المحتوى الرئيسى

علي عبد الفتاح يكتب: نرفض أفكارك يا أستاذ هيكل

05/17 12:31

الأستاذ هيكل كاتب كبير له كل الاحترام، نحترم شخصه وإن اخلتفنا مع أفكاره التي خرج علينا بها في جريدة "الأهرام" يوم الأحد الموافق الموافق 15/5/2011م، والتي يدعو فيها القوات المسلحة إلى الاستيلاء على السلطة في مصر؛ وذلك بهدف تحقيق المصالح العليا للبلاد والعباد، فأما مصالح العباد فحددها بالخبز والطعام والأمن الداخلي، وأما مصالح البلاد فحددها بحماية علاقات مصر مع الدول ذات التأثير، مثل أمريكا والكيان الصهيوني.   وطالب الأستاذ هيكل بمرحلة انتقالية يقوم فيها الجيش بالانقلاب على الاستفتاء الشعبي والاعلان الدستوري بأن يُعين المشير طنطاوي نفسه رئيسًا للبلاد ويمكن بعد ذلك تشكيل "مجلس أمناء الدولة والدستور"؛ بحيث يعاون المشير طنطاوي في إدارة شئون الحكم، وهذه الفترة تمتد إلى سنتين أو ثلاث سنوات، وقال هيكل إنه استلهم هذه الفكرة من ثورة 1952م الملهمة!!.   وأقول للأستاذ هيكل: أولاً: إن يوليو 1952م لم تكن ثورة بأي مقياس من مقاييس الثورات، فالثورة فعل الشعب ممثلاً فيه كل أطيافه وفئاته ومكوناته، وثورة يوليو 1952م كانت في البداية حركةً فئويةً لمجموعة من الضباط لهم مطالب محددة خاصة بالجيش ثم تلقَّفها الشعب بعد ذلك بالقبول.   ثانيًا: ثورة يوليو 1952 لم تكن مهمةً إلا إذا اعتبرنا أن: - إلغاء الاحزاب إلهام، والتنظيم الواحد إبداع، وإحالة المدنيين للمحاكم العسكرية وتشكيل المحاكم الاستثائية عدل، والانقلاب حتى على رفقاء "حركة الضباط"- يوسف صديق ومن قبله محمد نجيب ومن بعده خالد محيي الدين وجماعة الإخوان التي شاركت في الحركة بضباطها أمثال عبد المنعم عبد الرؤف وغيره- وفاء.   - تعليق المشانق لكل الأحرار من كل الاتجاهات؛ خميس والبقري والشهيد سيد قطب وعبد القادر عودة الفقيه والقاضي الجليل   وغيرها، كل هذا هو الإلهام والإبداع؟! - هل من الإلهام والإبداع مذبحة القضاة وحزب السنهوري باشا الفقية الدستوري؟! - هل من الإلهام والإبداع عسكرة الحياة، بدءًا من الصحافة إلى السياسة؟! - هل مصادرة كل الحريات حرية الرأي والتعبير والتنظيم من الإبداع والإلهام؟! - هل شخصنة النظام في واحد هو الإلهام والإبداع يا أستاذ هيكل؟!   إن هذا الاقتراح من الأستاذ هيكل يستهدف عودة مصر مرةً أخرى إلى مصر الفرد لا الشعب، كما كان يقال: مصر عبد الناصر.. مصر السادات.. مصر مبارك.   ونحن الآن بعد ثورة 25 يناير نريدها: مصر الشعب المصري، إن مصر المصريين بنسبة 77.8% تقول نعم للتعديلات الدستورية التي حددت طريقة تعديل الدستور وانتقال السلطة إلى الشعب والانتخابات البرلمانية قبل الرئاسة.   إن هذا الاقتراح وغيره من المحاولات تريد الانقلاب على هذه الإرادة، وكان الأستاذ وغيره يريدون أن يعود الشعب كما كان من قبل "إلى المربع رقم صفر" وأقول لهم هيهات هيهات لما تأملون.   أقول لمنظِّر "حركة الضباط 1952م" الكاتب الأوحد؛ الذي روَّج أن الخبز قبل الحرية، وانتظر الشعب فلم يجد لا الخبز ولا الحرية طوال أكثر من 18 سنة، أقول: أنت يا سيدي من وضع بذور الاستبداد والديكتاتورية وروح الحاكم نصف الإله.   إن اقتراحاتك مضادة للثورة التي قدم فيها الشعب المصري أرواح أكثر من 800 مصري شهيد وأكثر من 8000 مصري جريح، هذه الاقتراحات ضرب للثورة في مقتل وإعدام للأهداف المرجو منها.   أقول إلى القوات المسلَّحة المصرية أذكى من أن تقع في هذا الفخ، وهو الانقلاب على الإرادة الشعبية؛ حتى لا تكون في طرف الشعب والشعب في طرف؛ لأنها تؤمن أنها الجيش الشعب، وأنها تحافظ على مصالحه وتحقق إرادته.   يا أستاذ هيكل.. العودة إلى ستين عامًا ماضيةً مستحيلة؛ لأن نتائجها السيئة سنة ماضية أنتجت نكسة يونيو 1987م؛ حيث أنتج صلاح نصر ورفاقه قتل الانتماء الذي عاد في ظل ثورة 25 يناير، وأخيرًا أسال الأستاذ هيكل هذا السؤال، وأدعو القراء لبحث الإجابة: ما الذي دفع أستاذ هيكل إلى طرح هذه الأفكار في هذا التوقيت؟! هل هذا متعلق بظروف خاصة به وبالمحيطين به وبمن حوله؟!   هل يظن الأستاذ هيكل أن المجلس العسكري لا يعرف أهداف هيكل وتحولاته من منظِّر حركة الضباط 1952م إلى الانقلاب على عبد الناصر ورفاقه في أحداث مايو 1971م في ثورة التصحيح حين وقف مع السادات ضد رجال عبد الناصر.   الشعب لن يسمح للأستاذ هيكل ولا غيره أن ينقلب على إرادته أو أن يفرض عليه وصايته..يا أستاذ هيكل، نحن الآن نعيش عصر الشعوب لا عصر الأنظمة المستبدة. -------------- مدير مركز رؤية للدراسات المستقبلية.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل