المحتوى الرئيسى

نتن ياهو في غيبوبة سياسية بقلم: صائب عرفات

05/19 20:38

نتن ياهو في غيبوبة سياسية الكاتب : صائب عرفات نتن ياهو في غيبوبة سياسية دلالات خطابه اليوم أمام الكنيست الإسرائيلي و الذي أراد من خلاله و قبل ركوب الطائرة متجهاً لواشنطن أن يضع ملامح للخطاب المرتقب في الرابع و العشرين من الشهر الحالي بالولايات المتحدة الأميركية . نتن ياهو لم يأتي بجديد على عادته بشروطه المتكررة التي لا يمكن أن يقبل بها أي شريك فلسطيني على وجه الأرض و التي تمثلت بالاعتراف بيهودية إسرائيل و التنازل عن حق ما يزيد عن خمسة ملايين لاجئ فلسطيني في العودة لديارهم التي شردوا منها و الاحتفاظ بالكتل الاستيطانية التي مزقت الجسد الفلسطيني و دولة منزوعة السلاح دون الحديث عن حدود الرابع من حزيران 1967م ، حالة الغيبوبة السياسية و العنجهية و التطرف دفعته للحديث عن كنتونات غير قابلة للحياة بل ميتة أصلاً . شروط نتن ياهو للحل السياسي تؤكد و بشكل جلي و واضح أن حكومته اليمينية المتطرفة لا ترغب بالسلام و إنما تتجه نحو التصعيد الخطير ، تارة تحريض على الرئيس الفلسطيني أبو مازن و تارة أخرى على المصالحة الفلسطينية و أخرى في خطوة استباقية تتحدث عن حكومة الوحدة الفلسطينية المرتقبة أنها لن تكون شريكاً في السلام ، حالة تخبط إسرائيلي و كأن إسرائيل تريد تشكيل حكومة فلسطينية على المزاج اليميني المتطرف الإسرائيلي و نسيت أن هذه التصريحات تدخل سافر في الشأن الداخلي الفلسطيني و بأي حق سمحت لنفسها الحديث حول هذا الموضوع في الوقت الذي تتألف حكومة إسرائيل من جنرالات الحرب و إرهاب الدولة المنظم و اليمين المتطرف على شاكلة ليبرمان الذي لا يؤمن بالسلام أصلاً ، و رغم ذلك كانت القيادة الفلسطينية على درجة عالية من الحكمة و أكدت أنها ماضية في طريق السلام . القادة الإسرائيليون تحدثوا في أكثر من مناسبة و أكثر من مكان أن الفلسطينيين منقسمون و لا يستطيعون صنع السلام و جاء الرد الفلسطيني بالوحدة و أكد الرئيس أبو مازن في حفل التوقيع على المصالحة الفلسطينية أنه جاد بصنع السلام العادل و الشامل و بما يضمن قيام دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967م و عاصمتها القدس الشريف ، و لعل خطاب مشعل أكد على ذلك بمعنى أن خطاب الرئيس أبو مازن كان يمثل الموقف الفلسطيني أجمع و لكن إسرائيل تضع العراقيل و تريد التهرب من استحقاق السلام و يؤكد ذلك تصريحات نتن ياهو و أعضاء حكومته المتطرفة و قطعان مستوطنيه على الأرض و بطش جيشه بحق المدنيين و هذا يعكس صورة ضبابية أمام إسرائيل بعد أن أدرك العالم أجمع أنها تعرقل الحل السلمي بذرائع مختلفة ، هذا الإصرار الإسرائيلي و الغطرسة المتواصلة سيدفع بالمنطقة نحو الهاوية و انعكاسات خطيرة لم يدركها قادة إسرائيل و خاصة بعد التحولات و المتغيرات الدراماتيكية السريعة التي شهدتها المنطقة العربية و التي دفعت بزخم شعبي كبير تجاوز حواجز الصمت و القهر و الخنوع لخلق حالة شعبية متميزة تجاه القضية الفلسطينية برزت في مصر و لبنان و سوريا و تركيا و ستتواصل في العديد من البلدان العربية و حتى الأوروبية و هذا المؤشر ينذر برفع سقف المطالب بما يلبي الطموح الشعبي و هذا يدفعني لأكرر ما ذكرته في مقالات سابقة إشارات الزحف القادم بدأت تلوح في الأفق و على قادة الاحتلال الإسرائيلي أن يدركوا أن هذه المرحلة ستكون أفضل بكثير من مراحل قادمة للحل. [email protected]

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل