المحتوى الرئيسى

أساتذة الإسكندرية يطالبون بالتوحد لمواجهة الثورة المضادة

05/18 13:47

الإسكندرية- محمد مدني: طالبت الندوة التي نظَّمتها لجنة الحريات بنادي أعضاء هيئة التدريس بالإسكندرية مساء أمس بتوحد كل التيارات والقوى الوطنية على قلب رجل واحد، مثل ميدان التحرير؛ لمواجهة فلول الحزب الوطني المنحل والأيادي الخارجية التي تدير أعمال الثورة المضادة.   وأكد الدكتور عبد الفتاح ماضي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة الإسكندرية، أن الثورة هي الطرق الأكثر تكلفةً للتغيير السياسي؛ لأنها تأتي بعد معاناة سياسية واقتصادية، ويتبعها أيضًا نفس هذه الأنواع من المعاناة، والتي قد تشتدُّ بفعل الثورة المضادة من النظام السابق؛ لمحاولة استعادة مكانته ووضعه وإدارته للدولة.   وأوضح أن تكلفة الطريق الثوري كبيرة جدًّا، مشيرًا إلى أن أولويات المرحلة الحالية هي إعادة بناء مؤسسات الدولة ووضع دستور وقانون للبلاد، وقال: "بناء الدولة لا بد أن يعلو على أي مطالب أخرى مشروعة، أو أي أهداف فئوية ومصلحة شخصية؛ لأن هذه المطالب كفيلة بعودة الأمور إلى أسوأ مما كانت عليه وعرقلة البناء"!.   وقال: "في أعقاب أي تغيير ديمقراطي لا بد من حوار وطني وتوافق في مرحلة البناء وشكل الدولة وطبيعة ما سيتم بناؤه، وأشار إلى أن الثورات أيضا تتطلب التركيز على البناء الداخلي قبل المشاركة في البناء الخارجي أو اتخاذ موقف تجاه دول العالم.   وأضاف: "المساحات المشتركة بين القوى السياسية كبيرة جدًّا، وتصل إلى حد 80% من المواقف، وهذا هو الواضح من خلال برامج الأحزاب التي أعلنت من الأحزاب القديمة أو الوليدة، وإذا أدركت القوى هذا فعليها العمل المشترك وتأجيل الجوانب الأخرى؛ حتى ننتقل إلى نظام ديمقراطي؛ لأن الخلاف في هذه المرحلة سيعطِّل البناء".   وأرجع د. ماضي بعض أحداث الفتنة الطائفية إلى الخلاف وتأويل التصريحات، وقال: "حتى ننتقل إلى النظام الديمقراطي لا بد من تأجيل الخلاف حتى من الحديث على الهويَّة، وإلا سندخل في نفس النفق المظلم لبعض الدول كبولاندا وجنوب إفريقيا؛ التي تعدت مرحلة الخلاف إلى الاغتيالات السياسية".   واتهم الإعلام بأنه جزء من صناعة الفتنة الطائفية في مصر، وقال إن غياب المواطنة أخذ بالمسلمين والأقباط إلى هذه الفتنة في ظل نشر ثقافة سيئة صنعها النظام بخطاب إعلامي فاشل، حتى أصبحنا نواجه "إعلام فتنة" يركز على الخطاب المتشدد من الطرفين المسلم والقبطي، وجعل لهم الصوت الأعلى في ظل غياب مؤسسة الأزهر والفراغ الذي أحدثته.   ودعا إلى تدعيم دولة المؤسسات والسماح للأمن بمراقبة دور العبادة؛ حتى لا يكون هناك أية ذريعة لاتهامات قد تكون غير دقيقة من أي طرف تجاه الآخر، مع ترك العمل بحرية تحت الأضواء، فضلاً عن إعادة صياغة التاريخ دون إسقاط أي أجزاء تاريخية منه أو تشويه حقائق فيه.   من جانبه، دعا الدكتور كمال نجيب، الأستاذ بكلية التربية والقيادي بحركة 9 مارس لاستقلال الجامعات، أعضاء هيئة التدريس إلى اتخاذ مواقف مضادة للفتنة داخل المدرجات مع الطلاب؛ بغرض تشكيل الوعي العام لشباب الجامعات، خاصةً أن الجامعة أصبحت هي المرجعية التربوية والفكرية الوحيدة الآن في مصر، على حد وصفه، مشيرًا إلى أن النظام السابق كان يصنع حدودًا بين الطلاب وأعضاء هيئة التدريس.   واعتبر أن تحول العلاقة بين المصريين والأقباط أمر يصعب دراسته، وقال: "أعقد النظريات السياسية لا تستطيع توصيفًا حقيقيًّا لأسباب المشكلة وتحول العلاقة خاصة بعدما شهده ميدان التحرير من تلاحم وطني وحراسة كلا الطرفين للآخر أثناء تأدية عبادته وصلاته".   وأضاف: "هدف الفتنة الآن هو صرف الأنظار عن التخطيط لمستقبل مصر، وضياع الجهد في أمور ليست هي المستقبل الحقيقي للدولة".

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل