المحتوى الرئيسى

الاعلام السياسي الصهيوني يغترف ماء البئر القديمة بقلم:خالد عبد القادر احمد

05/18 22:23

الاعلام السياسي الصهيوني يغترف ماء البئر القديمة: خالد عبد القادر احمد [email protected] يبدو ان مقولة تفوق الذكاء لم تعد احد اسلحة الردع الصهيوني, ولم يعد يبهر المواطن الاقليمي, بل لربما بات هذا المواطن يشعر بنوع من الشفقة على ما ال اليه حال هذا الذكاء, فعوضا عن التصريح السياسي بهدوء الثقة بالذات الذي تعودنا ان يسمعنا اياه رموز الادارة الصهيونية, بات الان رئيس الوزراء نتنياهو يزعجنا بصراخه اكثر مما يطربنا بغناءه. حتى اثر ذلك على صورته الاعلامية فباتت نزقة حادة عوضا عن ان تكون هادئة واثقة. لقد بات في صورته الاعلامية اقرب الى صورة السيد صائب عريقات ليلة حواره مع الجزيرة حول تسريب وثائق المفاوضات, وعلى العكس من ذلك نجد صورة السيد محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية والتي يعلق في الذاكرة منها حالة الهدوء ودوام الابتسام. والشعور بالثقة في تصريحاته المتزنة, لا شك ان عصبية السيد نتنياهو, تعكس احساسا عميقا بازمة الثقة التي باتت اساسا لعلاقات دول العالم بالكيان الصهيوني, الامر الذي هبط بمكانتها الى الحضيض بحسب تقييم سفراء الكيان الصهيوني. فققد بات العالم جميعا يشعر ان لا رغبة حقيقية عند الكيان الصهيوني بالسلام, دليل ذلك المواقف الدولية في مرسسات الشرعية الدولية, حيث نجد اجماعا دوليا مناهضا للمواقف والسياسات الصهيونية, عدا مواقف من الولايات المتحدة الامريكية, لا زالت تمنع حدوث مواجهة مباشرة بين الكيان الصهيوني وحالة الاجماع الدولي, وهي على كل حال مواقف مدروسة ومحسوبة جيدا من الولايات المتحدة الامريكية, تبقي السكين الامريكي على عنق العربدة الصهيونية, كما تبقيها تحت اذلال قبول تنفيذ المهمات القذرة التي لا ترغب الولايات المتحدة ان تنفذها بنفسها, وحتى هذه باتت الولايات المتحدة تتراجع عن توكيل الكيان الصهوني بها, ولعل هذا هو معنى ان مكانتها هبطت للحضيض, ان ما سبق توضيحه لا يشكل المؤشر الوحيد على تدني كفاءة الذكاء الصهيوني. والازمة التي وجد نفسه عليها تبعا لذلك. فتبادل تصاعد الاتهامات داخليا, ينفي ادعاء نتنياهو وتفاخره بالوحدة الوطنية الصهيونية, نجد صدى ذلك في صورة الانتهازي السياسي الذي يلقي بمسئولية الفشل على اجهزته الاستخبراتية التي لم تتوقع ما يجري في المنطقة, مبقيا في المنطقة المظلمة مسئولية السياسي الذي فشل في رؤية الاستراتيجي في قدرات الولايات المتحدة الامريكية, فظن انه يستطيع اذلالها بعدم الاستجابة ( لاقتراحاتها), في سلوك سياسي تقني غير مبدع, ليفاجأ بعاصفة تغيير قلبته عن كرسي الفخار والمباهاة. وبات يتاسف لاسقاط الولايات المتحدة حلفائه الاقليميين واحدا تلو الاخر. ولنجدها تسحب منه ملفات مهمات متعددة اهمها طبعا الملف النووي الاراني, وليجد نفسه في مواجهة محور اقليمي جديد من لا بسي الدشاديش الخليجيين. باتو اكثر اهمية بالنسبة للولايات المتحدة من حاخامات الكيان الصهيوني, المشكل هو انه كلما تفاقمت ازمة الكيان الصهيوني تعالى صراخ نتنياهو وليبرمان, لدرجة يصدق معها كلام موفاز ان اسرائيل باتت تدفن راسها في الرمل كالنعامة, ومشكل اكبر ان نتنياهو لا يتعظ من اخطائه القديمة ولا الجديدة واخرها فشل جولته الاوروبية, التي حاول باللعب على كلمات التصريح السياسي اخفاء حقيقة اخفاقها عن المجتمع فاشار الى ان الدول التي زارها لا تزال على موقفها من _ حماس_ علما ان جولته كانت تستهدف تغيير موقف هذه الدول من _ السلطة_ كشريك تفاوض. ان هذا التراجع في مصداقية التصريح السياسي الصهيوني يحاول اخفاء تراجع كفاءة الاداء الحكومي في ادارة الصراع. فنجد ان الحكومة الصهيونية _ تنفس غضبها _ على الطرف الفلسطيني فتصعد شروط التسوية معه, وكانه طرف الصراع الرئيسي معها, علما ان الاطراف الدولية خاصة الولايات المتحدة هي طرف الصراع الرئيسي مع الكيان الصهيوني, فهم الذين يقفون حائلا دون تحرر الكيان من شروط النشأة, والمقصود رصد مصير الكيان للموقع الوظيفي له في الصراع العالمي والاقليمي. ولا نجد من يطرح سؤال.. ولنفترض ان الصراع مع الفلسطينيين انتهى وبحسب الرؤية الصهيونية, فهل يعني ذلك تحرر الكيان من موقعه الوظيفي في الصراع العالمي الذي كان سبب ايجاده؟؟؟؟؟ ام ان البندقية ستبقى على كتف المجند؟ وحتى اعلاميا لا نجد جديدا في افق الرؤية الاعلامية الصهيونية, بل غرفا من ماء بئر قديم فحسب لم يعد يستطعم نكهته سوى المجتمع الصهيوني نفسه, فمقولة الواحة الديموقراطية ومقولة الوحدة الوطنية والتفوق الحضاري في مواجهة ارهاب التخلف الاقليمي لا يزال هو مادة الاعلام السياسي الصهيوني, والحقيقة ان اقرب مثل لهذا التقوقع الايديولوجي, هو مقولة مواجهة التفوق بالمراجل المتخلفة التي كانت تسيطر على العقلية الاقليمية, والتي هي في طريق التلاشي عندنا لكنها تحل ضيفة مرحب بها في المجتمع الصهيوني, فنراهم اليوم يهزون رؤسهم بالموافقة والتاييد لبعضهم البعض في كل مرة يجري ذكر مناقب الواحة والديموقراطية والوحدة الوطنية والتفوق الحضاري الصهيوني, لذلك نسال السيد شيمون بيرز من هم الان اللذين لا يقراون؟

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل