المحتوى الرئيسى

> الإخوان لن يبيعوا البرادعي.. حملته الانتخابية ستفعل

05/19 09:29

كتب - أحمد سميرالإخوان أشرار.. انتهازيون بالفطرة.. مخادعون.. باعوا البرادعي في الانتخابات الرئاسية.. ولا يهمهم سوي مصلحتهم.صديقي البردعاوي.. استعد لوصلة الولولة هذه فور انتهاء الانتخابات.لسبب ما غير مفهوم يفترض البعض أن الإخوان سيمنحون أصواتهم للبرادعي.. ولسبب ما مفهوم افترض أن هذا هراء لا علاقة له بالسياسة.لا يهم لمن سيصوت الإخوان لحظة الانتخابات.. هذا قرارهم.. ولكن المهم أن نفهم "نحن" منطق الدعم في عالم السياسة.أي مجموعة سياسية إما أن تنافس لتنفذ برنامجها حال وصولها للسلطة أو تكتفي بلعب دور جماعات الضغط لتحقق مصالحها من خلال مرشحين لا ينتمون إليها.والإخوان يمتلكون خبرة تاريخية من خلال تجارب الجزائر 1992 وفلسطين 2006 تدفعهم لتجنب طرح أو دعم أي مرشح إسلامي في لحظات الانتقال الديمقراطي.وبالتالي ففرص عبد المنعم أبو الفتوح أو غيره من الأعضاء السابقين في الجماعة معدومة في دعم الإخوان لهم حال ترشحهم.الإخوان لن يكونوا منافسين، الأمر لا علاقة له بأنهم طيبون أو أشرار، ولكن لأنهم ــ ببساطة ــ رأوا مصلحتهم في إعلان عدم الترشح.لذلك فالتوصيف السياسي للإخوان خلال انتخابات الرئاسة أنهم جماعة ضغط، ولان جماعات الضغط ليست جمعيات خيرية تمنح أصواتها للأفضل كما تصوره أنت ولكن "الأفضل لمصالحها"، لذا فالمنطقي أن أصوات الإخوان ستذهب لمن لا يعارض قيمهم المحافظة ويضمن عدم تقييد نشاطهم في الشارع. إذا توافر هذا المرشح سيدعمونه بوضوح لأنه يحقق مصالحهم أما إذا لم يتوافر أو بدا ان الذي سيفوز لا يتوافق مع مصالحهم سيتركون لأفرادهم حرية اختيار من يصوتون له.في الحالتين سيحققون مصالحهم.. ففي حالة الدعم سيحصلون علي مرشح متوافق معهم يدرك أن أصواتهم كانت له، وفي حالة الترك سيجبروا جميع المرشحين علي تقديم وعود قاطعة بعدم التعرض لمصالح الإخوان.ليس للأمر علاقة بأخلاقية جماعة الإخوان، ولكن بقواعد العمل السياسي، وعموما الإخوان تعلموا درس سامح عاشور في نقابة المحامين.. كان الدرس ببساطة قوتهم التصويتية وحدها لا تكفي لنجاح مرشح.أصوات الإخوان لا تحيي العظام وهي رميم، والإخوان أنفسهم يدركون هذا.لذا فخلال انتخابات نقيب الصحفيين عام 2007 لم يكن لهم موقف رسمي بدعم احد المرشحين، إذ كان من الواضح لحظتها أن مكرم محمد أحمد سينجح لا محالة أعلنوا ترك الخيار لأنصارهم ليختاروا من يريدون.عمليا أنصارهم صوتوا لرجائي الميرغني، ولكن ذلك لا يعني شيئا.. فتصويت أفرادهم شيء ومعاداتهم لمرشح ناجح حتما بالحشد ضده شيء آخر تماما.سيناريو نقابة الصحفيين 2007 كان مجرد تكرار لسيناريو انتخابات الرئاسة عام 2005 فعمليا لم يصوت الإخوان لمبارك وألمحوا إلي ذلك في بيان رسمي، لكن ذلك لم يعن دعمهم لأي مرشح وهم يعلمون أن فرص الجميع مستحيلة. هكذا يفكر الإخوان.. ليس لأنهم أذكياء أو أغبياء.. ولكن لان المنطق السياسي يفرض نفسه، وشخصيا أتعاطف مع البرادعي واحترم نضاله مبكرا ضد النظام السلطوي، ولكن يزعجني توقع القائمين علي حملته أن المسيحيين أو السلفيين أو الطلبة أو الإخوان سيصوتون له لان ذلك هو "الموقف الأخلاقي السليم"، دون أن يرهق أو يرهقوا أنفسهم بالعمل علي برامج واضحة وخطط علي الأرض لإقناع الناخبين علي اختلاف أطيافهم بأن مرشحهم يعبر عن مصالح الناس.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل