المحتوى الرئيسى

"مافيا بنزين 80".. الشارع يقترب من الاشتعال

05/18 17:37

كتبت- رضوى سلاوي: حمَّل مواطنون ومستخدمون لبنزين 80 محطات الوقود، مسئوليةً قلة المعروض منه للاستخدام في السوق, مطالبين بتفعيل دور الرقابة على محطات البنزين وزيادة حملات التفتيش من قبل مباحث التموين لمنع احتكار البنزين من المحطات- وما أسموه- مافيا السوق السوداء, فضلاً عن زيادة الكمية المعروضة للبيع وتكثيفها منعًا لحدوث أزمات مثل أزمة السولار.   وتساءلوا عن أسباب قلة إنتاجه وعدم سعى الشركات المنتجة والمصنعة إلى زيادة الكميات الكافية لتغطية وتلبية احتياجات المواطنين, مؤكدين ضرورة حل الأزمة قبل استفحالها.   (إخوان أون لاين) قام برصد آراء المواطنين ومستهلكي بنزين 80 من خلال جولة ميدانية، وفي بعض محطات البنزين، وقال أحمد المصري "سائق تاكسي": إن الأزمة موجودة منذ فترة إلا أنها تزايدت خلال الفترة الماضية؛ نظرًا لاستمرار الإقبال الشديد على استخدام البنزين الاقتصادي, الذي يتم سحبه بكميات كبيرة, في الوقت الذي لا تزيد فيه الكميات المطروحة للبيع لمواجهة الطلب المستمر؛ الأمر الذي ينذر بأزمة طاحنة خلال الفترة القادمة.   وأضاف أنه في حالة استمرار وجود أزمة ببنزين 80 فإنه من المتوقع زيادة الطلب على بنزين 90, وبالتالي زيادة سعر اللتر منه, موضحًا أن حل الأزمة يتمثل في توفير الكميات المناسبة من بنزين 80 في جميع المحطات وليس حكرها على محطات دون أخرى حتى لا تتسبب في الزحام الشديد على المحطات, بالإضافة إلى منع احتكاره.   وأوضح محمد عربي "سائق بأحد البنوك" أن الإقبال على بنزين 80 ليس لكونه بنزينًا اقتصاديًّا فقط, ولكن لأن هناك بعض "المواتير" تحتاج إلى البنزين الاقتصادي ضاربًا المثال بالموتوسيكلات وبعض السيارات القديمة التي تحتاج إلى بنزين 80 وليس إلى 90 الذي يضر بالصبابات التي لا تستطيع تحمله.   أما نصر السيد "سائق بأحد الشركات" فيقول إن الأزمة سياسية بالمقام الأول؛ حيث إنه تم منع بنزين 80 من عدة محطات منذ ما يقرب من 3 سنوات تحت دعوى عدم الزحام, على الرغم من استمرار الزحام والتكدس التي تعاني منه المحطات التي تبيعه, مشيرًا إلى أن هناك بعض محطات البنزين التي تعمد إلى احتكاره بغرض منعه من السوق لتشغيل بنزين 90 نظرًا لزيادة نسبة ربحه بالمقارنة بالبنزين الاقتصادي, مطالبًا بضرورة زيادة الرقابة على محطات البنزين وتفعيل دور الجهات المسئولة عن ذلك.   واتفق معه في الرأي سعيد عبد الفتاح "صاحب سيارة ملاكي" في قيام بعض موظفي ومسئولي محطات البنزين باستغلال حاجة المواطنين وتحصيل جنيهين كإتاوةٍ من كل سيارة؛ حيث يقوم الموظف بتحصيل 20 جنيهًا بدلاً من 18 جنيهًا على 20 لترًا من بنزين 80, وإلا قام الموظف بإغلاق رشاش البنزين أو فصل الكهرباء عن الماكينة لتأكيد عدم وجود بنزين 80 بالمحطة.   وطالب إسلام إبراهيم "سائق" برقابة صارمة من مباحث التموين على محطات البنزين للتأكد من أسعار بيع لتر بنزين 80, فضلاً عن ضرورة وجود موظف رقابي من هيئة التموين يتمثل دوره في الرقابة على المعروض من البنزين لمنع وجود أي احتكار سواء كان من قِبل محطات البنزين أو من خلال موظفي المحطات, متسائلاً: "كيف يمكنني التأكد من عدم وجود بنزين بالمحطة إذا أنكر الموظف وجوده؟".   وأكد سعيد بدوي "موظف بشركة حكومية" أن بعض المحطات تقوم ببيع بنزين 80 في السوق السوداء, حيث وصل سعر الصفيحة منه إلى 40 جنيهًا, مشيرًا إلى أن هناك مافيا لبيع بنزين 80 وسط غياب رقابي على محطات البنزين.   وتساءل صالح سيد "سائق أجرة" عن أسباب قلة الإنتاج والمعروض من بنزين 80؟، ولصالح من يتم افتعال أزمات تمس حياة المواطن بشكلٍ مباشر.   وأوضح أن الأزمة تضر المواطن المصري العادي في النهاية وليس مجرد سائقي سيارات الأجرة.   في المقابل أكد محمد محروس, "موظف بمحطة بنزين" أن السبب الرئيسي في عدم تعامل المحطة مع بنزين 80 أن نسبة الربح من بيعه ضئيلة للغاية؛ نظرًا لسعره المنخفض بالمقارنة ببيع بنزين 90 الذي يتسم بالجودة وزيادة سعر اللتر.   واتفق معه في الرأي موظف بمحطة أخرى في عزوف شركات القطاع عن بيعه لانخفاض نسبة ربحه, مؤكدًا أن حل أزمة بنزين 80 هو توفيره في جميع المحطات, مشيرًا إلى أن الأمر وصل في العديد من المناطق إلى الاشتباكات بالمطاوي في سبيل الحصول على بنزين 80.   من جانبه، أكد د. إبراهيم زهران الخبير البترولي وعضو معهد بحوث البترول، أن سبب زيادة الأزمة يعود بالأساس إلى انحصار بيع بنزين 80 في بعض محطات القطاع العام دون القطاع الخاص والشركات الأجنبية؛ الأمر الذي أسهم في زيادة الأزمة وقلة المعروض منه في السوق.   وأضاف أن الشركات الخاصة بطبيعة الحال لجأت إلى وقف تصنيعه؛ نظرًا لتكلفته العالية بالمقارنة بنسبة الربح التي سوف تحققها من ورائه, عكس الحال مع البنزين الـ90 التي ترتفع نسبة الربح فيه, وبالتالي تقوم الشركات المصنعة باللجوء إلى تصنيع 90 وبكميات كبيرة, فضلاً عن توفيره بكميات مناسبة لتلبية الاحتياجات.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل