المحتوى الرئيسى

أشياء سقطت في الذكرى 63 للنكبة بقلم:د.عصام شاور

05/19 19:10

أشياء سقطت في الذكرى 63 للنكبة د.عصام شاور* درجت الفضائيات العربية على نقل احتفالات عتابا وميجانا والدبكات الشعبية التي كانت تقام إحياء لذكرى نكبة الشعب الفلسطيني، والتي لم تكن تناسب الحدث مطلقاً، أما الآن فالأحداث مختلفة بعد أن حلت التضحية والفداء محل الرقص والطرب، وتهافتت جموع الفلسطينيين والمتضامنين معهم إلى تخوم الوطن المحتل فلسطين ليبذلوا الدماء رخيصة من أجل وضع القضية الفلسطينية بكافة أبعادها في إطارها الصحيح، فوصلت رسائلهم الممهورة بالدم إلى كل من يهمه الأمر وأذكر أربع رسائل منها: الأولى : التأكيد على أن احتلال فلسطين بدأ من يوم النكبة عام 1948 وليس من يوم النكسة عام 1967 ، وربما يتساءل البعض : وهل هناك من يقول إن احتلال فلسطين بدأ عام 67؟ نعم ، وهم أولئك الذين يريدون إقامة دولة فلسطينية كما نصت عليها أوسلو مع إسقاط حق العودة والمقاومة والاعتراف بحق (إسرائيل) في الوجود على الأرض المحتلة عام 48 دون منازعة فلسطينية. والتأكيد على تاريخ النكبة هو تأكيد على حق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم، والذي أسقطته اتفاقيات أوسلو وجنيف والمبادرة العربية للسلام. الثانية : إعلان اللاجئين عن توليهم قضيتهم بأنفسهم بعدما ملوا ويئسوا من المتاجرة بقضيتهم حسب ما عبرت عنه الجماهير الغاضبة بأفعالها وأقوالها، فالأمم المتحدة ومجلس الأمن وباقي المؤسسات الدولية ضيعت حق الشعب الفلسطيني وأوهمته لسنوات طويلة بأنها سترد الحق لأصحابه، ولكن عبثها بحقوق الشعب الفلسطيني وخاصة حق العودة يزداد سنة بعد أخرى في ظل صمت عربي رسمي مخز، فكانت أول " بروفا" للعودة الجماعية إلى الديار. الثالثة: التأكيد على إسقاط المبادرة العربية للسلام لأنها مبادرة أنظمة فاشلة لا صلة لها بشعوبها أو بالقضية الفلسطينية لتحل محلها مبادرة الشعوب العربية لتحرير فلسطين التي ساندت اللاجئين المقتحمين للحدود، والشعوب التي تظاهرت في بلدانها مثل تونس ومصر والأردن وغيرها من البلاد العربية ، وهذه رسالة مهمة يجب أن يعيها قادة الدول العربية القدماء والجدد ولذلك يجب إلغاء المبادرة العربية للسلام في أقرب اجتماع لجامعة الدول العربية أو أن يتم تعديلها بحيث تلغى بنود التطبيع مع الدول العربية، والاعتراف بشرعية الاحتلال وكل ما من شأنه المساس بحقوق الشعب الفلسطيني. الرابعة: التأكيد على رفض اللاجئين لفكرة الوطن البديل أو التوطين، فاللاجئون لا يرضون الأردن وطناً بديلا عن فلسطين، وكذلك فهم يرفضون فكرة التوطين في سوريا ولبنان أو في أي بلد آخر، فالفلسطيني يريد أن يعود إلى البيت الذي شرد منه أجداده وما زال يحتفظ بمفتاحه ، والفكرة أنه لا تنازل عن أي شبر من فلسطين، وحتى الفلسطيني في مخيمات الضفة والقطاع يريد العودة إلى حيفا ويافا ويبنا وحمامة وغيرها من القرى التي ما زالت صامدة أو تلك التي دمرها الاحتلال الصهيوني . كاتب عمود "مساحة حرة " اليومي في صحيفة فلسطين

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل