذي يسلط الإدارة الأمريكية والإدارات الغربية على رقاب الشعوب العربية لقهرها وحرمانها من النهوض والرقي والتقدم لتبقى دائما متخلفة خاضعة راكعة مستجدية تعاني الجهل والفقر والفاقة والحرمان والظلم بسبب زعماء من صنع الإدارة الأمريكية لتكريس وضعية التخلف في هذا العالم العربي البائس والسيء الحظ. وها هي الشعوب العربية تموج ثائرة ضد الفساد وعساكر الأنظمة الفاسدة تطلق على خيرة شبابها الرصاص ، والإدارة الأمريكية تتفرج ، وهي في قرارة نفسها تراهن على الأنظمة الفاسدة لتمديد عمرها ، وفي نفس الوقت تتظاهر بالوقوف مع الشعوب العربية الثائرة تتباكى عليها بدموع تماسيح ، وهو وقوف لا يتجاوز الشعارات الفارغة . وإذا ما تدخلت الإدارة الأمريكية كان ذلك من أجل التمهيد لحماية مصالحها وعلى رأسها توفير الأمن للكيان الصهيوني اللقيط في قلب الأمة المكلوم . وإن تدخلها ليسيء إلى الثورات المباركة حيث استغلت الأنظمة الفاسدة المقبلة على السقوط ذلك لاتهام الثورات وتخوينها واتهامها بتهمة طلب العون من الإدارة الأمريكية علما بأن هذه الأنظمة هي التي ظلت تستنجد بالإدارة الأمريكية ، وتصرح بأن بقاءها فيه ضمان لوجود واستمرار واستقرار الكيان الصهيوني عسى أن يشفع لها ذلك عند الإدارة الأمريكية ، ولكن محاولاتها باءت بالفشل أمام إصرار الشعوب العربية على الصمود ومواصلة ثوراتها التحررية من الفساد الذي يكبلها ويعرقل مسيرة نهوضها وتقدمها . وإن حشر الإدارة الأمريكية أنفها في ثورات الشعوب العربية عبارة عن مؤامرة خبيثة لخلق صدع بين صفوف الشعوب العربية وللتشكيك في قدسية وصدق ونظافة هذه الثورات المباركة . وبالفعل تحاول الأنظمة الآيلة للسقوط تخوين الثورات الشعبية عن طريق ركوب الثورات الضالة المضادة وتسخيرها لتقديم الدليل للإدارة الأمريكية بأنها لا زالت تملك القطعان الخاضعة الضامنة لبقائها من أجل أن تواصل خدمة المصالح الأمريكية الشيء الذي جعل الإدارة الأمريكية تتفرج وتتربص بالثورات العربية لتغير من جلدها الحربائي في الظرف المناسب حسب المعطيات على الأرض في نفاق حربائي مكشوف لم يشهد التاريخ مثله . ولا زالت لحد الآن هذه الإدارة لم تتخل عن الأنظمة الفاسدة المنهارة ويتضح ذلك من مواقفها بحيث تصرح دائما أنها لا تستهدف زعماء الأنظمة الفاسدة وأسرهم ، وهي تتمنى أن تنهي فترات امتحانهم العسير مع الشعوب العربية الثائرة دون زوالهم لأن بزوالهم يتعين عليها أن تجد أكاذيب وخدع جديدة لخداع الأمة العربية من أجل ضمان مصالحها . وعلى الإدارة الأمريكية ألا تتدخل في شؤون الأمة العربية ، ولن يخدع لون بشرة الرئيس الأمريكي العرب ، ولا دين جدته لأنه بالنسبة للعرب مجرد عبد يأتمر بأوامر اللوبي الصهيوني ،هو وغيره ولا يمكنه أن يخالف أمر هذا اللوبي ، فحتى خطابه الأخير كان بأمر من اللوبي الذي يكيد للأمة من أجل التمويه على احتلال قلبها النابض لأن الثورات العربية أكدت أن الأمة متشبثة بقلبها النابض وأنها لا يمكن أن تعيش بدونه ، وأنها بعد التخلص من أنظمتها الفاسدة ستولي وجهها لتحرير فلسطين والمسجد الأقصى والقدس والشريف. وعلى الإدارة الأمريكية أن تبحث لها عن مصادر أخرى لتسديد ديونها التريليونية ، وعليها أن تغادر الوطن العربي وترحل قواعدها لأن الأمة العربية بعثت من جديد ولم تعد تقبل المزيد من الإذلال ، ولم تنس أن أجدادها قادوا العالم قيادة حضارة قبل أن تصير قيادته إلى اللوبي الصهيوني الذي أشاع الفساد في البر والبحر. وعلى الرئيس الأمريكي الناصح نصح الثعلب للغراب أن يعلم بأن الغراب قد صار نسرا ضاريا أغنيته بلا جبنة ، وهي أغنية الحرية والانعتاق ، وأن صوته لا يمكن أن يطرب الثعلب ، وأن جبنة البترول العربي قد صارت بين مخالب نسر كاسر ، وليس في منقار غراب بليد استبلدته الأنظمة الفاشلة لعقود من السنين ، وهي التي جعلت من الصهاينة الأذلاء عبر التاريخ أولي بأس وقوة في ظرف تعطيل إرادة الأمة عن طريق الفساد والإفساد. ولقد جاء وعد الآخرة لتسوء وجوه الصهاينة ، وهو وعد الله عز وجل الصادق .

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل