المحتوى الرئيسى

حول مطالبة الأحزاب الليبرالية بتأجيل الانتخابات

05/21 10:08

بقلم: ليلي سويف 21 مايو 2011 10:04:02 ص بتوقيت القاهرة تعليقات: 0 var addthis_pub = "mohamedtanna"; حول مطالبة الأحزاب الليبرالية بتأجيل الانتخابات الموقف الذى اتخذته الأحزاب الليبرالية الأربعة (حزب الجبهة، وحزب المصريين الاحرار، والحزب المصرى الديمقراطى الاجتماعى، وحزب العدل) برفض موعد الانتخابات المزمع عقدها فى سبتمبر المقبل والمطالبة بتأجيلها، يسىء إليها جدا فى الشارع المصرى ويجعلها تبدو بمظهر من ينقلب على الديمقراطية ما دامت لن تأتى بها إلى كرسى الحكم، وهو موقف سئمه الجمهور المصرى وكثيرا ما عاب على حكومة الولايات المتحدة الأمريكية والحكومات الأوروبية اتخاذه. المؤلم أن هذا الموقف يأتى فى الوقت الذى يقع فيه التيار الإسلامى ــ الذين يريدون مواجهته ــ فى الخطأ تلو الآخر، فأحداث الفتنة الطائفية الأخيرة وتحركات السلفيين ووجود تحالف واضح بين جزء منهم وجزء من الإخوان، يفقدهم العديد من الانصار المحتملين، فالسلفيون مشروعهم لمصر واضح وهو أن تكون دولة إسلامية بالمعنى الموجود فى السعودية، قد يتبرأون من سلوكيات بعض المنتسبين إليهم ولكنهم لا ينفون أبدا أن هذا هو حلمهم هم وأغلب قيادات الإخوان، وإن تبرأوا من العنف فهم لا يتبرأون من الحلم، بينما أجزم بأن غالبية الشعب المصرى لا يريد لمصر أن تتشبه بالسعودية حتى لو تمسك بأن مصر دولة إسلامية. •••لو اختار العلمانيون المصريون ــ أو دعاة الدولة المدنية كما يفضلون أن يسموا أنفسهم ــ أن يثقوا فى الناخب المصرى بدلا من محاولة الالتفاف على إرادته لكان أمامنا فرصة حقيقية أن يبدأ هذا التيار الرجعى، الذى يستخدم الدين الإسلامى كأداة تعبئة جماهيرية فى الانحسار أو على الأقل فى الانقسام بحيث يمكن عزل أكثر أجزائه تعصبا بحيث ينحسر دورها السياسى وتتحول أما إلى ظاهرة صوتية غير مؤثرة بالمرة أو إلى ظاهرة إجرامية يلفظها المجتمع، عموما لقد أعلنت هذه الأحزاب الأربعة موقفها، وعليها أن تتحمل تبعاته لكنى أتمنى ألا تتورط غيرها من القوى المدنية فى ذات الموقف، وبالذات القوى اليسارية بتلاوينها المختلفة.على اليسار اليوم أن يقول بوضوح إنه يستعد للانتخابات وأنه يثق فى أن الناخب المصرى يريد لمصر أن تكون دولة متقدمة حديثة يسودها التسامح ويعيش فيها المصريون جميعا حياة كريمة ماديا ومعنويا، وأن غالبية المصريين قد رأوا بأنفسهم الكوارث، التى يقودنا إليها التعصب الدينى، فلن يتسامحوا بعد اليوم مع من يمارسه مسلما كان أو مسيحيا، وغنى عن البيان أنهم لن يسمحوا لمن كان التعصب إحدى الدعائم الأساسية لفكرهم وأداتهم الرئيسية فى التعبئة أن يمثلوهم فى البرلمان. وبالطبع على اليسار أن يبدأ بالفعل فى التحرك بطرح خطاب منحاز إلى الفقراء بشكل واضح لا لبس فيه كما أن عليه أن يطرح خطابا يشجع الناس على أن ترشح من بينها من تراه أمينا على مصالحها، كل انتخابات مجلس الشعب، التى جرت فى مصر دائما ما شهدت العديد من المرشحين المستقلين، فى ظل انتخابات حرة بمشاركة أوسع بكثير مما كان يحدث من قبل يمكن أن تسفر هذه العملية عن ظهور العديد من القيادات المحلية الجديدة، فليس معنى أن الأحزاب ضعيفة أن البلد لن يجد مرشحين غير التيارات الدينية أو من كانوا أعضاء فى الحزب الوطنى المنحل.•••الكثيرون قد سئموا الحكم العسكرى، فهو يجمع بين الغلظة وعدم الكفاءة وكل طلب لتأجيل الانتخابات يترجم لديهم على أنه طلب لمد الحكم العسكرى، أما المطالبون بمجلس رئاسى فقد صاروا متهمين بأنهم يحاولون الوصول الى السلطة دون المرور بصناديق الاقتراع، ربما تتأجل الانتخابات فى جميع الأحوال بسبب مشكلات الأمن وفى هذه الحالة سيقع وزر تأجيلها على المجلس العسكرى ووزارة الداخلية لأن الأمن مسئوليتهم، فلماذا نعطيهم غطاء؟ ونظهر نحن كما لو كنا نرفض الديمقراطية أو نطالب بحكم عسكرى.•••عقب انتهائى من كتابة هذا الخطاب وقبل أن أبدأ فى إرساله جاءنى خبر إطلاق الرصاص على المتظاهرين عند السفارة الإسرائيلية، وجرح اثنين على الأقل من الشباب أصدقاء ابنتى، فهل كان يمكن لحكومة منتخبة أيا كان توجهها أن تفعل ذلك.. وهل لو فعلته كانت ستنجو بفعلتها؟ 

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل