المحتوى الرئيسى

من حقل ألغام إلى حديقة ورد بقلم:منذر المحتسب

05/19 22:20

من حقل ألغام إلى حديقة ورد عند ذلك فقط كشفت زيف البعض المستضعِف من العرب وزيف آخرين متخاذلين إضافة إلى ترويج الإسرائيليين لنفسهم بأقاويل لا تتطابق مع واقع الأمور ، صور الزيف التي كانت واضحة جلية عن تضخيم مزعوم لإسرائيل ، تصويرٌ الهدف منه واضح وهو إبقاء الإنسان العربي في حالة إذعان وخوف ورهبة أمام الإسرائيلي وجبروته ، لقد كانت المساحة الفاصلة بين الأراضي السورية العربية ذات السيادة حول خط التماس وبين آخر نقطة تحتلها إسرائيل ممنوعة على كل مواطن سوري سواء أكان من الطرف السوري أو من الجهة المحتلة من الجولان بتهويل مفبرك حول ألغام مزروعة في تلك المنطقة جعلت أبناء شعبنا السوري ذوي القربى ينفصلون عن بعضهم ويتصلون مع بعضهم اتصال الصم البكم لدرجة استعمالهم لمكبرات الصوت !! أجبرت تلك الحال المزعومة هذا الشعب على تجرع مرارة اللقاء دون العناق وحرارة الدموع التي جفت دون مجرد عناق ، فقد مضى على تلك الحال أربعة عقود ويزيد جعلت منهم غرباء وجعلت أوصالهم تتقطع دون مبرر ، حال كحال بقية الأراضي العربية وخطوط التماس فيها ، فالأراضي اللبنانية زرعت بالألغام وذهب ضحية ذلك العشرات من المواطنين اللبنانيين ، لكن جدير وملحٌ التطرق إلى ما جري يوم 15/5/ 2011 عندما تخطى بل تحدى الآلاف من الفلسطينيين المقيمين في سوريا ولبنان حدود التماس تلك دون خوف أو وجل ودونما التفات لما ادعي عن ألغام مزروعة في تلك المناطق ، وذلك لم يعني القفز عن احترام حدود دولنا العربية الشقيقة وسيادتها كما لم يعني الخوض في خطوات لا طائل منها . الم يحن الوقت لأن تخرج الدول العربية الشقيقة الحديثة والعتيقة من قمقم الخوف من ردود فعل أو اللجوء إلى حالة التراجع المهيبة التي صاغتها في سياساتها مع إسرائيل سواء سلما أم حربا ؟ ألم يأتي الوقت لأن تكون العلاقات - أن لزمت - مع إسرائيل بمقدار من التكافؤ أو حتى بالاستقواء في أي مستوى للعلاقة ، لان كل ما بني سابقا من صور عن قوة إسرائيل وما يساندها من سياسات أمريكية لها لا يبرر حالة الارتهان إلى الضعف والاستكانة عن مواجهتها أو محاكمتها سياسيا على الأقل ، فأبطال العودة البريئة الفلسطينيون أبطال ليسوا أصحاب قرار أو صناع سياسات أو حزبيين ، وان كانوا كذلك فهم مضوا دون تخطيط في خطوة تعريةٍ لوهم ساد سنين طويلة من الزمن ، وأسهموا بخطوة شكلت مفعولاً أقوى من كل المدافع والصواريخ والرشاشات وحتى الحروب النفسية ، ألى وهي تعرية الصورة الخداعة لما سمي زورا قوة الردع الإسرائيلية ، حيث أن عبورهم لا يمثل أكثر من ظاهرة شكلية عابرة في مقاييس وحسابات الدول ، وهي أيضا ليست حركة مفصلية ذات مغزى من النوع السياسي الذي تنقلب فيه موازين وإنما فعل آدمي لفلسطينيين مغلوبين على أمرهم عبروا حدود خط وقف النار في نية يمكن وصفها بإعادة الأشياء لطبيعتها، هناك حيث المسار التاريخي لفتوحات وقوافل وحضارات وهجرات طبيعية وحتى رسل من أنبياء الله إلى أصقاع أخرى من الأرض عبر قرونٍ من الزمن ، خطوه أقوامٍ في زمن عريق كانت فيه البلاد واحدة ولا حدود ولا ألغام تفصلها ، وكذلك مثلت هذه الخطوة تصحيحاً لخطأ تاريخي جرى قبل ثلاث وستون عاما حين عبرت في مسارٍ عكسي مئات وألوف اللاجئين المذعورين من ويلات عصابات غازية فوق هذه المساحة . أهم ما يقال في ذلك أن حدودا تم فتحها من قبل أشخاص عُزل من السلاح بإرادة ليست مقاتلة وإنما عودة ارتجالية للوطن المسلوب من الغرباء فهي إذن عودة صاحب حق بما تشكل من رمزية لهدف خالص بدون اعتداء وبعلم يرفرف وهو ما لا يستدعي الهالة التي أطلقتها إسرائيل ردا على إحياء يوم النكبة . لقد أصبح حقل الألغام هذا حقلا لورود العودة العتيدة للأرض مهما طال هذا الزمن الذي تفرق فيه أصحاب الأرض عنها دونما رحمة وهم بذلك قد بصموا بصمة لأجيالٍ قادمة لا تنسى وتعرف أن الإرادة تصنع المعجزات وأن هناك ما هو أقوى من الألغام المزعومة أمام عودتهم إلى حقهم فقد امتلأ الحقل الورود . منذر المحتسب

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل