المحتوى الرئيسى

‮‬مبارك‮ عمل مع الـ AIC للإطاحة بالسادات

05/21 15:48

هذه الاتهامات وغيرها ربما تتجاوز ما‮ ‬ينوي‮ ‬مبارك تقديمه من اعتذارات،‮ ‬فهي اتهامات لا تمحوها الكلمات العاطفية بغرض الحصول علي‮ ‬عفو والإفلات من المحاكمة،‮ ‬فمعظم ما‮ ‬يجري تداوله من معلومات لم‮ ‬يكن أسراراً‮ ‬جديدة تخرج إلي‮ ‬الفور أول مرة،‮ ‬لكنها معلومة ظلت لسنوات طويلة مناطق ملغومة،‮ ‬محاطة بسياج من الخطوط الحمراء الممنوع الاقتراب منها‮.. ‬الآن تغير كل شيء‮.. ‬ولم‮ ‬يعد بمقدور أحد إغلاق حنفية الاتهامات والمعلومات المثيرة،‮ ‬وما كان‮ ‬يدور همساً‮ ‬في‮ ‬جلسات النميمة والغرف المغلقة‮.. ‬صار علناً‮ ‬وعلي كل لسان،‮ ‬باعتباره مادة دسمة لوسائل الإعلام المختلفة محلياً‮ ‬وعالمياً‮.. ‬فمبارك لم‮ ‬يعد رئيساً‮ ‬بل متهم ورهن الحبس الاحتياطي علي ذمة التحقيقات في‮ ‬تضخم ثروته،‮ ‬وهذا الاتهام لم‮ ‬يكن بعيداً‮ ‬أو منفصلاً‮ ‬بأي‮ ‬حال من الأحوال،‮ ‬عن المعلومات الأكثر خطورة،‮ ‬باعتبارها أموراً‮ ‬تخص الأمن القومي،‮ ‬وربما‮ ‬يقود التشابك والتداخل،‮ ‬إلي‮ ‬مطالبة أسماء وشخصيات بارزة لعبت دوراً‮ ‬حيوياً،‮ ‬في الحياة العامة والسياسة الدولية لتدلي بدلوها،‮ ‬أو تبوح بما لديها من معلومات ثمينة تحفظ بها في خزانة أسرارها،‮ ‬وجميعها‮ ‬يتعلق بثروة مبارك وصفقات البيزنس،‮ ‬والعمولات التي كان‮ ‬يتقاضاها،‮ ‬وأين‮ ‬يودعها،‮ ‬وعلاقاته بالمخابرات الأمريكية‮.‬أبرز الشخصيات المطالبة الآن وقبل أي‮ ‬وقت آخر بالكشف عن الأسرار التي‮ ‬بحوزتها‮.. ‬أشرف‮ ‬غربال سفير مصر السابق في واشنطن،‮ ‬ومنصور حسن وزير الثقافة والإعلام وشئون رئاسة الجمهورية في عهد أنور السادات‮. ‬فكلاهما‮ ‬يعرف الكثير لأنهما شهود عيان علي‮ ‬وقائع جرت قبل أن‮ ‬يتولي‮ »‬مبارك‮« ‬مسئولية الرئاسة‮.. ‬غربال بحكم عمله سفيراً،‮ ‬كان‮ ‬يحضر لقاءات مبارك في‮ ‬واشنطن،‮ ‬ويعرف تفاصيل كاملة عن لقاءاته مع رجال وقيادات المخابرات الأمريكية،‮ ‬وكذلك رجال الأعمال،‮ ‬لأن البيزنس في كثير من الأحيان‮ ‬يكون‮ ‬غطاء لعمليات مخابراتية،‮ ‬ينفذها بدقة بعض رجال الأعمال للحصول علي‮ ‬المعلومات‮.‬الاتهامات الموجهة لـ»مبارك‮« ‬لم تكن وليدة الظروف الحالية لكنها قديمة،‮ ‬وجري التعتيم عليها كثيراً،‮ ‬وعلم بها الرئيس السادات قبل اغتياله بتسعة أشهر كاملة وتناولتها عدة تقارير رسمية من السفارة المصرية بواشنطن‮.. ‬وسربت بعض معلوماتها وتفاصيلها مصادر مخابراتية،‮ ‬لعل أبرزها تلك التي‮ ‬خرجت علي‮ ‬السطح،‮ ‬ووجدت طريقها إلي‮ ‬النور التي‮ ‬كشف عنها‮ »‬وليد أبوظهر‮« ‬من مجلة‮ »‬الوطن العربي‮« ‬قبل‮ ‬30‮ ‬سنة من الآن‮.. ‬في العدد‮ ‬206‮ ‬بتاريخ‮ ‬23‮ ‬يناير‮ ‬1981،‮ ‬وتأتي‮ ‬أهمية ما جاء فيه من معلومات من ارتباطها بأهمية الشخص الذي روي‮ ‬التفاصيل باعتباره قريباً‮ ‬من أجهزة الاستخبارات الدولية،‮ ‬وصاحب علاقات واسعة في دوائر صناعة القرار،‮ ‬في‮ ‬مقرات الحكم الأمريكية والمصرية علي‮ ‬حد سواء،‮ ‬وهو الأمر الذي كان له صدي واسع في‮ ‬جميع الأوساط‮.‬التقرير رصد المعلومات الدقيقة،‮ ‬وتناول بالأسماء ما كان‮ ‬يجري‮ ‬من صراعات بين مراكز القوي في‮ ‬القاهرة،‮ ‬وتوتر العلاقة بين السادات ونائبه‮ »‬حسني‮ ‬مبارك‮« ‬وعلاقة الأخير بالمخابرات الأمريكية،‮ ‬وتفاصيل الانقلاب الأبيض،‮ ‬الذي كان‮ ‬يعد له مبارك للإطاحة بالسادات وكيف خطط السادات للتخلص من نائبه،‮ ‬بالاعتماد علي‮ ‬منصور حسن وسيد مرعي‮.‬أما التفاصيل التي‮ ‬تسربت من المخابرات الأمريكية،‮ ‬تقول إن حسني‮ ‬مبارك،‮ ‬حزم حقائبه واستعد للسفر إلي‮ ‬واشنطن في‮ ‬يناير‮ ‬1981،‮ ‬وقبل مغادرته للقاهرة،‮ ‬عقد اجتماعاً‮ ‬مع الرئيس،‮ ‬ليعرف التوجيهات منه،‮ ‬فيما‮ ‬يتعلق بالمباحثات مع الإدارة الأمريكية،‮ ‬وفي‮ ‬واشنطن حرص مبارك أشد الحرص،‮ ‬علي‮ ‬عقد اجتماع مع ريتشارد آلن الذي كان‮ ‬يستعد لمنصب مستشار الأمن القومي‮ ‬في الإدارة الجديدة التي‮ ‬سيتولاها رونالد ريجان،‮ ‬بالإضافة إلي‮ ‬اتصالات مكثفة مع عدد من رجال الأعمال الأمريكيين والعرب،‮ ‬وكانت هذه الاجتماعات تدور علي‮ ‬مستويين،‮ ‬أحدهما رسمي بحضور الوفد المرافق له في‮ ‬الزيارة وأشرف‮ ‬غربال سفير مصر في‮ ‬واشنطن،‮ ‬والثاني كان شخصاً،‮ ‬وينفرد فيه مبارك مع رجال الأعمال ورجال المخابرات‮.‬المثير في الأمر،‮ ‬أن أشرف‮ ‬غربال رغم علمه بجميع اللقاءات إلا أنه أرسل للسادات تقريراً‮ ‬يتضمن ما جري في‮ ‬الاجتماعات الرسمية‮.. ‬ولم‮ ‬يتطرق من بعيد أو قريب للقاءات الشخصية التي‮ ‬أجراها مبارك مع بعض الشخصيات النافذة في‮ ‬واشنطن،‮ ‬وهذا‮ ‬يمثل لغزاً‮ ‬محيراً‮ ‬في‮ ‬الأمر،‮ ‬ويدفع لطرح تساؤل مشروع،‮ ‬لماذا تجاهل‮ ‬غربال المعلومات المحيطة بهذه اللقاءات؟لكن المعلومات التي‮ ‬لم تتضمنها تقارير السفير المصري،‮ ‬سرعان ما عرفت وانكشف أمرها ومن بينها أن نائب الرئيس حرص علي‮ ‬أن‮ ‬يبلغ‮ ‬ريتشارد آلن بأن أوضاع الجيش‮ ‬غير مطمئنة،‮ ‬وأنه شخصياً‮ »‬أي‮ ‬مبارك‮« ‬يتولي‮ ‬بصفة شخصية،‮ ‬الإشراف علي‮ ‬تنظيم خاص واحد الحزب الحاكم،‮ ‬بهدف المحافظة علي‮ ‬النظام،‮ ‬سواء رحل السادات أو اعتزل أو تخلي‮.‬مبارك كان‮ ‬يبعث برسائل مهمة عبر أقواله بغرض توصيل أنه‮ ‬يعد نفسه رئيساً‮ ‬للبلاد،‮ ‬وكان‮ ‬يقصد رسائله بمعلومات عن مرض السادات وعدم قدرته علي‮ ‬تولي‮ ‬المسئولية،‮ ‬لأن أمراض القلب وقرحة المعدة والكلي‮ ‬يسببون له متاعب كثيرة‮. ‬لكن الأمريكان بطبيعتهم لا‮ ‬يفوتون فرصة تمر دون تحقيق مكاسب،‮ ‬خاصة أنهم شعروا بعد أحاديث مبارك أن الوضع خطير في مصر،‮ ‬لكنهم طلبوا منه،‮ ‬توضيح مدي‮ ‬العلاقة التي‮ ‬تربطه بأبوغزالة،‮ ‬الذي‮ ‬كان‮ ‬يتولي‮ ‬مهمة الملحق العسكري‮ ‬في‮ ‬السفارة المصرية،‮ ‬ومدي‮ ‬التوافق بينهما،‮ ‬ولم‮ ‬يتوان مبارك في إثبات الجدية‮.. ‬فتوجه في اليوم التالي‮ ‬مباشرة للقائهم ومعه أبوغزالة،‮ ‬الذي كان‮ ‬يقوم بزيارة لواشنطن في‮ ‬ذلك الوقت،‮ ‬وأكد الاثنان انهما متفقان تماماً‮.. ‬ونتيجة لهذه اللقاءات جرت اتصالات بين الإدارة الأمريكية ورجال أعمال عرب،‮ ‬ومؤسسة‮ »‬باكتل الأمريكية‮« ‬وأسفر ذلك عن قبول التعاون مع مبارك شريطة إبعاد السادات عن المشهد،‮ ‬لأن دوره نفد،‮ ‬وعلاقاته ساءت مع العرب،‮ ‬وجري‮ ‬الحديث عن انقلاب أبيض علي‮ ‬السلطة‮.‬بعد عودة مبارك طلب السادات من أسامة الباز تقريراً‮ ‬عن الاتصالات الهامشية التي‮ ‬جرت،‮ ‬فيما أشار إليه بأنه لم‮ ‬يحضر سوي‮ ‬الرسمية منها‮.. ‬فاستدعي مدير المخابرات الفريق محمد الماحي،‮ ‬وطلب أدق التفاصيل من اتصالات ولقاءات مبارك،‮ ‬خاصة فيما‮ ‬يتعلق بالتنظيم العسكري الذي كلف السادات نائبه بالإشراف عليه مع التنظيم الحزبي،‮ ‬وعندما تسلم السادات تقرير‮ »‬الماحي‮« ‬أصيب بصدمة صعقته،‮ ‬وكأنه لا‮ ‬يصدق ما‮ ‬يقرأ‮.. ‬فقد تضمن أن تجمعاً‮ ‬مدنياً‮ ‬وعسكرياً،‮ ‬يمسك بخيوطه‮ »‬مبارك‮«.. ‬أما المفاجأة الأكثر درامية في‮ ‬ذلك،‮ ‬ولم‮ ‬يتوقعها السادات أن النبوي‮ ‬إسماعيل وزير الداخلية،‮ ‬ساعد مبارك بأجهزته البوليسية للوصول إلي‮ ‬التنسيق العسكري‮ ‬الحزبي،‮ ‬ولم‮ ‬يكن أمام السادات إلا استدعاء نائبه لإفهامه بأن مؤامراته في‮ ‬واشنطن معلومة،‮ ‬وقال له‮: ‬أنا صنعتك وأنت من دوني لا تساوي شيئاً‮.. ‬لأنك مخلوق بلا وفاء،‮ ‬فأنا اعتبرتك ابني‮.. ‬وكنت أعدك لمتابعة المسيرة من بعدي،‮ ‬فإذا بك تتصرف هذا التصرف‮.. ‬أنا الآن أستطيع أن أطيح برأسك‮.. ‬لكن سأعطيك فرصة أخري‮ ‬وسأختبر ولاءك من جديد‮«! ‬وواصل السادات‮ »‬لقد تبين لي أن التقارير التي‮ ‬كان‮ ‬يرفعها لي منصور حسن صحيحة‮.. ‬وإن كنت أثق فيك أكثر منه والآن عليك التخلي‮ ‬عن مسئولياتك ما جاء بهذا التقرير‮ ‬يشير إلي‮ ‬أن منصور حسن‮ ‬يعلم الكثير،‮ ‬فقد كانت لديه تقارير عن مبارك،‮ ‬وكان‮ ‬يرفعها للسادات،‮ ‬فلماذا لم‮ ‬يتحدث،‮ ‬ومثل هذه الأمور أمانة تاريخية ستكشف النقاب عن الكثير من الأسرار التي‮ ‬ظلت‮ ‬غائبة‮.‬وبالعودة مرة أخري للصراع بين السادات ونائبه‮.. ‬نجد أن الأول أحبط محاولة الانقلاب الأبيض الذي كان‮ ‬يعد له مبارك،‮ ‬بإبعاده تماماً‮ ‬علي‮ ‬أن‮ ‬يتولي‮ ‬الشئون الحزبية‮ »‬التنظيم الخاص‮« ‬منصور حسن،‮ ‬والتنظيم العسكري‮ ‬للفريق الماحي،‮ ‬لكن سرعان ما تلاشي نفوذ منصور حسن لدي السادات بعد تقديمه تقريراً‮ ‬عن فضائح عثمان أحمد عثمان صهر‮ »‬الرئيس‮« ‬وفي‮ ‬تلك الأثناء تقدم‮ ‬60‮ ‬ضابطاً‮ ‬من الجيش بعريضة للسادات‮ ‬يعترضون فيها علي‮ ‬وجود تنظيم داخل الجيش‮ ‬يعمل تحت إشراف مبارك،‮ ‬وطالبوا بحله بالإضافة إلي‮ ‬عدم الاعتماد الكامل في التسليح علي‮ ‬الولايات المتحدة الأمريكية‮.. ‬فتحفظ عليهم السادات إلا أن زملاءهم أجبروا السادات علي‮ ‬الإفراج عنهم،‮ ‬ما جاء في‮ ‬تقرير المعلومات المسربة،‮ ‬يشير بوضوح إلي أن مبارك عرف مبكراً‮ ‬المؤامرات ومغازلة أجهزة الاستخبارات في‮ ‬سبيل البقاء علي‮ ‬الكرسي،‮ ‬خاصة أن تلك الأجهزة هي‮ ‬التي‮ ‬أدارت علاقاته مع رجال البيزنس من العرب والأجانب‮.‬ومن المفارقات العجيبة أن الأشخاص الذين‮ ‬يعرفون جميع التفاصيل،‮ ‬عن العلاقات الغامضة مع المخابرات وعلاقات البيزنس والعمولات،‮ ‬يقفون خارج دائرة الأحداث المشتعلة،‮ ‬والتاريخ لن‮ ‬يغفر لمن عرف والتزم الصمت فهل‮ ‬يتحدث كل من أشرف‮ ‬غربال ومنصور حسن‮.. ‬أم ستموت الحقائق بالصمت؟ أم أن الأمر مرتبط بعلاقات خاصة بين مبارك والذين‮ ‬يعرفون الحقائق ويصمتون‮.‬اللافت للنظر،‮ ‬قبل‮ ‬غضب السادات وأسرته،‮ ‬عقب تناول منصور حسن لتقرير عن عدد من الفضائح،‮ ‬لم‮ ‬يسترد مبارك قوته مرة أخري،‮ ‬والصراع بين الرئيس ونائبه وصل لمنطقة ضبابية‮.. ‬السادات لا‮ ‬يريد إحداث بلبلة بإخراج مبارك بشكل سريع‮.. ‬والأخير‮ ‬يدير لعبته وفق اتفاقاته مع ريتشارد آلن‮.. ‬لكن هذه الفترة الشهور التسعة الأخيرة من حكم السادات‮.. ‬شهدت عودة قوية لسيد مرعي‮ ‬الذي‮ ‬نصح الرئيس السادات بالتروي قبل اتخاذ قرار بشأن نائبه‮.. ‬وقرر السادات وفق نصائح صهره مرعي،‮ ‬تشكيل هيئة مستشاري الرئيس لتقليص سلطات مبارك،‮ ‬أما منصور حسين فتولي‮ ‬إلي‮ ‬جوار منصبه‮ »‬وزير الثقافة‮« ‬منصب وزير شئون الرئاسة،‮ ‬وحصل علي‮ ‬صلاحيات واسعة،‮ ‬بحيث لا تصل ورقة من الحزب أو الحكومة أو الجيش إلي‮ ‬الرئيس قبل وصولها لمنصور حسن،‮ ‬وفرض الرقابة علي‮ ‬حسني‮ ‬مبارك،‮ ‬وهذا‮ ‬يساعد علي‮ ‬التخلص منه وبالتالي‮ ‬المشير أبوغزالة وبدأت الكراهية تعرف طريقها من السادات وزوجته إلي‮ ‬النبوي‮ ‬إسماعيل،‮ ‬لكن كان التخلص من النبوي‮ ‬مشوباً‮ ‬بالمخاطر،‮ ‬لأن لديه قوات أمن مركزي،‮ ‬التي تشكلت للحفاظ علي‮ ‬النظام وهي‮ ‬تأتمر بأمره‮.. ‬لكن الأمر كان‮ ‬يحتاج لبعض الوقت،‮ ‬وزادت الكراهية نتيجة للرقابة الصارمة علي‮ ‬تصرفات أسرة السادات من النبوي‮ ‬إسماعيل‮.. ‬هذه التقارير المسربة من أجهزة الاستخبارات عرفت طريقها إلي‮ ‬النشر منذ‮ ‬30‮ ‬عاماً،‮ ‬وتناولت الكثير من المعلومات التي‮ ‬تخص الأمن القومي،‮ ‬تحتاج للنظر إليها والتحقق منها،‮ ‬فهي‮ ‬أخطر بكثير من تضخم الثروات أو تهريب المليارات،‮ ‬لأن الأمر‮ ‬يطرح تساؤلاً‮ ‬في‮ ‬غاية الأهمية‮.. ‬هو كيف كانت تحكم مصر‮.. ‬ومن الذي كان‮ ‬يحكمها‮.. ‬خاصة إذا ما علمنا،‮ ‬أن الأمر لا‮ ‬يتعلق بمبارك نفسه،‮ ‬فقد امتدت أيادي الـC.I.A‮ ‬إلي‮ ‬آخرين في‮ ‬عهد مبارك،‮ ‬وهو ما كشف عنه الستار،‮ ‬بوب وود ورد في‮ ‬كتابه عن الحروب الخفية للمخابرات‮.. ‬وأشار فيه إلي‮ ‬تجنيد أحد المقربين من دائرة الرئيس وفي‮ ‬مكتبه بمعرفة المخابرات المركزية الأمريكية‮.. ‬وكشف فيه قصة الابلاغ‮ ‬عن الطائرة التي‮ ‬أقلت المجموعة الفلسطينية‮ »‬منفذي ضرب الباخرة إيفلي لاورو‮«‬،‮ ‬ولأن مبارك‮ ‬يعرف لغة المؤامرات،‮ ‬أوصي بأن من أبلغ‮ ‬المخابرات الأمريكية هو أبوغزالة لحرقه‮!‬إذن القصة مرتبطة بالثروة والتخابر للوصول إلي‮ ‬السلطة وتحقيق الثروة عن أجل ذلك استغل مبارك سوء العلاقات بين السادات والأنظمة العربية،‮ ‬وغضب واشنطن منه،‮ ‬فأراد تصعيد الصدام بطريقة‮ ‬غامضة‮.. ‬خاصة أن بداية الانهيار في‮ ‬علاقات السادات داخلياً‮ ‬وصلت مداها‮.. ‬لكن انهيار العلاقات في‮ ‬مؤسسة الرئاسة هو الذي كان مؤشراً‮ ‬خطراً‮ ‬علي‮ ‬السادات،‮ ‬استثمره نائبه لصالحه‮.. ‬فقد وصل مدي‮ ‬هذا الانهيار إلي‮ ‬الدوائر الأخري‮ ‬المحيطة بالرئاسة،‮ ‬وهو مجلس الشعب إذ تمرد‮ ‬35‮ ‬نائباً‮ ‬من حزب السادات‮ »‬الموالين لتنظيم مبارك‮«‬،‮ ‬مع نواب المعارضة وإبراهيم شكري‮ ‬لمقاطعة إحدي‮ ‬جلسات البرلمان،‮ ‬التي‮ ‬قرر السادات أن‮ ‬يستضيف فيها‮ »‬إسحاق فانون‮« ‬رئيس إسرائيل أثناء زيارته للقاهرة،‮ ‬وأجبر السادات علي‮ ‬إلغاء خطاب فانون من مجلس الشعب من برنامج الزيارة‮.‬كان تمرد نواب حزب السادات مرحلة أولي‮ ‬لنجاح مبارك في‮ ‬تكتيكه ضد الرئيس،‮ ‬كنوع من الاستفزاز والبدء في‮ ‬حملة اعتقالات لتأديب المعارضة،‮ ‬والخارجون عن طوعه من أعضاء حزبه‮.. ‬وهو ما جري لتلتف الدائرة حول عنق السادات،‮ ‬وينتهي‮ ‬الأمر بعدها بشهور قليلة،‮ ‬لأن‮ ‬يغتال‮.. ‬ومبارك وأبوغزالة بجواره،‮ ‬هذا هو مبارك الذي حكم مصر‮ ‬30‮ ‬سنة،‮ ‬وقبل أن‮ ‬يحكمها تسربت تلك المعلومات‮.‬

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل