المحتوى الرئيسى

العفو عند المقدرة بقلم : عاطف راغب

05/18 21:25

العفو عند المقدرة ,,,,, بقلم : عاطف راغب في البداية أحب أن أوضح انني لم أنتمي يوما لأي حزب سياسي ولا أي تيار ديني ولست ممن يسمون بالفلول أو صاحب مصلحة شخصية فيما سأكتبه ولكني أزعم أنني من المهمومين بقضايا وطني الحبيب وبخاصة في تلك الفترة العصيبة التي يمر بها . فقلت لنفسي ولم لا تبدي وجهة نظرك في موضوع محاكمة الرئيس السابق وزوجته في قضايا "الكسب غير المشروع" علها تجد منكم من يقبلها أو يرفضها فالخلاف لا بد وأن يكون موجودا بين البشر وهذه سنة الحياة. أعلم علم اليقين أنني أتحدث عن حاكم ظالم , ظلم الكثير من أبناء شعبه في الداخل والخارج . وانهارت في عهده صورة الدولة المصرية في جميع المجالات حتى غدت مصر في ذيل الأمم وحتى اصبح المصري يمقت العيش في وطنه ويسعى جاهد للهروب منه حتى ولو كان مصيره الموت . كل هذا كان بسبب السياسات الفاشلة في الداخل لأن الأمر أوكل الى غير اهله من عصابة المنتفعين والمطبلين الذين كان كل همهم نهب ما يستطيعون نهبه من أموال هذا الشعب في اقل فترة ممكنة قبل أن يستفيق هذا الشعب من غفلته . ثم أراد الله للمارد أن يستيقظ من سباته ويحطم القيد الذي شل حركته لعقود من الزمان . استفاق المارد ولن يعود لسباته أو لغفلته مرة أخرى وتساقطت أوراق التوت تباعا وانكشفت عورات المفسدين . سقط الرئيس فالحكومة فمجلس الشعب فالحزب الوطني فأمن الدولة . كل ذلك في وقت قياسي لم يتجاوز المئة يوم . ثم بدات مرحلة الحساب والتي لم يكن أحد يحلم بها يوما ولكنها قدرة الله وارادته إذا أراد شيئا أن يكون له كن فيكون . فوجدنا من صال وجال وطغى وتجبر وعلا واستعلى نزيلا صاغرا بسجن طرة لا يقوى على رفع عينيه للناس أو التحدث بكلمة واحدة . ثم كان خبر تحديد اقامة الرئيس السابق واسرته ومنعهم من التصرف في أصول أموالهم ثم التحقيق معهم وايداعهم الحبس الإحتياطي . لا أنكر انني عند سماعي لهذاالخبر لم اصدقه في البداية ثم انتابني شعور مختلط من الدهشة والفرحة والشفقة والأسى على من كان يوما عزيزا فأذله الله . ورأيت الشماتة في عيون وكلام الكثيرين من أبناء بلدي . فتعجبت لما آل إليه حالنا . ليس هؤلاء المصريين الذين أعرفهم , ليس مصريا من يشمت في رجل تجاوز الثمانين وبلغ من العمر أرذله . إن العفو عند المقدرة من شيم العظماء . من قال لقومه بعد أن عذبوه وآذوه ولاقى منهم ما لم يلاقي أحد بعده " اذهبوا فأنتم الطلقاء " ؟؟؟ ومن قال لإخوانه بعد أن ألقوه في الجب وحاولوا قتله " لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين " . نعم انهم رسل , صلوات الله عليهم , ونحن بشر خطاءون . ولكننا أمرنا أن نهتدي بهديهم . متى نعفو ان لم نعفو الآن ؟؟؟ ومتى نسامح إن لم نسامح الآن ؟؟؟ بالتأكيد انا لا أقصد هنا التنازل عن حقوق المصريين الضائعة , ففي حال ثبوت سرقة أو اهدار للمال العام يجب في المقام الأول اعادتها ومحاسبة المسؤولين عنها بما فيهم ابناء الرئيس السابق وحاشيته وكل من ظلم ونهب وأفسد في الأرض . ولكني أرى العفو عن الرئيس السابق وزوجته فقط من باب العفو عند المقدرة , مع وضعهم قيد الإقامة الجبرية في مكان ما , ان استدعى الأمر , حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا !!! مع ضرورة أن يكون العفو عنهم مطلب شعبي وليس من قبل السلطة المسؤولة فالمجلس العسكري لا يملك صلاحيات الإدانة أو العفو . وأنا أميل الى فكرة العفو عنه وزوجته للأسباب التالية : أولا : هذا الرجل بلغ الرابعة والثمانين من العمر , فلم لا نعفو عنه من باب طعونه في السن ويكفي ما أصابه من ذل في نهاية عمره له ولأبناءه واحفاده من بعده. ثانيا : تمسك الرئيس السابق بالبقاء في مصر في وقت كان يستطيع فيه الهرب مثل غيره . ثالثا : ندمه ونيته تقديم اعتذار عن ما اقترفت يداه من ظلم وفساد واهدار للمال العام وكسب غير مشروع. رابعا : تعهده برد كل الأموال التي يثبت استلائه عليها بغير وجه حق في مقابل العفو . خامسا : نحن لا ننسى للرئيس السابق , وتلك حقيقة , انه عفا وتجاوز عمن كان يهاجمه وينتقده ويسبه ويتطاول عليه , وإن كان ما يقول حقيقه , إلا أنه عفا وتجاوز في وقت كان يستطيع فيه القيام بما يقوم به غيره الآن من حكام بعض الدول العربية التي ما زالت تشتعل فيها الثورات الشعبية . أفلا نكون أفضل منه !!! أفلا نتجاوز وندعه للتاريخ يحكم عليه ولحساب الله في الاخرة وهو أعدل العادلين . " فمن عفا واصلح فأجره على الله . والإصلاح هنا أراه في تجنب الوقوع في نفس أخطاء الماضي بمعنى العمل على تعديل الدستور بحيث يحدد من صلاحيات الرئيس القادم فلا نرى فرعونا آخر أو ديكتاتورا آخر . ثم علينا أن نعمل جاهدين على تهيئة الأجواء لنمو أحزاب سياسية قوية تفرز تنافسا شريفا يخدم مصالح الغالبية ويقدم مرشحين على المستوى المطلوب لقيادة السفينة في الفترة القادمة . ويكون المستفيد في النهاية هو الشعب المصري . حقيقة لا أعلم من يؤيد هذا الراي ومن يخالفه ولكني أرى غالبية المصريين لا يحبون الإنتقام مع حبهم للعدل .. ولا يحبون التشفي مع حبهم لقول الحقيقة .. ولا يحبون التنازل عن حقوقهم مع حبهم للعفو عند المقدرة .. [email protected]

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل