المحتوى الرئيسى

هذيان قلم بقلم:طلعت زيدان ج2 ويتبع ان لم يقدر للقلم الشفاء

05/18 20:10

هذيان قلم ج2 طلعت زيدان 1- منذ الصباح الباكر عزمت على أن أغير نمط تحركاتى الذى يعمل بطريقة آلية ، فتشت بين كتبى التى ألقتها زوجتى بحجرة المهملات ، عثرت على كتاب كنت قد قرأته لعشر مرات ، سريعا سريعا التهمت الكتاب تحت شجرتى الصغيرة التى لم تكبر منذ سبع سنوات ، ولما انتهيت منه ، قمت نافضا بعض الاتربة العالقة ، حدقت فى الكتاب ، كان مكتوبا باللغة الايطالية ، كدت ان أختنق ضحكا بصوت مكتوم ، تكومت بمكانى ثانية ،، لقد تذكرت أننى لا أجيد الايطالية ... 2- عدت لتناول طعامى ، لم يكن هناك الا بعض رغيف قد اتخذ شكل هلال !! حاولت ان أحوره الى وضع محاقى ، لم أستطع ،، تذكرت بعدها أيضا أن اليوم مقابلتى مع طبيب الاسنان ! 3- لدى خروجى من عيادة الاسنان ، كنت قد انتهيت من آخر أسنانى وأضراسى ، كانت المرة الاولى التى أمر بها بطابور الجمعية الاستهلاكية دون مبالاة لمعروضاتها ، كان يتوجب علىّ أن أحضر طقم أسنانى الإضافى ... 4- عدت الى البيت مستنفذا قواى عن آخرها، لدرجة أننى قد اغتسلت عن آخرى حين فتحت الباب ، لقد نسيت المذكورة أن تنبهنى أن اليوم موعد غسل أرضية المنزل الغير موجودة من الأساس !! 5- استيقظت حين شق الظلام طريقه الى سريرى ، نهضت خارجا الى المقهى ، كانت الشلة اياها تنتظرنى ، حينما ارتطمت بالكرسى بعد عناء ، ظلوا يتبادلون النظر ، كانت الست تشدو : وضاع الحب الحب ضاع ،، فتشت بجيبى طويلا ، قبل ان أصرخ بهم ،، آخر جنيه ضاع فى عيادة الاسنان عليكم أن تحاسبوا على المشاريب 6- كان مدير العمل قد وعدنى بمقابلة مع رجل مهم ربما ترفع مستواى المادى ، الليلة سأذهب لمقابلته ، وما المشكلة؟ المشكلة أننى حين واجهت حذائى بهذه الزيارة المرتقبة نهرنى وعنفنى كثيرا ، قال لى فى بكاء ، يا أخى حرام عليك تلزمنى عملية صيانة وترميم من شهر وأنا استغيث ، أهملت توسلاته وأكملت الطريق ،، فتح فمه باتساع ! قال يرضيك؟ لم أجب وهممت بطريقى ، رفع لى وجهه المترب ، قال يرضيك ؟ أكملت طريقى ، اه وصلت أخيرا باب فيلته .... مضطر للعودة أنا .....يجب أن أحمل الحذاء للعناية المركزة !! 7- كانت علاقتى قديما بالثلاجة علاقة حميمة ، اليوم صارت عدائية من الطراز الأول ، هذا الأمر يعود إلى حادث رهيب ... ذات يوم وبعد أن نظمت قصيدة عصماء ، ظللت أسبوعا أعمل عليها حتى أنتهيت من أعمال السباكة والمحارة والزيت وتركيب النجف ، قلت لنفسى : هذه القصيدة ستلهب روح جمهورى من القراء ، علىّ أن أسقط عنها بعضا من لهيبها ، وضعتها بالثلاجة ، يومين وأنا أتوقع ما ستكون عليه من رطوبة المشاعر ، لكننى حين فتحت ثلاجتى لم أجد سوى قصاصات تحمل حروفا متضاربة !! لقد نسيت شأن الفأر الذى يحتل ثلاجتى منذ غلاء الأسعار !!

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل