المحتوى الرئيسى

فوالة المتنبي بقلم: خالد الزهراني

05/19 22:20

عيد بأية حال عدت يا عيـــد بما مضى أم لأمر فيك تجديد هذا ما نظمه شاغل الناس وسلطان الشعراء بلا منازع "أبو الطيب المتنبي" عن قدوم العيد . وقد عارضته بقولي : هنأتنا بالعيد فأضحى العيد عيدان عيد تعودناه وعيداً منك فيه تجديدُ حسناً ولكن ما هذا الخلط العجيب ، عيد وشعر وفول أم أقول الخلطة العجيبة تيمناً بالفول وخلطاته المتعددة , هل قتلك الفضول ؟ لا عليك , سأخبرك ما هيه الخلطة أقصد العلاقة بين كل هذه الأشياء المتنافرة . بسم الله وبه نستعين ، البداية كانت بطبق فول اجتاحه سونامي من السمن ألذيذ في جلسة سمر مع بعض الأصدقاء فتذكرة أني قبل سنوات مضت قد اشتهيت أكلة فول فمرة بشارع يعج بالمحال التجارية وإذ بي أقرأ على لوحة التعريف بنشاط أحد هذا المحال (فوالة المتنبي ) فضربت صفحاً عن أكل الفول وعدة من حيث أتيت وأنا غارق كما يغرق الفول في السمن ألذيذ في الكثير من الأسئلة . هل أشتهر المتنبي بحب الفول ؟ أم لعله نظم قصيدة عصماء في مزايا ومحاسن الفول العظيم ولم تصلني ؟ ، ثم حملني حسن الظن للاعتقاد بأن صاحب المحل يحمل لقب المتنبي ومن حقه أن يسمى المحل على أسمه ،ثم جنح بي الخيال بعيداً وتخيلت صاحب المحل من محبين المتنبي وشعره وما عليك للحصول على طبق مجاني سوى سرد قصيدة للمتنبي ! هذا ما كان من أمر الفول أما العيد والشعر فنحن في أيام عيد وكل عيد يتكرر هذا البيت للمتنبي عبر الصحف و وسائل الأعلام كاستفتاح للمقالة هنا وتهنئه هناك . وهذا قليل من كثير فهناك مثلاً (مطعم هارون الرشيد) والذي أشك في أنه يقدم لمرتاديه ما كان يقدم على موائد هارون الرشيد ، ثم يتعاظم الجهل ليصل لمنتهاه ليطال بيت الله الحرام فتجد صورة الكعبة المشرفة تتوسط أسم المحل (ملحمة مكة) أو (شواية القدس) التي لم نستطع استردادها ونسيناها ثم أهناها بهذا النعت ، أيه الأخوة والأخوات أنها مهزلة (ومن يهن يسهل الهوان عليه ... ما لجرح بميت أيلام ) والقائمة طويلة , طويلة بطول حسراتي وعظم حنقي فهناك (مغسلة البحتري) و( ورشة الحطيئة) (وكوافير (لاحظ الاسم الأعجمي) الخنساء )رضى الله عنها ، بالفعل هيه خلطة عجيبة ! أم يسير الأمر كما يقول المثل (كله عند العرب صابون) ربما فما أدراني أنا وأمثالي بهذه الأمور ، وهناك من المصائب والحروب والمآسي ما يجعلنا لا نهتم بمثل هذه الصغائر . صغائر ، سبحان الله . هل يهان بيت الله ونقول صغائر هل يدنس أسم خليفة من أعظم ملوك الأرض ونقول صغائر ، نحن لم نفلح لا في الحروب ولا في رد المصائب والمآسي عنا ولا حتى في تعليب الفول أنه يئتينا من مزارع كالفورنيا كأحسن ما يكون عليه الفول . الفول من نعم الله فالحمد لله على نعمه لكن هذا الشاعر العظيم لا يستحق منا هذا الربط المزري بينه وبين الفول ، كم كلية للآداب تحمل أسمه ؟ أتسائل فقط ، بالطبع المجمعات التجارية الفخمة لا تكتمل فخامتها ألا إذا حملت تسمية أعجمية , هل أخاف اندثار اللغة العربية . بالطبع لا ، ولطالما عجبت لكبار الكتاب والعلماء وهم يخوفوننا من ذلك ، فكما تكفل الله بحفظ القرآن الكريم فستحفظ هذه اللغة , هل هيه مسألة شكليات , ربما لكن من أبسط ألف باء الحضارة الشكليات والبدء من المهم ألى الأهم بيد أن كل هذا يذهب هباء تثروه الرياح أمام نتيجة مباره في كرة القدم كأداة توقع حرباً بين دولتين ، أنهم العرب على مشارف الألفية الثانية بعد ناقة البسوس وفرسى داحس والغبراء ! حجاج بيت الله وضيوفه مهددين من شراذم رافضة بني فارس ونحن نهدر الطاقات والوقت لمحاولة وقف حرب بين بلدين شقيقين بسبب كرة القدم هل أصبحت عقولنا في أقدامنا ، لا حول ولا قوة إلا بالله . بقلم: خالد الزهراني ـ الخبر (المملكة العربية السعودية)

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل