المحتوى الرئيسى

كل يوملا‏...‏ لسلق الدستور‏!‏

05/20 00:00

إذا كان الشعب المصري قد قال كلمة نعم للتعديلات الدستورية الأخيرة فمن الضروري احترام إرادة الشعب والالتزام بخريطة الطريق  التي تم الإعلان عنها بشأن ترتيبات المرحلة الانتقالية التي تشمل انتخابات نيابية تعقبها انتخابات رئاسية حتي يمكن الشروع في صياغة دستور جديد يستظل بالشرعية الجديدة التي ستفرزها صناديق الانتخابات تحت رايات النزاهة والشفافية. ومع كامل الاحترام لمن يطالبون بوضع دستور جديد قبل الذهاب إلي الانتخابات النيابية والرئاسية فإن ذلك فضلا عن مخالفته لرأي الأغلبية التي قالت نعم للتعديلات الدستورية فإن الأخذ باقتراحهم لا يوفر الوقت الكافي والمناخ الملائم لحوار وطني شامل تتطلبه الصياغة الأمينة والدقيقة لدستور جديد يعبر عن آمال وطموحات كل فئات الشعب. نحن نتحدث عن دستور جديد يكون بمثابة عقد اجتماعي جديد تتحدد فيه بوضوح مختلف المسئوليات والواجبات والحقوق والالتزامات الواجب الوفاء بها من جانب الحكومة والشعب علي حد سواء حتي نستطيع بلوغ الأهداف والمقاصد العليا للوطن وتلك أمور تتطلب مناقشات مستفيضة وحوارات واسعة لتبادل الرأي والمشورة قبل الصياغة التي تسبق الطرح علي الرأي العام تمهيدا للذهاب إلي التصويت في صناديق الاستفتاء. نتحدث عن دستور جديد لا تنفرد أيه جهة بصياغة التصور المبدئي له وإنما ينبغي أن يكون استخلاصا لنتائج حوار وطني جامع حول المبادئ الأساسية التي يتم التوافق حولها لكي يتحقق الإلزام المطلوب بقوة الرضا والفهم التي تعطي الدستور شرعيته ومشروعيته. وكل الدول العريقة في الديمقراطية التي لم تتسرع في سلق دساتيرها هي التي حمت هذه الدساتير من عمليات الترقيع بين الحين والحين لأنها بنيت علي الاتفاق و التراضي والالتزام بشأن طبيعة الدستور وآلياته وأهدافه سواء فيما يتعلق بمسئوليات وحقوق الحاكم من ناحية أو التزامات وحقوق الشعب من ناحية أخري. وقبل هذا وذاك فإن صفاء المناخ السياسي في المجتمع شرط أساسي للشروع في حوار وطني جامع وشامل من أجل صياغة دستور جديد يستمد جذوره من الأحلام والطموحات المشروعة لكل الفئات والتيارات دون استثناء وتمتد روافده إلي المبادئ الدينية والقيم الأخلاقية والموروثات الاجتماعية الحميدة التي تقوي روح الانتماء بالتطلع إلي الأمام بأكثر من الاستدارة للوراء! وأول شرط لضمان صفاء المناخ السياسي في المجتمع هو الاطمئنان لتراجع مشاعر الغضب والانفعال لصالح اتساع مساحة التفكير العقلاني والمنطقي القائم علي ركائز الاستنارة والحداثة وروح التسامح! <<< خير الكلام: ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ << العدل إن دام يعمر... والظلم إن دام يدمر! المزيد من أعمدة مرسى عطا الله

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل