المحتوى الرئيسى

في الولايات المتحدة الأمريكية فضيحة أخلاقية واحدة والمكيال مزدوج بقلم: محمد شركي

05/19 22:20

في الولايات المتحدة الأمريكية فضيحة أخلاقية واحدة والمكيال مزدوج محمد شركي لا زالت أصداء الفضيحة الأخلاقية المنسوبة لمدير صندوق النقد الدولي تتوالى في العالم خصوصا في البلد الذي كان مسرحا لها ، وفي بلد بطل الفضيحة. ومضحك حقا موضوع الفضائح الأخلاقية وموضوع التحرش في الدول الغربية التي تعتبر السياحة الجنسية فيها أمرا مشروعا ، والماخورات منتشرة كالمطاعم والملاهي والفنادق بل هذه الأخيرة تقدم لمن ينزل فيها إلى جانب لوائح الوجبات والمشروبات الكحولية ، لوائح المومسات ، أو توجد في علبها الليلية وخماراتها بائعات الهوى اللائي يحضرن إلى غرف الفنادق دون إكراه ولا تحرش كما تقول حكاية مدير أكبر صندوق نقد في العالم والذي تركع أمام قدمه بنات الهوى من كل صنف . إن الحكاية تثير العجب إذ كيف تضيق مصادر الفساد على مدير صندوق النقد الدولي فيطمع في منظفة إفريقية اضطرتها ظروفها البائسة لتنظيف أدران الفندق من النوع المألوف ، والتي لم يخطر ببالها تنظيف أدران من نوع غريب إذا ما صحت الرواية لأن الرواية في الولايات المتحدة تحتاج إلى نوع جديد من علم الجرح والتعديل وقد بعث فيها كعب الأحبار وعبد الله بن سبأ من جديد . ولقد ذكرتنا فضيحة مدير صندوق النقد الدولي بالفضيحة الأخلاقية للرئيس الأمريكي الأسبق كلينتون مع السكرتيرة اليهودية الجميلة مونيكا لونسكي . ففي حين صفعت زوجة الرئيس وهي بسبب ذلك اليوم وزيرة للخارجية زوجها على وجهه وأدمته ، واضطر للاعتذار للشعب الأمريكي على كذبه عليه وتورطه في الفضيحة لا زال مدير صندوق النقد الدولي لم يصفع ولم يعترف ولم يعتذر بل لا زال مصرا على إنكار الفضيحة مع أن شهود من أهله شهدوا بأنه رجل رقيق المشاعر وربما كان زيرا أيضا. والغريب في هذه الفضيحة الأخلاقية اختلاف مكيالها بين رئيس أمريكي ، ومدير صندوق نقد فرنسي ، فالرئيس الأمريكي منعته حصانته من أن توضع القيود في يده ويسحبه رجال الشرطة ذليلا حقيرا كما كان شأن رجل المال الفرنسي ، ولم ينقل إلى سجن من أخطر السجون حيث المجرمون الضالعون في الجريمة كما كان مصير الزير الفرنسي البائس والتعس الحظ إذا صح ما يقوله أهله فيه . وقد يبدو الأمر غريبا عجيبا ولكن سرعان ما يزول العجب إذا استحضرنا ظروف اتهام الرئيس الأسبق كلينتون الذي كان قد أظهر بعد اللين مع الفلسطينيين والعرب فأثار حفيظة اللوبي الصهيوني فاستعملوا أجمل فتياتهم اليهوديات لتكون الحجة دامغة ضد رئيس سولت له نفسه أن يمس مشاعر الصهاينة بالتعاطف مع أعدائهم العرب . ولا تختلف حكاية مدير صندوق النقد الدولي عن حكاية الرئيس الأمريكي الأسبق ذلك أن مدير صندوق النقد كان عاقدا العزم على الترشح لرئاسة الجمهورية الفرنسية منافسا رئيسها المنحدر من أصول يهودية والذي يقدم الدعم للكيان الصهيوني دون حدود ، والذي نكل بالإسلام وأهله أيما تنكيل حتى أنه كشف النقاب عن وجوه المنقبات المسلمات إهانة لهن بذرائع واهية . فلعل مدير صندوق النقد الدولي وهو صاحب ميول اشتراكية أن يكون ممن لا يقدسون السامية ، وينتقدون جرائمها ضد العرب فكان لا بد من تأديبه وقطع الطريق عليه حتى لا يصير رئيسا لدولة لا يقل فيها اللوبي اليهودي خطورة وبأسا عن اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة الأمريكية .ومن يدري لعل هذه هي الحقيقة التي لا يمكن أن تصل إلى الرأي العام العالمي كما لم تصله حكاية زعيم تنظيم القاعدة التي ستظل لغزا محيرا يمد الإعلام بمشاريع الحكايات المثيرة التي لا نهاية لها . أو لعل الزير الفرنسي قد أغراه حجاب المنظفة الإفريقية المسلمة خصوصا وأن بلاده أغضبها ستر المسلمات لمفاتنهن ، أو لعل الزير قد أتخمته اللحوم البيضاء فاشتهى اللحم الأسمر المحرم ، وكل حرام لذيذ . كل الحكايات ممكنة ، وقد تكون حكاية اللوبي الصهيوني أصح الحكايات لأنها مألوفة في الولايات المتحدة الأمريكية التي تكيل بمكيالين في قضية واحدة حسب الهوى الصهيوني صاحب القرار الأول والأخير فيها .

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل