المحتوى الرئيسى

«سوزان».. مازالت تلعب

05/18 08:13

حتى الآن مازالت خيوط اللعبة كلها فى يد سوزان.. لعبة الحكم ولعبة السياسة.. لعبة التوريث ولعبة الأموال.. وهى الآن تلقى إلينا بسمكة صغيرة..  تتنازل عن أشياء نعرفها، وتتنازل عن أموال لا تملكها، وقصور هى أصلاً ملك للدولة.. فلا نعرف أموالها هى، ولا نعرف أموال مبارك، ولا نعرف أموال علاء وجمال.. وما هى حصيلة مصروف الأبناء والأحفاد.. وحصيلة عوائد النياشين؟! تنازل سوزان مبارك عن ممتلكاتها غير مفهوم.. أولاً: لازم نعرف تنازلت عن إيه؟.. ثانياً: نسبته كام مما تملكه؟.. ثالثاً: لماذا لم تتنازل قبل صدور قرار الحبس؟.. إذن النية ليست حسنة.. رابعاً: كل ذلك التفاف على الحقيقة، ونوع من العبث.. خامساً: لماذا لم يتنازل علاء وجمال؟.. ولماذا لم يتنازل مبارك نفسه؟.. هل هم لا يملكون شيئاً؟.. أم أنهم يتنازلون عما نعرفه فقط؟! ما تنازلت عنه سوزان شىء لا يخصها.. لأنها تنازلت عن قصر العروبة، وهو قصر من قصور مصر.. كما أنها تنازلت عن أموال مودعة فى حساب ببنك الإسكندرية، لصالح مكتبة الإسكندرية.. معنى هذا أنها لم تتنازل عن أموال تخصها، وأكاد أفهم أمرين.. الأول: أنها لا تملك شيئاً، وهى براءة لذمتها.. الثانى: أنها تركت ما كان ينبغى أن تتركه.. وهى نكتة كبرى! السؤال: هل هذه هى كل ممتلكات سوزان ثابت؟.. هل كانت على الحديدة؟.. هل كانت الحكاية حساب مكتبة الإسكندرية، وقصر العروبة؟.. وهى بيع مخالف للدستور والقانون؟.. هل حدث كل ذلك، لأنها أصبحت تواجه شبح سجن النساء بالقناطر؟.. هل يصلح هذا التنازل لإثارة قضية العفو مقابل رد الأموال؟.. هل قررت سوزان أن تلعب حتى اللحظة الأخيرة بالرئاسة وبنا؟! دهشتى بلا حدود.. لأن الملكة الأم مازالت تملك مفاتيح الحل.. ومازالت تريد أن تخرج بلاش.. وتحصل على عفو مجانى.. ودهشتى أكبر حين يخرجون من السجن، بحجة أن الأخلاق المصرية لا تعرف الانتقام، ولا تعرف التشفى.. لكن الأخلاق المصرية تعرف العدالة، وتعرف التوبة، وأول بند فى التوبة أن ترد ما أخذت.. بعده يصح الكلام أو لا يصح.. فلا تصالح! تكة واحدة كمان سوف يتنازلون جميعاً.. وتكة واحدة كمان سوف نحصل على أموالنا المنهوبة، بعيداً عن الكلام الجديد بالعفو والصفح، لأنه من شيم الكرام.. لا تجعلوا الناس تشعر بأننا نعيش تمثيلية.. قرارات حبس ورقية.. ثم قرارات طبية بحالات صحية خطرة.. ثم قرارات بالتنازل لا قيمة لها.. مع أن سوزان ليست فى العناية المركزة.. ولا تعانى من القلب ولا من الفشة! وأستغرب هنا من مسألة غاية فى الأهمية.. وهى أن المصريين لا يتعاطفون مع سوزان ثابت.. التى كانت قبل الثورة سوزان مبارك.. خاصة أن الكل يراها سبب المصائب.. ربما يتعاطفون مع مبارك، ولا يتعاطفون معها.. يتحدثون عن إعفاء هناك وحبس هنا.. يتندرون أنها توعكت بعد قرار حبسها، بينما لم ينفطر قلبها بعد حبس علاء وجمال ضناها؟! الغريب أن سوزان تحركت حين طالها الطوفان.. ولم تتحرك حين تقرر حبس علاء وجمال.. ولم تتحرك حين تقرر حبس مبارك.. كأنها تؤمن بأن الحبس للرجالة فقط.. أما حين أتاها الطوفان، وضعت كل شىء تحت قدميها.. فلا تصدقوا أن هذا كل ما تملكه.. لأن سوزان مازالت تلعب.. مرة فى الحكم، ومرة فى السياسة.. لتوريث ابنها.. والآن تلعب بالأموال.. كأنها تلعب بالبيضة والحجر!

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل