المحتوى الرئيسى

المخرج المؤسس والراعى احمد بدرخان ؟ بقلم:وجيـــه نـــدى

05/19 18:54

المخرج المؤسس والراعى أحمد بدرخان ؟ يعد المخرج أحمد بدرخان رائداً من رواد السينما المصرية من خلال مشواره الفني من تأسيس السينما المصرية على أسس منهجية سليمة فقد كان وراء اقدام الاقتصادي المصري طلعت حرب على إنشاء استوديو مصر هذا الصرح الذي يعد الجامعة التي خرجت أجيالاً من العاملين في الحقل السينمائي فيما بعد. هذا إضافة إلى أنه تخصص أكثر في اخراج الفيلم الغنائي بل أصبح رائداً من رواده إذ قدم أفلاماً لأهم عمالقة الغناء في مصر أمثال أم كلثوم وفريد الأطرش وأسمهان ونجاة الصغيرة ومحمد فوزي ومحمد عبدالمطلب ونجاة على وعبد الغنى السيد وغيرهم. قدم احمد بدرخان للسينما موضوعات متعددة وبعيدة عن الطابع الغنائي، عاطفية واجتماعية وسياسية. إلاّ ان جميعها تندرج ضمن أسلوب سينمائي واحد تميز به وهو الأسلوب الرومانسي. ولد أحمد بدرخان في 18 اكتوبر من العام 1909م وحصل على الشهادتين الابتدائية والثانوية من مدرسة الفرير وبدأ تعلقه بالسينما وهو في الثانية عشرة حيث كان يتردد كثيراً على دار سينما «الكوزمو» بشارع عماد الدين. وكان أحد أفلام شارلي شابلن الصامتة أول ما شاهده بدرخان من أفلام فأعجب به كثيراً وأحب التمثيل من خلاله وبالتالي صمم على ان يظهر على الشاشة. وكانت صداقته بزميل الدراسة جمال مذكور والذي يشاركه نفس الهواية سبيلاً لاشباع هواية التمثيل لديه فكانا يترددان على مسرح رمسيس باستمرار لمشاهدة المسرحيات وحضور بروفاتها. وفي العام 1930م التحق أحمد بدرخان بمعهد التمثيل الذي أنشأه زكي طليمات إلاّ أنه لم يستمر بالدراسة فيه نظراً لاغلاقه. وبعد حصوله على شهادة الكفاءة الفرنسية التحق بدرخان بالجامعة الأمريكية وشارك في نشاط فريق التمثيل والذي كان الفنان الكبير جورج أبيض تولى تدريبه. كما ان بدرخان نفسه قد كوّن فريقاً للتمثيل أطلق عليه اسم فريق الطليعة وقام بتمثيل دور البطولة في مسرحية الأديب التي قدمها على مسرح رمسيس. بعدها التحق بدرخان بكلية الحقوق لدراسة القانون تلبية لرغبة والده وفي نفس الفترة بدأ في مراسلة معهد السينما في باريس حيث كانت تصله محاضرات ودراسات في السينما استطاع ان ينشر معظمها في مجلة الصباح والتي أسندت إليه فيما بعد تحرير قسم السينما الأسبوعي فيها وأوفد في أول بعثة سينمائية في باريس في العام 1931م وحصل على دبلوم في فن الاخراج. ومن خلال كتاباته في السينما استطاع بدرخان ان يلفت إليه انتباه الاقتصادي الكبير طلعت حرب الذي استدعاه وطلب منه تقريراً وافياً عن إمكانية إنشاء استوديو سينمائي في مصر فعكف بدرخان على كتابة التقرير مستعيناً بما لديه من كتب ومقالات عن الاستوديوهات. هذا إضافة إلى المعلومات والتفاصيل الفنية بالاستوديوهات والذي زوده بها صديقه نيازي مصطفى الذي كان يدرس السينما في ألمانيا. ثم حاز هذا التقرير على الموافقة من طلعت حرب وبدأ في المشروع. وإلى ان يتم تنفيذه أرسل حرب بعثتين لدراسة السينما بفرنسا وألمانيا. وكان بدرخان على رأس بعثة فرنسا وهناك في باريس التقى نجيب الريحاني أثناء تصوير فيلمه «ياقوت أفندي» في العام 1934م فعمل مساعداً لمخرج الفيلم أميل روزيه. وفي أثناء تواجده في باريس استلم بدرخان من استوديو مصر قصة «وداد» ليعد لها السيناريو وليكون باكورة إنتاج الاستوديو. وفي اكتوبر 1934م عاد بدرخان وعيّن مخرجاً سينمائياً باستوديو مصر بمرتب قدره عشرون جنيهاً شهرياً. وكان من المفترض ان يكون فيلم «وداد» 1936م وهو من بطولة أم كلثوم أول مشاريعه الاخراجية فقد بدأ بالفعل في تصوير بعض من مشاهده الخارجية إلاّ أنه وبسبب خلاف شخصي مع مدير الاستوديو أحمد سالم تم تنحيته من الاخراج واسناده إلى الخبير الألماني فريد كرامب احتجاجاً على هذا التصرف قدم بدرخان استقالته من الاستوديو. وفي العام 1937م اختارت أم كلثوم بنفسها أحمد بدرخان لاخراج ثاني أفلامها وهو «نشيد الأمل» والذي أنتجته شركة أفلام الشرق في أولى مشاريعها الإنتاجية وكان هذا الاختيار بمثابة رد الاعتبار للمخرج أحمد بدرخان. ثم بعد ذلك قام باخراج جميع أفلام أم كلثوم ما عدا فيلم «سلامة» الذي أخرجه منتجه توجو مزراحي حتى ان أم كلثوم اختارت أحمد بدرخان أياً لاخراج أغنيتها «إلى عرفات الله» عندما أراد التلفزيون ان يصورها قام أحمد بدرخان باخراج كل أفلام أم كلثوم التي مثلتها على الشاشة وهي «دنانير» 1940م و«عايدة» 1942م و«فاطمة» 1947م. وقد تميز أحمد بدرخان باخراج الأغنية السينمائية حيث تفوق على بقية زملائه المخرجين وذلك لأنه كان شاعراً وزجالاً وكان يضع أفكار أغاني أفلامه هذا بالإضافة إلى أنه قام بكتابة كلمات بعض أغاني أفلامه. وقد قام أحمد بدرخان باخراج أول أفلام فريد الأطرش مع شقيقته أسمهان وهو فيلم «انتصار الشباب» 1941م ثم اخرج مجموعة من الأفلام قام بإنتاجها وبطولتها فريد الأطرش وهي «شهر العسل» 1945م و«ما قدرش» 1946م و«أحبك أنت» 1949م و«آخر كدبة» 1950م و«عايزة اتجوز» 1953م مع نور الهدى و«لحن حبي» 1953م مع صباح و«عهد الهوى» 1955م و«إزاي أنساك» 1956م. كما أخرج في 1938م فيلم «شيء من لا شيء» للمطرب عبدالغني السيد ونجاة علي وفي 1945م فيلم «تاكسي حنطور» للمطرب محمد عبدالمطلب والمطرب محمد فوزي ونور الهدى فيلمين «مجد ودموع» 1946م و«قبلني يا أبي» 1948م وفي 1854م فيلم «علشان عيونك» للمطرب عبدالعزيز محمود وفي 1950م فيلم «أنا وإنت» للمطرب محمد الكحلاوي وفي 1958م فيلم «غريبة» وهو أول أفلام «نجاة الصغيرة». وفي 1944م كوّن أحمد بدرخان مع أمينة رزق وعبدالحليم نصر وحلمي رفلة شركة إنتاج تحت اسم شركة اتحاد الفنانين وقدمت أفلاماً مثل «قبلة في لبنان» 1945م و«القاهرة - بغداد» و«سجين الليل» و«عدل السماء» وغيرها. وفي 1966م قام باخراج فيلم «سيد درويش» والعام 1976م فيلم «النصف الآخر وفي العام 1986م فيلم «أفراح» والعام 1969م فيلم «نادية» وقد كان هذا آخر فيلم قام باخراجه. ويعتبر المخرج أحمد بدرخان أول من نادي بإنشاء معهد للسينما وذلك من خلال منصب عميد المعهد العالي للسينما بعد استقالة المخرج محمد كريم كما أولى عدة مناصب في وزارة الثقافة كان أولها مدير شؤون السينما عام 1959م ثم أصبح المستشار الفني لمؤسسة السينما حيث رأس الوفود السينمائية في كثير من المهرجانات الدولية واستمر في منصبه هذا حتى يوم وفاته في 27 أغسطس 1969م ويواصل مشواره السينمائي والفني ابنه المخرج الكبير علي بدرخانالمؤرخ والباحث فى التراث الفنى وجيـــه نـــدى  وللتواصل 0106802177 – [email protected] .

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل