ليكن ختامها مسكاً

محمد حمادة فضلاً عن حضور قائد الدولة شخصياً فإن أحلى ما في نهائي كأس أمير قطر السبت المقبل أنه جماهيري بوجود الريان والغرافة.. فقد ملت المدرجات فعلاً الشعور بالوحدة واستاءت المقاعد من عدم وجود من يشغلها! واعتاد الفريقان الكبيران، أو أحدهما، التواجد في لقاء القمة خلال السنوات الأربع الأخيرة: خسر الغرافة امام أم صلال بركلات الترجيح عام 2008 ولكنه انتزع الكأس على حساب الريان 2-1 العام التالي.. ثم جاء دور الريان ليضعها في خزائنه العام الماضي بعدما تخطى أم صلال 1-صفر.. وفي العام الماضي أيضا هزم الريان الغرافة بالذات في ربع النهائي.. أما بالنسبة الى المرات التي وقف فيها الطرفان وجهاً لوجه في النهائي الكبير فعددها خمس: في العامين 1996 و1997 فاز الإتحاد - قبل أن يتحول مسماه الى الغرافة- على الريان 5-2 وبركلات الترجيح 3-2 ثم ثأر الريان 2-1 في 1999 و2-1 أيضاً في 2006 الى أن جاء دور الغرافة وفاز 2-1 في نهائي 2-1. هذا يعني أنها المواجهة السادسة بين الطرفين في نهائي أغلى الكؤوس المحلية. فلمن ستكون الغلبة؟ هل يفوز الريان ليعادل المحصلة العامة 3-3؟ أم يفوز الغرافة ليوسع الفارق الى 4-2؟ ولا يمكن في أي حال الإحتكام القاطع والجازم للأرقام، فها هما الفريقان يتعادلان في نهائي ولي العهد في 25 ابريل 1-1 قبل ان يفوز الغرافة بركلات الترجيح 5-4.. ولكن، في الدوري، تعادلا 3-3 في 15 اكتوبر وفاز الريان 3-2 في 11 مارس. في الفترة الأخيرة إرتفع مستوى الغرافة فحل ثانياً في الدوري وتوج بطلاً لكأس ولي العهد وبقي محتفظاً بفرصته لبلوغ الدور الثاني لدوري أبطال آسيا حتى الجولة السادسة والأخيرة قبل ان يسقط امام الهلال صفر-2 الأسبوع الماضي.. وفي ربع نهائي كأس الأمير لقن الغرافة السد درساً عندما تخطاه 3-1، بيد أن جمهوره لم يكون راضياً أبداً عن أدائه امام لخويا في نصف النهائي لأن الإرهاق داهم مفاصل اللاعبين وعضلاتهم وأذهانهم إلى أن حنّت عليه ركلات الترجيح وصفّت الى جانبه.. أكثر من "قطعة" أساسية لعبت من وضع الوقوف فكانت ضيف شرف ولا سيما جونينيو وديانيه ولورنس والزين.. الجميع يتغنون بالغرافة، ولكن الخصم الأول له ليس الريان بقدر ما هو التعب.. أوراقه مكشوفة، هذا صحيح.. ولكن الصحيح أيضاً هو أنه إذا ما تمكن لاعبوه من استعادة حيويتهم حتى مساء السبت فلن يكون من السهل على الريان مناورته.. ولأن الشىء بالشىء يذكر، فإن برشلونة مثلاً يمكن أن يصرخ: "أوراقي مكشوفة فعلاً، ولكن تقضل واغلبني". نقطة القوة الأولى، وليست الوحيدة طبعاً، عند الغرافة هي خط وسطه بوجود جونينيو والعساس ولورنس والزين أو فهيد الشمري، وهي نقطة القوة الأولى عند الريان ايضاً بوجود تاباتا وفابيو سيزار وغومو والكابتن يونس علي.. فوزه الساحق على الجيش بالخمسة ليست معياراً أبداً، ولكن مسؤوليه وجمهوره إطمئنوا الى احتفاظه بحيويته وعلى فاعلية جار الله وفهد خلفان وبديله عبدالله العلي وثبات ظهيرييه مشعل مبارك وحامد إسماعيل. لنراجع نتائج المباريات الثلاث التي جمعت بين الفريقين هذا الموسم حتى نتبين أن التهكن بهوية الفائز منهما بالمباراة الرابعة والأهم سيكون ضرباً من المستحيل.. والمهم لعشاق الكرة الحلوة أن يرتقي مستواها الى مستوى الحدث حتى يكون ختامها مسكاً. . مكاتب جوزيف بلاتر الإعلامية تتحدث عن صولاته وجولاته وتأييد المكاتب التنفيذية له في كل من الإتحاد الأوروبي والإفريقي والأميركي الجنوبي والأوقياني في معركته ضد محمد بن همام لرئاسة الفيفا والتي ستحسم مطلع الشهر المقبل مع علمنا بأن توصيات الإتحادات القارية غير ملزمة للإتحادات الوطنية.. أما مكاتب بن همام فصامتة وإن كسر حاجز صمتها مقال من هنا وهناك يحث الإتحادات العربية على دعمه.. مفعول هذه المقالات لا يدفع ببن همام الى الأمام قيد أنملة وهي بالتالي عاطفية ولا تصل الى مصادر القرار أبداً.. أي أنها نوع من الإنشاء لا أكثر ولا أقل.. وحتى الإتحادات العربية إذا ما صدر عنها شىء فإنه يقتصر على التأكيد: استقبلنا الأخ بن همام وتمنينا له النجاح ولكننا لم نعده بصوتنا لأن القرار ملك للسلطات الحكومية والإدارية وليس ملكنا.. وآخر من قال ذلك ولن يكون الأخير هو رئيس الإتحاد المصري سمير زاهر. * نقلاً عن "استاد الدوحة" القطرية