المحتوى الرئيسى

مهرجاناتنا السينمائية .. تقبل التحدى

05/18 08:52

بقلم: كمال رمزي 18 مايو 2011 08:42:57 ص بتوقيت القاهرة تعليقات: 0 var addthis_pub = "mohamedtanna"; مهرجاناتنا السينمائية .. تقبل التحدى  سببان مباشران، أديا إلى الاتجاه نحو إلغاء مهرجانات السينما فى مصر هذا العام. السببان قويان، ولكل منهما وجاهته، أحدهما أمنى، أو يتعلق بالانفلات الأمنى إن شئت الدقة.. والثانى، وهو الأهم، مالى، يتمثل فى الوضع الاقتصادى المرتبك فى أجهزة الدولة، بما فى ذلك وزارة الثقافة التى تتولى الصرف على مهرجان الأفلام التسجيلية والقصيرة بالإسماعيلية، وتقدم دعما لمهرجانى القاهرة والإسكندرية.. الوضع مفهوم، ومقدر، وشائك. معالجته تأتى بطريقتين، فإما الاستسلام للموقف الراهن، والانسحاب من مواجهة المشكلة المزدوجة، أو بمواجهة الحالة بشجاعة، من دون تهور، وبعقل يتسم بالحكمة، ويبتعد عن الهوى.فى أواخر التسعينيات من القرن الماضى، وقعت مذبحة الدير البحرى بالأقصر. راح ضحيتها أكثر من خمسين سائحا أجنبيا. كانت الجريمة مروعة، ضخمة بكل المقاييس، متعددة الآثار والتوابع، منها توقف السياحة إلى مصر، وخوف السلطات من تكرار الكارثة، على نحو ما، وبالتالى اتجهت العواطف نحو إلغاء مهرجان القاهرة السينمائى، خاصة أنه من غير المتوقع أن يوافق الأجانب على الحضور إلى بلد تقام فيه حفلات قتل جماعى على ذلك النحو. عندئذ، واجه رئيس المهرجان، سعد الدين وهبة، الأمر بشجاعة تحسب له، وتلهمنا بكيفية التصرف إزاء الموقف الراهن، رأى سعد وهبة أن إلغاء الدورة سيصب فى طاحونة الخارجين عن القانون، ويعبر عن وهن الدولة وتراجعها أمام قوى الإرهاب والتخلف، وبالتالى فثمة ضرورة موضوعية لإقامة المهرجان، واتخاذ إجراءات الجدية، والحيطة والحذر، إثباتا بأن الدولة المصرية، راسخة وقوية، وأكد رئيس المهرجان أنه ربما فعلا، سيعتذر الكثير من الضيوف، عن عدم الحضور إلى مصر. ولكن المؤكد أن آخرين سيلبون الدعوة.. أقيم المهرجان، وكان من أنجح الدورات.أما عن الوضع المالى، فرب ضارة نافعة، ومن الممكن أن يغدو هذا المأزق فرصة ثمينة للتخلص من آفات الفنتظة والفشخرة، والصرف بحساب على المجدى والمفيد، فحفلات الافتتاح والختام، فى مهرجانى القاهرة والإسكندرية، بما تحويه من ديكورات وفرق راقصة، تستهلك شطرا لا يستهان به من الميزانية، بالإضافة لحفلات العشاء والغناء، وقد يكون الأوان قد آن لاختصار طوابير الضيوف، خاصة كبار النجوم العالميين الذين لا أفلام لهم، والذين لا دور لهم إلا التبختر على منصة المهرجان لتحية الجمهور.. أضف إلى هذا التوقف عن إحضار الغث والثمين من أفلام العالم، والاكتفاء باختيار الأعمال المهمة، وبالتالى ننتصر لسياسة الكيف بدلاً من سياسة الكم، ونجعل المهرجانات عملا ثقافيا قبل أن يكون بهرجة سياحية. ولا بأس من تخفيض عدد أيام المهرجان، والاكتفاء بسبعة أيام أو خمسة، بدلاً من عشرة أو سبعة.. ومن الممكن الاستعانة، والاستفادة، من مؤسسات المجتمع المدنى، متمثلة فى جمعيات ذات شأن مثل «جمعية نقاد السينما المصريين» و«كتاب ونقاد السينما» و«السينمائيين التسجيليين» وكلها على استعداد للمساهمة من دون أجر.. وبالنسبة لمهرجان الأفلام التسجيلية والقصيرة بالإسماعيلية، الذى اكتسب موقعا دوليا مرموقا، من الممكن إقامته فى القاهرة هذه الدورة.. إنها فرصة لتخطيط جديد، وفكر مختلف، لا شك عندى أن ابن الثقافة الجادة، عماد أبوغازى، يستطيع، ونحن معه.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل