المحتوى الرئيسى

ثمانية قتلى في تلكلخ السورية وواشنطن تدعو الاسد لقيادة انتقال سياسي او الرحيل

05/19 06:51

دمشق (ا ف ب) - قتل ثمانية اشخاص على الاقل الاربعاء في قصف للقوات السورية على تلكلخ قرب حمص (وسط) في حين فرضت واشنطن عقوبات مباشرة على الرئيس بشار الاسد وخيرته بين "قيادة عملية انتقال سياسي او الرحيل" رغم تأكيده ان الازمة انتهت.وذكر ناشط حقوقي فضل عدم الكشف عن اسمه لوكالة فرانس برس ان "ثمانية اشخاص قتلوا اليوم اثر اطلاق قذائف على مدينة تلكلخ واطلاق عيارات نارية رشاشة"، مؤكدا وجود "العديد من الجرحى في الطرقات الا انه ليس من الممكن نقلهم لاسعافهم".واضاف "بذلك ترتفع حصيلة الذين قتلوا من المدنيين الى 26 شخصا منذ ان اقتحم الجيش مدينة تلكلخ".وفي تصعيد لافت للضغوط الدولية على النظام السوري دعت الولايات المتحدة الرئيس الاسد الى "قيادة عملية انتقال سياسي او الرحيل"، مرفقة هذه الدعوة بالاعلان عن فرض عقوبات مباشرة عليه بسبب دوره في القمع الدامي للاحتجاجات في بلاده.وقالت وزارة الخارجية الاميركية في بيان انه "يعود الى الاسد قيادة عملية انتقال سياسي او الرحيل". من جانبه اعلن مسؤول اميركي كبير لوكالة فرانس برس طالبا عدم الكشف عن اسمه ان الولايات المتحدة ستفرض عقوبات مباشرة على الاسد، مشيرا الى ان هذا القرار يمثل "مسعى لزيادة الضغط على الحكومة السورية كي توقف العنف ضد شعبها وتبدأ الانتقال الى نظام ديموقراطي".وكان الرئيس اوباما فرض في 29 نيسان/ابريل سلسلة اولى من العقوبات ضد مسؤولين في النظام السوري بينهم الشقيق الاصغر للرئيس الاسد، ماهر.والاربعاء ايضا قررت الولايات المتحدة معاقبة اثنين من مسؤولي الحرس الثوري الايراني بسبب دورهما في قمع الحركة الاحتجاجية المناهضة لنظام الرئيس بشار الاسد في سوريا.وتناول الامر التنفيذي الذي اصدره الرئيس الاميركي باراك اوباما في نيسان/ابريل قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الايراني قاسم سليماني و"احد معاونيه الرئيسيين" محسن شيرازي.وتأتي هذه التطورات فيما لوحظت استجابة طفيفة لدعوة المعارضة السورية لاضراب عام الاربعاء. وكانت وكالة الانباء الرسمية (سانا) نقلت مساء الثلاثاء عن مصدر عسكري مسؤول "ان حصيلة مواجهات اليوم (الثلاثاء) بلغت ثمانية شهداء وجريحين في صفوف الجيش والقوى الامنية".واضافت سانا ان "وحدات الجيش والقوى الامنية اوقفت في منطقة تلكلخ عددا من المطلوبين الفارين من وجه العدالة ممن روعوا المواطنين وعكروا صفو امن الوطن كما ضبطت كميات كبيرة من الاسلحة والذخائر".ولفتت الى سقوط "عدد من القتلى والجرحى في صفوف العناصر الاجرامية".يذكر ان الجيش يحاصر مدينة تلكلخ منذ مساء السبت حيث تجري حملات مداهمة واعتقالات.وكان آلاف الاشخاص تظاهروا الجمعة في هذه البلدة القريبة من مدينة حمص، ثالث اكبر المدن السورية وتقع على بعد 160 كلم شمال العاصمة دمشق، وعلى مقربة من الحدود مع شمال لبنان.من جهته اكد الاسد خلال لقاء جمعه مع وجهاء حي الميدان بدمشق ان "الازمة التي مرت بها سوريا تم تجاوزها وان الاحداث بنهايتها"، حسبما نقلت صحيفة الوطن عن عضو في الوفد عصام شموط.واشار عضو اخر في الوفد عمر السيروان ان الاسد بين "ان بعض الممارسات الامنية الخاطئة التي حصلت كانت نتيجة عدم دراية القوى الامنية بكيفية التعامل بظروف كهذه".واضاف الاسد "ان هذا العمل هو عمل الشرطة وهو ما يتم العمل على تلافيه من خلال تدريب اربعة الاف شرطي ليقوموا بالعمل الصحيح بما يمنع مثل هذه التجاوزات" بحسب سيروان.واوضح عضو الوفد عصام معتوق ان الاسد اكد "انه اعطى توجيهاته بان دور الامن هو جمع المعلومات وتحليلها وتقديمها للجهات الرقابية". وتقول منظمات تدافع عن حقوق الانسان ان اكثر من 850 شخصا قتلوا كما تم اعتقال حوالى ثمانية الاف منذ بدء حركة الاحتجاجات غير المسبوقة منذ منتصف اذار/مارس الماضي.وفي الاثناء فتحت المدارس والمحال التجارية ابوابها بشكل طبيعي في العاصمة دمشق وعدة مدن سورية اخرى الاربعاء على الرغم من الدعوة التي وجهها معارضون الى القيام باضراب عام ردا على العنف الذي تبديه السلطات في قمع الاحتجاجات غير المسبوقة ضد النظام.وقد دعت صفحة "الثورة السورية 2011" المعارضة على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" الى القيام بلإضراب سعيا لمزيد من الضغوط على نظام الرئيس السوري بشار الأسد الذي يتعرض لعقوبات دولية.وذكر بيان نشر على الصفحة التي كانت المحرك للاحتجاجات "يوم الاربعاء 18 أيار سيكون يوم اضراب عام في سوريا العزة والكرامة .. ان ذلك سيكون يوم عقاب للنظام من قبل الثوار والأحرار".وبدت الحياة طبيعية في العاصمة ومدينة حلب والقامشلي وحماة واللاذقية حسبما اكد سكان هذه المدن في اتصالات هاتفية مع وكالة فرانس برس.وقال احد رجال الاعمال الذي فضل عدم الكشف عن اسمه "من سيجرؤ على القيام باضراب والمخاطرة بفقدان عمله او ان يستهدف من قبل السلطات؟".واضاف "اذا اغلق أي شخص متجره فسيتم توقيفه على الفور وسيفقد لقمة عيشه".وقال تاجر آخر في الجزء القديم من المدينة "ليس هناك حاجة للقيام باضراب لانه على كل الاحوال حركة الاسواق متوقفة منذ قيام الاحتجاجات في البلاد منذ منتصف آذار/مارس".واشار احد الناشطين الحقوقيين لوكالة فرنس برس الى انه "رغم ان الناس لن يلبون الدعوة الى الاضراب الا انه سيتم تنظيم مظاهرات في عدد من المناطق لاحقا وخاصة في شمال سوريا".الا ان الناشط الحقوقي مصطفى سليمان اشار لوكالة فرانس برس ان "نصف المحال في الاحياء الشعبية في حلب مغلقة".واضاف الناشط ان "المدينة الجامعية في حلب مغلقة بالكامل حيث لا يسمح لاحد بدخولها او خروجها باستثناء المقيمين والموظفين".وكان رجال الامن فرقوا بالهراوات الاف الطلاب الذين تظاهروا في هذه المدينة الجامعية بتاريخ 11 ايار/مايو وهم يرددون شعارات مؤيدة للحريات ولمدينتي درعا (جنوب) وحمص (وسط) اللتين انتشر فيهما الجيش السوري لاحتواء حركة الاحتجاج.ولفت الناشط الى ان "قرى فرومة وحاس وكفر نبل في ريف ادلب (شمال) مضربة كليا".واظهرت بعض شرائط الفيديو التي بثها ناشطون على موقع الفيديو "اليوتيوب" ان بعض المحال التجارية اغلقت في مدينة حمص (وسط) باستثناء بعض المحال التي يملكها التجار الموالون للنظام.كما خرجت مسيرة من امام المسجد الكبير في حمص وتوجهت نحو السوق عبر شارع أبو عوف الا ان قوات الامن طوقتها. كما جابت نحو 10 سيارات ودعت اصحاب المتاجر عبر استخدام مكبرات الصوت لفتح متاجرهم.وشهدت مدينة ادلب (شما) التي اغلقت فيها المتاجر، تشييع الجندي حمود سلفو (19 عام) الذي تسلمت اسرته جثته اليوم والذي رفض، بحسب الشريط، إطلاق النار على شعبه قبل اسبوع.كما شهدت مدينة درعا (جنوب) معقل الاحتجاجات غير المسبوقة على النظام،اضرابا عاما.كما قرر سكان مدينة بانياس الساحلية (غرب) الانضمام الى الاضراب ولم يفتحوا متاجرهم الا ان قوات الامن اجبرت مالكيها على فتحها.وذكراناشط سليمان ان "مظاهرة شارك فيها اكثرمن الفي شخص جرت اليوم في عفرين (شمال غرب حلب) تضامنا مع المعتقلين".وفي القامشلي (شمال شرق)، ذكر الناشط حسن رو ان "مظاهرة شارك فيها نحو 1500 شخصا انطلقت من ساحة الصوامع عند الخامسة عصرا (14,00 تغ) استمرت نحو ساعة تلبية لدعوة المجلس العام للحركة الشبابية الكردية"واضاف برو لوكالة فرانس برس ان "المشاركين رفعوا شعارات ان +لا حوار مع الدبابات+ و +الشعب السوري واحد+"كما هتف المشاركون هتافات تضامنية مع المدن السورية المحاصرة وهي تلكلخ وبانياس ودرعا، بحسب الناشط.واشار الناشط الى ان المتظاهرة "التي جرت ضمن حضور امني كثيف تفرقت بدون تدخل الامن"واعلنت منظمات حقوقية في بيان مشترك الاربعاء ان السلطات السورية "اعتقلت الاحد الصحافيين رأفت الرفاعي وموسى خطيب في مدينة حلب وذلك بعد سلسلة من الاستدعاءات الأمنية المتكررة بحقهما".واشار البيان الى ان "الصحافيين المعتقلين يعملان في موقع شو الأخبار الالكتروني السوري" مرجحا ان يكون "إعتقالهما جاء على خلفية سياسة الموقع حيال الاحداث الاخيرة التي تمر بها البلاد".ودانت المنظمات "بشدة" هذا الإجراء الذي ترافق مع حملة إعتقالات واسعة شهدتها معظم المدن السورية خلال الأيام الماضية بالرغم من إنهاء العمل بحالة الطوارئ مطالبة "بالافراج الفوري عنهما أو الكشف عن مكان إحتجازهما والتهم التي تم توقيفهما على خلفيتها وتمكينهما من الحصول على المساعدة القانونية اللازمة".وتصاعد الثلاثاء الضغط الدولي على النظام السوري.واعلنت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون ان "اجراءات اضافية" ستتخذ "في الايام المقبلة" ردا على قمع حركة الاحتجاجات في سوريا.وقال وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه ان هناك غالبية اصوات "بصدد التشكل" في الامم المتحدة لادانة قمع انتفاضة سوريا موضحا مع ذلك ان تهديدا باستخدام الفيتو من قبل روسيا او الصين لا يزال قائما.في المقابل اعلن الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف الاربعاء، انه لن يوافق على تبني قرار في الامم المتحدة يجيز استخدام القوة في سوريا، بحجة ان التحالف الغربي لا يحترم قرارات مجلس الامن المتعلقة بليبيا.وقال مدفيديف "في ما يتعلق بقرار حول سوريا: لن اؤيد هذا القرار (الذي يجيز استخدام القوة لحماية المدنيين)، حتى لو طالب به اصدقائي" لان القرار 1973 الذي اجاز استخدام القوة ضد نظام معمر القذافي، والقرار السابق الذي دان القمع في ليبيا، قد "داستهما" البلدان الغربية.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل