المحتوى الرئيسى

> الحكومة لم تتعلم من أخطاء الماضي لإصلاح الاقتصاد

05/21 21:08

اتهم الدكتور شريف دلاور الخبير الاقتصادي الحكومة بالتخلي طواعية عن دورها وافتقاد الرؤية الاقتصادية الواضحة والارتكان إلي انتظار المنح والمساعدات، كما لو أن الحكومة استسلمت لدور «الغرقان الذي يتعلق بقشة» علي حد وصفه. تساءل ــ دلاور ــ لماذا ترتضي الحكومة أن تحل مختلف بلدان العالم بديلاً عنها ليس هذا فحسب بل إننا ننتقد أمريكا لأنها لم تقدم سوي مليار دولار وكذلك ننتقد أوروبا والدول العربية في حين أننا لا نتحرك ونرتكب نفس أخطاء الحكومات السابقة. أضاف الخبير الاقتصادي المرموق: إن الاقتصاد المصري كان ا«قتصاد شبح» و«اقتصاد ريعي» يقوم علي هيمنة المالية علي الإنتاج لهذا انهار سريعاً بغض النظر عن الاحتجاجات الفئوية التي لا يمكن تحميلها مسئولية هذا الانهيار السريع، وإنما البناء الخاطئ سابقاً هو سبب الانهيار لكننا يبدو أننا لا نتعلم من أخطاء الماضي، بل نكررها ولا يجوز أن نظل حتي الآن دون تغيير في السياسة الاقتصادية والاكتفاء فقط بعناوين عريضة وفضفاضة مثل العدالة الاجتماعية دون شرح كيفية تحقيق ذلك. قال دلاور: إن الحكومات السابقة كانت تدار بالنهب والحكومة الحالية تدار بالجهل، ولا يمكن لدولة أن تنجح وهي تدار فقط بالنوايا الحسنة وطهارة اليد فقط دون رؤية واضحة تشخص حالة الاقتصاد وتحاول البناء من جديد وليس ترميم القديم والسير في نفس الاتجاه وتبني نفس المشروعات ونفس القوانين كما لو أن الثورة لم تحدث. وانتقد الخبير الاقتصادي سلبية الحكومة واستمرارها في دور الناصح الذي يكتفي بإسداء النصيحة للشعب من أجل وقف الاحتجاجات والاستمرار في العمل والإنتاج دون اتخاذ خطوات جادة تحفز علي ذلك، يأتي في مقدمتها علي سبيل المثال علاج التشوهات والخلل بين أجور الموظفين وبين أجور رؤساء ومدراء المؤسسات والبنوك والشركات التي يعمل بها هؤلاء الموظفون، بما يؤكد أن هناك عجزاً في الفكر الاقتصادي لا يرتقي إلي مستوي طموحات الناس التي قامت بالثورة. وأردف دلاور: الحكومة الآن أصبحت مطالبة بإعلان خطتها الاقتصادية بوضوح ودون تأجيل، فلا يجوز أن تبقي نفس القوانين كما هي مثل الضريبة العقارية والشراكة بين القطاعين العام والخاص، كما لا يجوز أن تظل هيمنة المالية علي الإنتاج وإلا فماذا قدمت الحكومة إذن للشعب غير الشعارات. وطالب بضرورة التدخل الفوري لوضع قيود علي تحويلات البورصة وفرض ضرائب تصاعدية ومساندة الإنتاج كما حدث في مختلف بلدان العالم التي حققت تقدماً اقتصادياً، فأمريكا ذاتها وإنجلترا اتخذتا خطوات في هذا الاتجاه في القرن التاسع عشر وكوريا الجنوبية اعتمدت علي الصناعات الاستراتيجية مثل الصلب والألومنيوم وغير حتي أنها عندما أرادت بناء مصنع «سوكر» للصلب عام 1963 ورفض البنك الدولي تمويله لجأت إلي البنوك اليابانية وبعد 10 سنوات فقط أصبح المصنع ضمن أهم مصانع الصلب في العالم، كما أن كوريا الجنوبية أيضاً غلظت في الوقت ذاته من عقوبة التلاعب في سوق النقد حتي وصلت العقوبة حد الإعدام واليابان هي الأخري وماليزيا والصين أيضاً كانت تمنع دخول الاستثمار الأجنبي في قطاعات بعينها ودعمت هي تلك القطاعات المهمة، أما نحن فيبدو أننا نميل إلي نموذج تشيلي والأرجنتين حيث دفعتا أثماناً باهظة بسبب الهرولة خلف المساعدات والمنح وفتح الأبواب أمام الشركات العالمية دون تحرك فعلي وخطوات جادة ورؤية اقتصادية واضحة

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل