المحتوى الرئيسى

مبارك أسقط مصطفى الفقى

05/17 09:39

بقلم: وائل قنديل 17 مايو 2011 09:28:24 ص بتوقيت القاهرة تعليقات: 0 var addthis_pub = "mohamedtanna"; مبارك أسقط مصطفى الفقى أمضى الدكتور نبيل العربى أكثر من شهرين وزيرا للخارجية أظن أنه تعامل خلالها كعابر سبيل، أو مسافر فى صالة الترانزيت، يدرك أنه غير باق فيها أبدا، وسيغادر إلى حيث وجهته الأساسية.وكان غريبا أن العربى الذى يمكن وصفه بوزير خارجية جاء من قلب ثورة 25 يناير وأحد الأعضاء المؤسسين لأول لجنة حكماء للدفاع عن الثورة والثوار فى بواكير أيام الغضب، كان غريبا أنه لا يتعامل بالحسم الكافى للانتقال بالدبلوماسية المصرية من مرحلة رجال أحمد أبوالغيط إلى مرحلة أخرى جديدة تعالج ما وهن وترمم ما تهدم وتعيد بعضا من النضارة لوجه الخارجية المترهل.أيضا كان من المثير للدهشة أن العربى لم يقترب من «حركة سفراء الليل» التى مررها أبوالغيط قبل طرد مبارك من الحكم، وحين ارتفعت الأصوات وتوالت بيانات شرفاء الدبلوماسية وأحرارها مطالبة بتنظيف البيت العريق من الداخل، وإعادة النظر فيمن يفترض أنهم سينقلون الثورة الوليدة إلى الخارج، كان العربى فى أغلب الأحيان صامتا، مؤجلا التعامل مع هذه الملفات المغلقة.والخلاصة أن شواهد كثيرة كانت تقول إن الخارجية كانت محطة مؤقتة فى مسيرة العربى نحو تولى منصب الأمين العام لجامعة الدول العربية، على الرغم من غبار الجدل المتصاعد حول ترشيح مصطفى الفقى، وانشغال النخب المصرية والعربية بنقاشات ومناظرات ساخنة حول جدارته للمنصب من عدمها، وعلاقته بالنظام السابق، قربا وبعدا وبين بين.وإذا كان البعض يعتبر أن الخارجية المصرية خسرت نبيل العربى فيما كسبته الجامعة العربية، فإن الشاهد عندى أن علاقة العربية ببيت الدبلوماسية كانت «مرور الكرام» هكذا سلك الوزير، وأيضا تصرف العاملون بالوزارة، حتى إن بعضهم كان يتداول فى اسم الوزير القادم بعد أيام من تعيين العربى.وفى المحصلة فإن مفاجأة صعود نبيل العربى وسحب اسم مصطفى الفقى فى الخمسة أمتار الأخيرة من مضمار السباق نحو الجامعة العربية، لم تكن كذلك بالنسبة لهما أولا، وبالنسبة لكثيرين فى تشكيلة الحكم المصرية، وربما بالنسبة لأطراف عربية كثيرة.والسؤال الآن: من هو وزير خارجية مصر القادم؟ الإجابة الكلاسيكية التى تنتمى لتقاليد العصر الماضى تقول إنه أحد سفراء السابقين فى واشنطن وأول حرف من اسمه «نبيل فهمى»، وهو اسم يحظى بكثير من القبول والتوافق.لكن السؤال الأهم: لماذا وافق العرب على العربى، واعترضوا على الفقى مع كل الاحترام للاثنين؟إنها قوة الرأى العام فى مصر بعد الثورة، ذلك أن الفقى لم يحصل على الأغلبية المؤهلة للفوز فى الداخل، ومن ثم لم يفز فى الخارج.مرة أخرى: الفقى ضحية النظام السابق، حيا وميتا، مع دعواتنا بطول العمر للرجل الذى قال إن رئيس مصر المقبل لابد أن يتمتع بموافقة أمريكا ورضا إسرائيل، ويعلم الكثير من خفايا علاقة مبارك بالعروش العربية.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل