المحتوى الرئيسى

عبير حجازى تكتب: الإخوان (شايفين نفسهم) وإنت شايف إيه؟!

05/17 17:53

فى محاولة منه لتبرئة ساحته أمام الجماهير أعلن السيناريست المعروف وحيد حامد عقد العزم على تقديم الجزء الثانى من مسلسل الجماعة، المسلسل الذى عرضه التليفزيون المصرى فى شهر رمضان الماضى، والذى أثار جدلا كبيرا ما بين مؤيد ومعارض، سواء جدلا فنيا فى طريقة تناول وحيد حامد للأحداث ومدى حياديته فى عرضها, أم جدلا فكريا بين مؤيدى ومعارضى الإخوان المسلمين كفكر ومنهج وأسلوب فى إدارة الجماعة ومصادر تمويلها وأهدافها المعلنة والخفية!! وجدل آخر جماهيرى لم يكن وليد المسلسل وحده ولكنه نتيجة تراكمية لما صورته لنا الدراما المصرية على مدار سنوات مضت بأن جماعة الإخوان المسلمين، أو الجماعات الإسلامية بشكل عام عبارة عن مجموعة من الإرهابيين الذين يرتدون الجلباب القصير ويطلقون اللحى ويسيرون فى الشوارع حاملين السيوف والجنازير والعصى ويسعون إلى ضم أى شاب يمر بظروف فشل أو إحباط للانضمام إلى الجماعة ويجعلون عليهم أميرا هو الأشبه كما يصوروه بزعيم العصابة، الذى يخطط ويدبر لعمليات القتل والنهب والإرهاب!! وللأسف الشديد، فإن هذه الصورة هى ما ترسب فى ذهن الملايين عن هذه الجماعات الإسلامية، فالدراما التليفزيونية والسينمائية جعلت منهم فى أذهاننا جميعا مجرد عصابة ليس إلا. واستمر التحامل الشديد على هذه الجماعات الذى ظهر جليا حينما عرض وحيد حامد مسلسله، ولكن أتت الرياح بما لا تشتهى السفن وتحولت موجة تشويه الإسلاميين إلى موجة تعاطف شديد من الجماهير وعلى الرغم من كيل الاتهامات الذى وجه لوحيد حامد وقتها من أنه كان أداة بيد أمن الدولة والنظام القديم من أجل تشويه صورة الجماعة والدعاية السلبية عنها بهدف التخطيط لإسقاطهم فى انتخابات مجلس الشعب الشهيرة التى أدارها أحمد عز بمنتهى الحماقة والمراهقة السياسية والتى كانت القشة التى قصمت ظهر النظام، إلا أن هذا المسلسل قد أثار تعاطف الكثيرين مع هذه الجماعة سواء بحثوا عنها واقتنعوا بها أم لمجرد العند فى النظام القديم!! وها هو وحيد حامد يظهر من جديد يدلى بتصريحاته للصحف والمواقع الإليكترونية بأنه لن يتراجع عن تقديم الجزء الثانى من هذا المسلسل وأنه لم يجبر على تقديمه فى البداية!! ولذلك سيستمر فى كتابته للجزء الثانى وأنه سيتناول الأحداث من مقتل الهضيبى عائدا للوراء ليصل إلى إعدام سيد قطب معللا تمسكه بكتابة المسلسل وتحامله على الإخوان وكما ورد عن لسانه بأن الإخوان (شايفين نفسهم اليومين دول ولكن فى ساعة الجد سيأخذ كل شخص مكانه وحجمه الطبيعى، كما أن هذا الدور الذى يلعبونه الآن هو الدور نفسه الذى سبق أن لعبوه بعد ثورة ٢٣ يوليو وأكد وحيد حامد أن الإخوان فى عهد مبارك كانوا أقوى من الآن وظهورهم بكثافة خلال هذه الفترة لم يكن أبدا فى مصلحتهم، وقد كشفت حقيقتهم أمام الناس بعد أن أصابوهم بحالة فزع بسبب الهجمة الإعلامية التى يقومون بها وقد اشتدت الحالة بظهور السلفيين)، بالطبع يقصد وحيد حامد من قوله هذا أن التحول الذى طرأ على الجماعة وشرعية وجودهم بعد الثورة لا يعجبه وأنه غير مقتنع بهذا التحول. ولى سؤال للفنان وحيد حامد إذا كان الإخوان فى هذه الأيام وفى هذه الظروف التى تمر بها البلاد شايفين نفسهم على حد قولك، فما هى رؤيتك وهدفك من عرض هذا الجزء الثانى وفى هذه الظروف التى يدعو فيها الجميع لوحدة الصف بين المصريين جميعا لنبذ أى شعارات دينية كانت أم حزبية والالتفاف حول راية واحدة هى راية الوحدة الوطنية لتوحيد الهدف وترك أى انتماءات فرعية والاهتمام بهدف أعلى وأسمى وهو وحدة المصريين جميعا، مسلمين وأقباط، سلفيين وعلمانيين وليبراليين، وغير مسيسين أو أى كانوا كلنا فى النهاية مصريون ولا أرى أى داع الآن لإثارة هذه الانتماءات الفرعية ولا أظن أبدا أن البحث عن الشهرة والنجاح المزيف أهم من مصلحة الوطن. لك كامل حريتك للتعبير عن رأيك وعن إثارة أى موضوع فى كتاباتك، ففكر الكاتب والفنان طير يحلق أينما شاء، ولكن لتكن مصلحة الوطن أولا قبل أى شهرة أو مجد أو ربح مادى، قد تكون نتيجته إثارة المزيد من الفتن حما الله مصر من كل مكروه وسوء.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل