حلب التيس بقلم : حمدي فراج

حلب التيس 20-5-2011 بقلم : حمدي فراج في حديث اوباما عن الشرق الاوسط الذي استبقت ادارته التبشير به مبكرا وكثيرا ، للدرجة ان البعض الفلسطيني ذهب لانتظاره بفارغ الصبر ، جاءت "ايجابية" واحدة بين جملة سلبيات هي ان الدولة الفلسطينية ستكون على اساس حدود 1967 ، وهو امر يطرحه نتنياهو ويجاهر به ، لكن حتى لا يكون هناك اي لبس في اي ذهن ، فإن نتنياهو سارع للتنويه ان الانسحاب الاسرائيلي لن يكون من جميع الاراضي ، ولأنه رجل اعمال واقوال ، فإن جرافاته بدأت العمل على بناء ما يزيد على 1600 وحدة استيطانية جديدة في اراضي تم احتلالها عام 1967 ، وبالتحديد من اراضي بلدة حزما شمالي القدس في مستوطنة بسغات زئيف ، ومن بيت لحم جبل ابو غنيم ، رحمه الله ، فحتى قناة الجزيرة الثورية ، اصبحت تسميه بدورها ، هار حوماة . والسؤال عن الايجابية اليتيمة في خطاب اوباما "دولة ضمن حدود 67" ، ترى اين يمكن ان تقوم ، الا إذا كان هناك مخططات سرية لا نعرف بها ، اقامتها في كندا مثلا او الرويشد او سيناء او الاردن ، حينها فإننا نشكر له مبادرته ، ولكن حتى هذه الدولة ومع موافقة القيادة على تبديل اراضي مساوية في الكم والكيف (المساحة والقيمة) ، قد تم الانتهاء منها مع حكومة اولمرت السابقة . وان ادارة جورج دبليو بوش السابقة رسخت كلاميا ، اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة مع انتهاء ولايته عام 2008 ، وها هو اوباما يطوي ثلاثة ارباع ولايته دون ان يرى الفلسطيني حلمه في هذه الدولة لا على حدود 67 ولا على ما يتم تعديله من حدود بالتوافق ، ولا بفرض الامر الواقع بهار حوماة وبسغات زئيف . اما السلبيات في الخطاب المنتظر ، والذي تداعت القيادة لتدارسه ، فتبدأ من عدم الرضا عن المصالحة الوطنية ، كاشفا بهذا عن وجه امريكا الحقيقي ، الذي لا يحب ان يرى الناس في حالة تصالح ، انما في حالة اقتتال واحتراب ، في اسرائيل احزاب وحركات فاشية لاترى في الفلسطينيين شعبا ، بل أفاعي وصراصير وعتاب الرب انه خلقهم . سلبيات اخرى ، اعتبار القدس واللاجئين قضايا عاطفية ، نتنياهو اعلن لاءته للموضوعين العاطفيين ، واوباما كان قد حدد حل قضية اللاجئين بعودتهم الى حيث الدولة ، فتتذوب بالتالي عاطفيتهم . اما السلبية الخطيرة ، وهي التي بددت الايجابية اليتيمة ، هي ان لا يذهب الفلسطينيون الى الامم المتحدة ايلول القادم ، فهذا من وجهة نظره غير وارد ، الا اذا صمم الرجل ان يقيم هذه الدولة قبل ايلول . الباحثون عن ايجابيات في خطاب اوباما الشرق الاوسطي ، هم منقبون اكثر منهم باحثين ، بل اقرب الى حلب التيس .